نظمت جمعية الأصدقاء لذوي الاحتياجات الخاصة بالشراكة مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة FXB France، يوما رياضيا للفتيات ذوات الإعاقة، تخلله مباراة كرة سلة، في نادي خدمات رفح، بحضور وجهاء ورياضيين وبمشاركة واسعة من المواطنين، وذلك ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف” الذي يسعى لدمج وتمكين الفئات المهمشة في المجتمع ونشر فلسفة وثقافة اللاعنف كأسلوب حياة.
وقال منسق المبادرة سامي برهوم: “نفتتح اليوم لعبة كرة السلة لذوات الإعاقة ضمن مبادرة ننفذها بالشراكة مع مؤسسة بال ثينك لتعزيز سياسة اللاعنف، إذ أن للرياضة أثر كبير على الصعيد النفسي والاجتماعي، وهي مدخل مهم لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وإعادة تأهيلهم”.
وأضاف: “يوجد في رفح أبطال وبطلات من ذوي وذوات الإعاقة يمارسون كرة القدم والسلة والطائرة والتنس، ومنهم لاعبون في المنتخبات المحلية ومثلوا فلسطين دوليا، ونحن نعتز بهم، لكن نشعر بالخجل أمامهم لعدم توفير أماكن عامة موائمة لهم في محافظة رفح، أو ملاعب ليتمكنوا من التدريب واللعب فيها، وهذا يشكل عائقا أمامهم لأن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي مع أقرانهم ويضاعف من عزلتهم وهذا يتناقض مع كل التشريعات والقوانين التي تنادي بالمساواة وتمكينهم، لذلك أدعو كل المؤسسات ذات العلاقة للمساهمة في موائمة الأماكن العامة لذوي الإعاقة، وتوفير ملاعب تراعي خصوصيات النساء”.
بدوره، قال مدير مؤسسة “بال ثينك” أ. عمر شعبان في كلمة له: “إن بال ثينك مؤسسة فلسطينية تعمل مع 57 مؤسسة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعطي المؤسسات المحلية منح مالية صغيرة لتنفيذ مشاريع ومبادرات متعلقة بالتنمية المجتمعية لأننا نؤمن إيمانا قاطعا بالعمل مع مؤسسات المجتمع”. وأضاف: “أنا سعيد وفخور بهذا الحدث الذي لا يوجد في بعض الدول العربية. صحيح أن رفح مهمشة إلا أنها تقدم مبادرات جميلة”.
وتابع: “لا يمكن أن نحقق أي تقدم في التنمية المجتمعية أو أن تُحل مشكلة البطالة والفقر والمشاكل المجتمعية التي تنخر بالمجتمع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة في ظل الانقسام القائم. قد يختلف وضع الضفة الغربية عن وضع قطاع غزة لكن لا يقل سوءا عنه، فهناك جدار فاصل وهناك استيطان وعملية تهويد مستمرة. لذلك، نطالب حركتي فتح وحماس بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية والإفراج عن المعتقلين”.
هذا وجرت مباراة كرة سلة بين فريق الفارسات وفريق الجزيرة – جميع اللاعبات من ذوات الإعاقة – وسط تشجيع من الجمهور. وانتهت المباراة لصالح فريق الفارسات بعشرة أهداف مقابل ثمانية للجزيرة، وتم تكريم الفائزين وتسليمهم كأساً رياضياً.
من جهتها، قالت اللاعبة في فريق الفارسات، وسام الدلو(عام23): “ألعب كرة السلة منذ خمسة أعوام، أشعر بالحماس عندما ألعبها لأن هذه اللعبة تدمجنا في المجتمع، ونتمنى أن تكون هناك مبادرات مشابهة لهذه كل يوم”.
أما اللاعبة في فريق الجزيرة إيمان الفليت (47عام) فقالت: “أنا بعشق كرة السلة، وأنا نائمة بحلم فيها، وأتمنى أن أمثل فلسطين دوليا في كرة السلة”.
وأضافت: “الإعاقة ليست في الجسم ولكنها في العقل. هناك الكثير من الأسوياء جسديا لكنهم مُعيقين للمجتمع بفكرهم”.