نفذت جمعية الملتقى التربوي حفل موسيقي في ساحة السوق الشعبي في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة. تخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية التي استهدفت الكبار والصغار في أجواء عائلية سعت إلى رسم الابتسامة على وجوه أبناء النصيرات الذين اتخذوا من المنطقة المخصصة للسوق الشعبي في النصيرات ساحةً ليُرفِّهوا بها عن أنفسهم في ظلّ غياب المرافق العامة المخصصة لذلك.
جاء هذا الحفل ضمن مبادرة شبابية بعنوان “وُدّ لتعزيز ثقافة اللاعنف” كانت قد تبنتها جمعية الملتقى التربوي ودعمتها مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بتمويل من مؤسسة FXB الفرنسية. هدفت المبادرة إلى تفريغ الضغط النفسي الذي يتعرض له أبناء شعبنا الفلسطيني بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، في محاولة لتعزيز ثقافة اللاعنف من خلال فقرات متعددة من الموسيقى التراثية والشعر الهادف وفقرات الرقصات التعبيرية على أنغام الأغاني الوطنية.
بدأ الحفل بكلمة ألقاها المدير التنفيذي للملتقى التربوي الأستاذ أكرم أبو جياب، حيث رحَّبَ بالحُضور وأكَّد على دعم الملتقى لجميع المبادرات الشبابية التي تهدف إلى رسم البسمة على وجوه أطفالنا، خصوصاً تلك التي تحاوِل تعزيز المفاهيم التي تسعى الجمعية لغرسها في المجتمع من مبادئ التسامح وتقبل الأخرين ونبذ العنف.
هذا وأحيا الحفل الفنان الفلسطيني أيمن أبو عبدو بمجموعة من الأغاني التراثية التي تغازل الأرض وتدعو للتسامح، كما شارك في الحفل الشاعر المغربي نصرالدين خيامي بلمهدي وزوجته الشاعرة الفلسطينية ليلى جادالله وقدموا لوحة مشتركة جميلة أضفت المزيد من مشاعر الدفء والمحبة على الأجواء العائلية التي كانت تعمّ الحضور الذي تنوّع بين الأطفال والكبار، الآباء والأمهات، الشباب والفتيات، والوُجهاء وأصحاب القرار المجتمعي.
كما وضمّ الحفل فقرتين من الرقصات التعبيرية التي قدمتها مجموعة من الفتيات الصغار، اللواتي أطلقنَ على أنفسهن اسم “زهرات فلسطين”، حيثُ أبهجَ أداؤهنّ الحضور، وأثبتن أننا شعب نحب الحياة نسعى لنيل حقوقنا بأسلوب متحضر وراقي
كانت أجواء البهجة والتفاعل ظاهرة على وجوه الحضور والمُشاركين الذين شكروا جمعية الملتقى التربوي على تبنيها لمثل تلك الفعاليات، بل وطالبوا القائمين على الحفل بتكرار مثل تلك الأنشطة، ودعم المواهب الفنية التي يمتلكها أبناء منطقة النصيرات واتخاذها وسيلة لنشر ثقافة اللاعنف والتسامح.