التأثير النفسي لحالة الطوارئ على المؤسسات والأفراد

الصحة النفسية واللاعنف في زمن الكورونا
19 أبريل، 2020
دور الإعلام والإعلاميين في بث ثقافة اللاعنف في زمن الكورونا
3 مايو، 2020

التأثير النفسي لحالة الطوارئ على المؤسسات والأفراد

نشر وباء كورونا الرعب والخوف بين الناس ولم يكن أمامهم من حلول سوى الإلتزام في منازلهم والاستغناء عن كل تفاصيل حياتهم خارج جدران منازلهم، كما خلق الوباء حالة إرباك في المؤسسات غير معلومة الأجل، مما أثر على كل المستويات خاصة المستوى النفسي والاجتماعي، مما دفع المؤسسات والأفراد إلى التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي التي رغم كفاءتها إلا أنها تغيب المدلولات النفسية، مما يؤثر سلبا على جودة التواصل بين كافة مكونات المجتمع الواحد، بهذه الكلمات افتتح المرشد النفسي ومدير مؤسسة نفس للتمكين- ناصر أبو مطر- ضيف الحلقة السابعة من البرنامج الإذاعي اللاعنف منهج حياة الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وfxb France  ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”

ودعا أبو مطر المواطنين إلى أخذ الأخبار من الجهات الرسمية ومواقعها وصفحاتها الخاصة على الانترنت وذلك لمنع انتشار وتداول الإشاعات والأخبار غير الصحيحة التي تسبب الرعب والخوف بين أفراد المجتمع، مضيفا أن الصفحات الأخرى على منصات التواصل مليئة بالفيديوهات التي تنشر التنمر وتعزز العنف ضد الكثير من الفئات الهشة وتهين كرامتهم، وليست لرفع الوعي والتثقيف وإعادة الاندماج كما يروج لها من قبل منشئيها.

وأشار إلى أنه تابع احصائية نفذت في الأردن أفادت أن نسبة المشكلات انخفضت بمعدل 15%-20%، وهذا يشير إلى أحد الجوانب الإيجابية للحجر المنزلي وهو وجود الوالدين في البيت واضطرارهم لوضع نمط حياة جديد مبني على التواصل والحوار والتفاوض والاصغاء لبعضهم البعض بشكل دائم، مع الحفاظ على الفضاء الخاص لكل فرد من أفراد الأسرة، منوها أن هذا لا يمنع وجود مشكلات ونزاعات ولكن إدراك العائلة ازداد في ما يتعلق بوجوب حل هذه المشكلات بطرق لاعنفية.

أما عن مستوى ارتكاب الجرائم والعنف في المجتمعات ذكر أبو مطر أنها انخفضت لأن الفاسدين والمجرمين فقدوا عامل حركة الشعوب وهي البيئة التي تساعد على اخفاء جرائمهم وارتكابها دون لفت الأنظار، إضافة إلى تدني اهتمام الناس بمجالات مثل التجارة السوداء والمخدرات والعملات مقابل استحواذ فكرة الحفاظ على النفس والبقاء كل اهتمامهم نتيجة انتشار وباء كورونا، حتى جرائم سرقة البيوت قلت بسبب تواجد كل العائلة داخل البيت.

وقال المرشد النفسي أن هذه الفترة تعتبر الأهم بالنسبة لعمل مؤسسات المجتمع المدني ونتفيذ نشاطاتهم لأن الناس بأشد الحاجة لمن يساعدهم ويقدم لهم الاستشارة داخل منازلهم، وهم في أمس الاحتياج لدور المجموعات التي تدربت عبر التاريخ لأن تتواصل معم بكل الطرق الممكنة وأن يكون بينهم شبكة تواصل اجتماعي عبر الانترنت، مؤكدا ضرورة تنوع الخدمات قدر الامكان وشموليتها لكل الفئات خاصة الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة لتمكنيهم من النجاة وأداء أدوارهم المختلفة في المجتمع وإشعارهم بأهميتهم.

وشدد على وجوب تحلي من خسر عمله نتيجة هذه الظروف بالإيمان بأن الأمور ستعود لمجراها الطبيعي إن إلتزمنا جميعا بإرشادات منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية المسؤولة في فلسطين، محذرا تجار الأزمات من مغبة احتكار المنتجات التي يحتاجها المجتمع، ونتائجها التي ستنعكس سلبا عليهم.

Comments are closed.