نظمت سكرتاريا الأطر الطلابية لقاء حوارياً بعنوان “مجابهة العنف داخل الجامعات” بالتعاون مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، ضمن مشروع فوائد ثقافة اللاعنف الممول من مؤسسة FXB، وذلك بمدينة رفح جنوب قطاع غزة بحضور عدد من المختصين والأكاديميين الجامعيين ومجموعة من طلاب وطالبات الجامعات والكتل الطلابية.
وأفتتح اللقاء بكلمة للأستاذ أحمد القيق عضو سكرتاريا الأطر الطلابية، مرحباً بالحضور ومقدماً الشكر لمؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية في إطار التعاون الدائم والمشترك بينها وبين سكرتاريا الأطر الطلابية، وأضاف القيق بأنه في خِضم الحديث عن مجابهة العنف داخل الجامعات قد تنبهت سكرتاريا الأطر الطلابية لهذه الخطوة مبكراً, من خلال توقيع ميثاق شرف بين الأطر الطلابية قبل سنوات حيث ينظم هذا الميثاق العلاقة بين الأطر, وأهم ما يدعو له تجنيب العمل الطلابي والجامعات ممارسة أي عنف يقع على الطالب أو المؤسسة التعليمية, ولكن ما جرى مؤخراً في بعض الجامعات هو عمل معيب من بعض إدارات الجامعات, حيث مارست هذه الجامعات العنف تجاه الطلبة, والعنف كان جسدي ونفسي, فتم استخدام الضرب المبرح من أمن الجامعات واستدعاء امن خارجي لفض اعتصامات سلمية للطلبة تتعلق برفض طرد الطلبة من قاعات الامتحانات بسبب عدم تسديد كامل الرسوم.
ومن جانبه تحدث الدكتور إبراهيم معمر رئيس الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون، بأن احد أهم الأسباب الرئيسية التي تزيد من حالة العنف داخل الجامعات في مجتمعنا الفلسطيني هو نقص حالة التوعية لدى الطلبة قبل دخول الجامعات وأثناء دراستهم, بحيث لا يعلم الطالب مبادئ احترام ثقافة الأخر وتقبل الرأي الأخر , واحترام التظاهرات وحرية العمل النقابي, مؤكداً على دور مؤسسات المجتمع المدني التي يجب أن تساهم بنشر حالة الوعي تجاه هذه القضايا.
من جهته تحدث الدكتور نافذ الجعب المحاضر في جامعة الأقصى عن دور الشباب في المشروع الوطني الفلسطيني وأهميته في مواجهة كل أشكال العنف داخل الجامعات وفي المجتمع, باعتبار الشباب ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتغييرها نحو الأفضل, وبما يخص العنف داخل الجامعات فقد أرجع الدكتور الجعب ذلك إلى تعطيل الحياة الديمقراطية داخل الجامعات التي سادت العمل الطلابي مما ساهم بشكل كبير في عدم تقبل الأخر أو أفكار لا تتوافق مع بعنا البعض, لأنه لم يتم ممارسة عملية ديمقراطية حقيقية كانتخابات الجامعات .
من جانبه أكد الدكتور فادي الأسطل محاضر في بعض الجامعات، عن أم السلوكيات المرتبطة بظاهرة العنف , والمدارس النفسية التي تحدثت عن العنف , حيث تم وضع الاحصائيات والأرقام المتعلقة تجاه ظاهرة العنف داخل المجتمع الفلسطيني بشكل عام والمجتمع داخل غزة بشكل خاص, فأكد بأن الاحتلال على مدار سبعة عقود كان له دور في زيادة حدة العنف من خلال ممارساته القمعية لشعبنا, وكذلك للانقسام الفلسطيني الداخلي الذي كان عنيفاً بشكل كبير وكانت حالات القتل والاصابات بشكل خطير مما أنشأ جيل من الشباب يمارس العنف سواء داخل اسرته أو بمحيط أصدقائه أو بالمجتمع و الانتقال للجامعات باعتبار الجامعات تذخر بآلاف الطلبة الشباب الذين يمتلئوا بالطاقة والحيوية. وكذلك حالة البطالة التي أوجدت نحو250 ألف خريج جامعي عاطل عن العمل, مما ساهم بشكل مباشر في نمو حالة العنف داخل الجامعات.
وتم فتح باب النقاش مع الطلاب والطالبات لطرح مقترحات وتوصيات، حيث كانت توصيات اللقاء على النحو التالي، ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية للطلبة وعدم ابتزازهم بدفع الأموال مقابل التقدم للامتحانات، ضرورة الالتزام بإيجاد بيئة قانونية للطلاب وكذلك للعمل الطلابي داخل الجامعات لمنع تعنت وتفرد إدارة الجامعات.، الاهتمام بجودة التعليم مقابل الرسوم الباهضة التي يتم فرضها على الطلبة، ضرورة الالتقاء على القواسم المشتركة داخل الحرم الجامعي وتنفيذ أنشطة مشتركة بين الأطر الطلابية، أهمية مواصلة الأنشطة الطلابية المتنوعة المشتركة بين الأطر الطلابية التي تدعو للتسامح وتقبل الأخر، أهمية تفعيل الحياة الديمقراطية داخل الجامعات من خلال فك حظر الأنشطة الطلابية.