“تجارب شعوب العالم والشعب الفلسطيني في ثقافة اللاعنف”

“الحالة الاقتصادية وثقافة اللاعنف”
10 أبريل، 2020
“دور المثقفين في نشر وتعزيز اللاعنف”
17 أبريل، 2020

“تجارب شعوب العالم والشعب الفلسطيني في ثقافة اللاعنف”

القوة هي القدرة على إدارة الموارد والمصادر الفكرية والمالية والبشرية، إذا كانت هذه القدرة مبنية على شكل سليم فهذا يعطينا السلطة، بمعنى إن السلطة هي القدرة على إدارة القوة، وفي حالة عدم إدارة السلطة واستخدام القوة بشكل غير سليم فهذا يولد العنف، وبالتالي اللاعنف هو إدارة السلطة بشكل سليم للوصول إلى الأهداف بشكل صحيح، بهذا التعريف بدأ عبدالمنعم الطهراوي مدير المشاريع في المركز الفلسطيني للديمقراطية حل النزاعات في الحلقة الثالثة من برنامج “اللاعنف منهج حياة” الذي تنفذه بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وfxb France ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”.

وذكر الطهراوي أن من المهم لأي تحرك أو سلوك سلمي أن يبدأ بتحديد الهدف منه أولا يتبع ذلك اختيار الطريقة التي ستتبعها لتحقيق الهدف دون إيذاء الآخرين، من خلال أدوات عدة مثل الإعتصامات والإضراب المفتوح عن الطعام والمقاومة الشعبية والمقاطعة والطرق البديلة لحل وفض النزاعات من مفاوضات ووساطة وتحكيم، وطرق حديثة مثل المناصرة ودعم قضايا الفئات الهشة والمهمشين والمساءلة المجتمعية، منوها أن تحديد الأداة الأمثل يعتمد بشكل أساسي على الهدف المنشود من الحراك أو السلوك، مؤكدا أن أهم ما يجب الحفاظ عليه خلال النزاعات وبعدها هو منظومة القيم فهي الحامي الأول للسلوكيات الراقية.

وذكر أن هناك مسألة مهمة في مناقشة قضية بناء السلم الأهلي وحل النزاعات الداخلية في المجتمع ملخصها يشبه الفارق بين الكفاءة والفعالية، قد يعتقد البعض أننا نستطيع تحقيق جزء من الأهداف في مواجهة النزاعات “الانقسام مثلا” باتباع العنف ولكن غالبا ستكون التكلفة عالية وهذه تسمى الفعالية، أما الكفاءة في حل النزاعات بالطرق السلمية قد تتطلب وقتا وذلك تظرا لتعنت الطرف الأقوى ولكنها تضمن استخدام الموارد بشكل صحيح وأن تحافظ على الآخرين دون الإضرار بهم أو إيذائهم وضمان استمرار العلاقة السليمة مستقبلا مع الطرف الآخر من النزاع وهذه فلسفة اللاعنف.

وأوضح الطهراوي أن جمهورية رواندا التي فقدت حوالي 800 ألف مواطن في حرب بين قبيلتين خلال أقل من عام استطاعت عبر التفاوض المبني على مبدأ رابح رابح وتفعيل الأدوات اللاعنفية أن تطوي صفحات العنف، وفي أقل من ثلاثين عاما أطلقت قمرا صناعيا، مشيدا بتجربة الشباب العربي في رفع مطالبه من خلال حراك “الربيع العربي” واتباعه الأساليب السلمية لإحداث التغيير مع التحفظ على ما آلت إليه الأمور في النهاية بسبب غياب القيادة وإلتفاف البعض على نتائج الحراك وتحويل بوثلة أهدافه.

وتحدث عن تجربة الهند وغاندي في مقاطعة المحتل التي نقلت الهند من مرحلة الإحتلال إلى مرحلة الاستقلال، متطرقا إلى أهمية دور الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي في نقل هذه التجارب وجعلها نموذجا أمام العالم بأسره، ودور الإلتفاف والتبني الشعبي للتجربة.

وحدد بعض التحديات التي قد تواجه أدوات اللاعنف مثل حديث الجنوب افريقيين أن الإحتلال لا يفهم لغة اللاعنف خلال تجربة يلسن مانديلا، والمعارضة التي قد تعترض طريق قادة الحراك اللاعنفي، مستدركا أن أهم النقاط الواجب التركيز عليها هي إظهار إجرام المحتل وخرقه للقوانين من أجل تحصيل الحقوق.

Comments are closed.