عقدت مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية حلقة إذاعية تناولت ” الخطاب الاعلامي و ثقافة اللاعنف في فلسطين “، وذلك ضمن فعاليات مشروع “فوائد ثقافة اللاعنف” الممول من FXB، والذي يأتي في إطار تحقيق رؤية المؤسسة وتأكيدها على أن اللاعنف هو أسلوب سلمي ومنهج حياة وتنمية، ودوره في تعزيز وحماية السلم المجتمعي، وذلك على أثير راديو ألوان اليوم.
حيث تحدث في الحلقة الأستاذة فاطمة عاشور المحامية والناشطة في المجتمع المدني، والتي أشارت إلي غياب واضح لاستراتيجية اعلامية موحدة في الخطاب الإعلامي الفلسطيني، نتيجة لغياب في الرؤية السياسية ، حيث أن الخطاب الاعلامي لم يصل في ذروته لدرجة الوعي والإدراك للمتغيرات التي يعيشها المجتمع الفلسطيني أو لخلق حالة من الانسجام بين كافة القوي والأطر الفلسطينية، فهناك أكثر من خطاب إعلامي فلسطيني.
ونوهت إلي أن الخطاب الاعلامي تعرض لهزة عنيفة بفعل الانقسام وهيمنة مصطلحات الانقسام ومفرداته على الساحة الفلسطينية خلال المرحلة الماضية ، مما افقده اتزانه وهذا يتطلب اجراء معالجة شاملة للخطاب الاعلامي بحيث يستعيد القدرة على تعزيز التسامح وثقافة اللاعنف في المجتمع الفلسطيني.
بدورها أكدت الناشطة رغدة بهلول وهي أحدى المشاركات في المشروع ومنسقة مبادرة “تعزيز ثقافة اللاعنف لدى الإعلاميين والمؤثرين”، بأن غياب الدور الفاعل لنقابة الصحفيين وعدم قدرتها في التأثير على جمهور الاعلاميين، و ضبط السلوك الاعلامي ساهم فيتراجع مفاهيم ثقافة اللاعنف في الخطاب الاعلامي الفلسطيني. بالإضافة لعدم الالتزام بأخلاقيات المهنة في تناول قضايا المجتمع كما جاء في مخرجات مبادراتها.
واجمع المتحدثون في نهاية الحلقة على ضرورة تدعيم الخطاب الإعلامي بشكل مدروس ومجد بحيث يستجيب للتطورات وللمتطلبات الفلسطينية، ويؤدي دوره في تعزيز ثقافة اللاعنف بين كافة شرائح المجتمع، وأن يتبني الخطاب الاعلامي الفلسطيني مضامين ثقافة اللاعنف ومفاهيمها وأن يعزز من السلم الأهلي ومن صورة الآخر في المجتمع الفلسطيني ، حيث يعتبر ذلك هو خط المواجهة الأول في مواجهة محاولات تفيتت المجتمع واهدار طاقاته.
وأن تتبنى منظمات المجتمع المدني صقل الإعلاميين بمضامين ثقافة اللاعنف من خلال عقد الدورات التدريبية والورش التوعوية لكافة الاعلاميين على اختلاف مشاربهم بهدف تمكينهم من تعميم ونشر هذه الثقافة في المجتمع .