نفذت جمعية مركز سرب للثقافة والفنون المجتمعية مبادرة (تتنمرش عليا) والتي تأتي ضمن مشروع (فوائد ثقافة اللاعنف) والمنفذ من مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية والممول من مؤسسة إف إكس بي، وقامت فكرة المبادرة على إنتاج اسكتش مسرحي للأطفال يتحدث عن موضوع التنمر، وتم التركيز في مراحل إنتاج الاسكتش المسرحي على معالجة موضوع العنف بأسلوب شيق وممتع وكوميدي لأنه الأقرب لعقول وقلوب الأطفال.

حيث تم تنفيذ ثلاثة عروض مسرحية لفئة الأطفال في ثلاث مناطق مختلفة من قطاع غزة (منطقة الصفطاوي، منطقة البورة ببيت حانون، ومنطقة غزة (الرمال الشمالي)، وسط تفاعل جميل من الأهالي والأطفال، وعبر الجمهور من الأطفال والأهالي عن رأيهم بخصوص القضية المطروحة (التنمر)، بأنها ظاهرة خطيرة ناتجة عن الضغط الاقتصادي والظروف الصعبة التي يعاني منها المواطنون في قطاع غزة، بحيث يصب الأهل جام غضبهم على الأبناء، والأبناء على الأقران، وقام جمهور الأهالي أيضا بطرح مقترحات لحل هذه المشكلة، وأولها الإقرار بوجود هذه المشكلة وضرورة بذل الجهود وتكاثفها في مواجهتها، بحيث أن هذا الدور لا يقع على الأطفال فقط بل على الأهالي وعلى المدرسين والمرشديين النفسيين وعلى كل من له علاقة بالأطفال والتربية ويتعامل معهم.

وأكد الحاضرون على أن العرض المسرحي برغم وقته القصير، إلا أن الممثليين والمخرج والكاتب قد وفقوا في توصيل الفكرة بشكلٍ سهل للأطفال وعبر الأطفال أيضاً عن تأثرهم بالعرض، ذاكرين أن ما شاهدوه يحدث معهم بشكلٍ شبه يومي إما بأن يوقعوا العنف على الآخرين أو أن يقع عليهم من الآخرين، طارحين جملةً من الحلول لهذه المشكلة من خلال مشاركتهم بالنقاش، وقالوا أن العنف لا يولد إلا العنف وأن ممارسة العنف تجعل من مجتمعنا مجتمع متفكك لا يسوده التسامح والحب، كما عبروا عن رغبتهم بتعزيز ثقافة اللاعنف وضرورة تقديم الكثير من العروض المسرحية نظراً لحبهم للعرض المقدم.

ويؤمن “سرب”، بفاعلية المسرح كأداة للتعبير والتغيير، حيث أنه عندما يتناول المسرح والدراما مواقف مباشرة من حياتنا اليومية، فإنها توسع مفهوم الشخصيات ومدلول المواقف وتبرز قيم التصرفات، وبذلك تتحقق القدرة على الفهم ومن خلال العمل الجماعي الذي يتميز به أسلوب المسرح والدراما، يتعلم المشاركون قيماً إيجابية كالتعاون والثقة بالنفس والمعرفة بالحقوق والواجبات، ويجرب المشاركون من خلال المسرح والدراما مواقف الحياة المختلفة ويضعون حلولاً لها، وتنمي الذوق الفني والجمالي والحس النقدي لدى الفئة المستهدفة.