الحلقة الإذاعية الثامنـة:أثر ألعاب الفيديو العنفي على الشباب والمراهقين

الحلقة الإذاعية السادسة: النساء و ثقافة اللاعنف
7 أغسطس، 2019
الحلقة الإذاعية التاسعة:الأبعاد العنيفة في الخطاب الإعلامي واليومي
20 أغسطس، 2019

الحلقة الإذاعية الثامنـة:أثر ألعاب الفيديو العنفي على الشباب والمراهقين

“أثر ألعاب الفيديو العنفي على الشباب والمراهقين” عنوان جديد تناولته مؤسسة بال ثينك خلال ثامن حلقات البرامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” المنفذ ضمن مشروع تجمع المؤسسات الأهلية من أجل نشر ثقافة اللاعنف.

البداية كانت بحديث ضيفة اللقاء شرين البياري أخصائية المناصرة في المركز الفلسطيني للديموقراطية وحل النزاعات عن أن ألعاب الفيديو تعمل على اكساب اللاعبين عدد من المهارات الجيدة مثل مهارات حل المشكلات، والتنسيق بين حركات اليد والعين، مهارات التخطيط، ادارة الموارد، الخدمات اللوجستية، التفكير والتحليل السريع، واتخاذ القرار، ورزع روح التعاون والعمل ضمن فريق، مضيفة أن الشاب والمراهق يحتاج لممارسة ألعاب الفيديو من وقت لآخر من أجل متابعة التطورات التكنولوجية والتقنيات الجديدة في عالم الألعاب، واحتياجه لممارسة شيء يحبه ويتقنه ويتميز به عن غيره وهذا له أثر إيجابي في رفع ثقته بنفسه.

وعن تفضيل الشباب لألعاب الفيديو عن الألعاب الحركية “التقليدية” تقول البياري أن عوامل التشويق والرغبة في الانتقال من مرحلة إلى أخرى واكتشافها، بالإضافة إلى ميزة الثواب والعقاب التي تقدمها هذه الألعاب بشكل سريع تعتبر من عوامل الجذب للشباب، إلى جانب أنها توفر مساحة من الخصوصية لإرتكاب الأخطاء وتصويبها بشكل ذاتي بعيدا عن تعليقات وسخرية الجمهور في حال الألعاب التقليدية، منوهة إلى ألعاب الفيديو قد تجلب الكثير من المشاكل الصحية من مشاكل في أعصاب اليد، الرقبة، النظر، والعمود الفقري، صعوبات المشي وحصر في البول إن أجل اللاعب ذهابه للمرحاض ليتم اللعبة أو ينهي المرحلة.

وعند سؤال مجموعة من المراهقين عن الألعاب التي يفضلون وعدد الساعات التي يقضونها أمام الشاشات في لعبها، أعد فريق عمل البرنامج استطلاع رأي لهم وتم عرضه خلال الحلقة، وجاءت اجابات المراهقين إجماعا أنهم يفضلون لعبة “ببجي” ويقضون في لعبها فترات اختلفت من مراهق إلى آخر (كانت أقل الفترات ساعة يومية وأكثرها خمس ساعات يومية).

وتبع الاستطلاع مقابلة سريعة مع صاحب مركز الألعاب الذي سألنا رواده، قال فيها أنه يختار الألعاب بما يتفق مع رغبة رواد المركز، الذي يفضل المراهقين منهم ألعاب القتل والحركة مثل ببجي وكاونتر ستاريك وجي تي أي، مشيرا إلى أن الرواد الأكبر سننا (25 سنة وما فوق) يفضلون ألعاب كرة القدم مثل بيس وفيفا.

وقبل الانتهاء من اللقاءات، أوقف طفل يبلغ من العمر 14 عاما معد التقرير وطلب الحديث معه وسؤاله عما يفضله ولما..؟؟ وكان له ما أراد، فتحدث عن تفضيله للعبة (فورت نايت) لأنها تتميز عن (ببجي) في أنها تقدم مكافآت مادية للرابح في مواسم وتحديات خاصة تعقدها من وقت لآخر، وذكر أنه يمضي في الإجازات 12 ساعة في اللعب بينما يكتفي بأربع ساعات في أيام الدراسة، ذاكرا أنه يطمح للتخصص في صناعة وتصميم ألعاب الفيديو وفي سبيل ذلك إلتحق في دورة ساعدته في تصميم لعبة بدائية يعتمد فكرتها على القتل..!!

وعقبت البياري على هذا الاستطلاع والمداخلات، أنه من الطبيعي أن يؤثر العنف الذي يخزنه المراهق على ما ينتجه وما سينتجه من أعمال والسلوك العام للشخص، وفي حال التعرض لمشكلات أو نزاعات سيأخذ الشاب أو المراهق (على الغالب) أحد الخيارين الأول أن يقلد ما يفعله في العالم الافتراضي ويلجأ للعنف والضرب، أما الخيار الثاني فقد يلجأ لشخصيته الافتراضية في اللعبة ليفرغ ما يتعرض له من ضغوط ناتجة عن النزاعات ويتقوقع تدريجيا في عالم اللعبة.

وذكرت أنه يقع على عاتق الأهل متابعة ما يلعبه أبناؤهم وما يرشح مما يلعبونه على سلوكياتهم، ناصحة إياهم بالتخلي عن انشغالتهم وعدم ترك مهمة إسكات الأبناء على عاتق الأجهزة اللوحية وما تحتويه من ألعاب، ومن هنا جاءت مبادرتهم في المركز الفلسطيني للديموقراطية وحل النزاعات تحت عنوان “إلعبو معي”، التي صيغت بناءً على بحث ميداني حول مطالب أطفال منطقة البريج وسط قطاع غزة كانت بأغلبها بأنهم يريدون قضاء وقت أطول مع آبائهم المشغولين بأجهزتهم المحمولة (الموبايلات واللابتوبات)، وهذا له أثر سلبي كبير على نفسية الأطفال وسلوكياتهم التي اتسمت بالعنف، مما دعانا لأخذ مطالب الأطفال ورغباتهم ومشاعرهم وجمعها في أغنية نعمل الآن على انتاجها ضمن المبادرة إلى جانب تصميم بوسترات علقت في المدارس والعيادات والجمعيات الشريكة لنا، كما سنقيم يوما مفتوحا سنجمع فيه الأطفال والأهالي بألعاب مشتركة ولكن سنشترط على الحاضرين إغلاق هواتفهم المحمولة قبل الدخول، يتسنى لهم ممارسة اللعب بكل حواسهم وانتباههم.

هذا في مدينة غزة، أما عن جهود أخرى قام بها المركز الفلسطيني للاتصال والسياسات التنموية في الخليل يحدثنا مديره جميل الدرباشي في اتصال هاتقي، أنهم أطلقوا أوراق سياسات حول الحد من العنف المبني على استخدام أدوات التواصل الاجتماعي المتعددة جاءت بناءا على دراسات متعددة نفذت في غالبها في الضفة الغربية وأحيانا شملت قطاع غزة، أثبتت أن هناك عنفا ممارسا وخبرات عنفية تم نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج متنوعة عبر الانترنت وكان لها آثارها السيئة على الاطفال والمراهقين والشباب، أبرزها أن هذه الفئات أصبحت الأكثر ممارسة للعنف المشاهد، اضافة إلى التراجع في التحصيل الدراسي، والسلوك السيء، منوها أن هذه الدراسات والأوراق قدمت إلى جهات الاختصاص من أجل تنظيم وسائل الاتصال الاجتماعي المتعددة.

وذكر الدرباشي أن المركز اطلق مجموعة من مبادرات في عدد من مدارس مدينة الخليل تعمل على تنظيم محتوى الانترت وتقديم انترنت محمي يحظر جميع البرامج ذات العلاقة بممارسة العنف أو أي ممارسات سلبية أخرى، مشيرا إلى أنهم نجحوا في تسجيل نجاح في بعض المدارس ظهر في تحسن تحصيل نتائج الطلاب وسلوكياتهم التي أصبحت أكثر إيجابية.

 

 

Comments are closed.