نفذت مؤسسة فارس العرب للتنمية والأعمال الخيرية مُبادرة “تعزيز ثقافة اللاعنف وتقبّل الأخرين” ضمن مشروع “فوائد ثقافة اللاعنف” بالتعاون مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة FXB الفرنسية، حيث تهدف هذه المُبادرة إلى خلق جو من التسامح والحِوار البنّاء وتقبل الأخر وذلك عبر تنظيم ثلاثة أيام تدريبية، حول مهارات الحِوار الفعّال وشخصية المُحاوِر، وأنواع و فن الحِوار والنقاش الجماعي، وآليات حل النزاعات وأشكال العنف.
كما وشارك في المُبادرة العديد من الشباب الذين لديهم خلفيات ثقافية ودينية وعمرية واجتماعية وعلمية مختلفة، حيث تم اختيارهم بناءً على معايير مُختلفة، منها الثقافة والتفكير واختلاف الجندر.
و نظم منسق المبادرة السيد/ باسم الديراوي رحلة لاطّلاع المشاركين على المناطق الأثرية والثقافية والدينية بهدف تعزيز فكرة تقبّل المختلف وثقافته ولمعرفة كيف تم الدمج بين الثقافات والأديان والحضارات المختلفة وتقبّل كلاً منا للأخر وتوضيح أهمية المناطق والترويج لفكرة أن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
حيث شملت الرحلة أربعة أماكن أثرية ودينية وتاريخية منها: “سباط العلمي” والتي تحدثت فيه منسقة المكان السيدة/ سوزان القهوجي عن الحياة سابقًا وكيفية تقبّل الأسر الفلسطينية القديمة للاختلافاتِ فيما بينهم وكيفية حل مشاكلهم بدون العنف وأيضًا تحدثت عن نُبذه تاريخية وثقافية عن المكان.
وأيضًا تمت زيارة “قصر الباشا” للاطلاع على الثقافات السابقة ونشأة الحضارات وأهمية الاعتراف بالأخر وتقبله، وفي المكان الثالث ألا وهي كنيسة “القديس برفينيوس” والتي يفصلها عن المسجد فقط جدار، وهُنا حدثنا منسق العلاقات العامة السيد/ كمال عيّاد عن أهمية تقبل المُختلف في كافة المجالات وأهمية تعزيز ثقافة اللاعنف والتوعية بها لإعداد جيل شبابي متسامح.
وفي الختام تم زيارة مقبرة “الزوايدة” وتم النقاش فيه حول تقبل الأخر بعيدًا عن التمييز لكي نكون مثل الأرض احتضنت وتقبلت الجميع، وشارك في هذه الرحلة عدة شخصيات منها السيدة/ إسراء المغاري “مُدرّسة أطفال”، والسيدة/ نعمة أبو عمرة “صحفية ومراسلة لعدة قنوات ومديرة شركة مضامين للإعلام” ، والسيدة / ولاء أبو زايد “ناشطة اجتماعية” ، والسيدة / ديما البرعي “منسقة باللجنة الدولية للصيب الأحمر”، حيث تحدثن عن تجاربهم في مجال الصحافة والتعليم وكيف تمكنَّ من جعل المُجتمع يتقبلهنّ بدون عنف.
وفي نهاية الرحلة تم النقاش بشكل جماعي عن الاختلاف الطبيعي والانطباع الأول وسلبياته وضرورة الإيمان بوجود الأخر وعبر المشاركين عن إيمانهم بمثل هذه المبادرات وأهميتها في نشر الوعي والثقافة المرتبطة باللاعنف، كما أوصوا بأهمية الاستمرار بمثل هذه الأنشطة والتدريبات وورش العمل وصولاً لشرائح أكبر في المجتمع.