نفذ نادي الأقصى الرياضي بالشراكة مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة FXB France ، مبادرة “يلا نرسم… حياتنا في زمن الكورونا”، بمشاركة 30 طفلاً، حيث أُقيم في مقر النادي في مخيم النصيرات وسط القطاع، معرض صور يحتوي على 43 لوحة، وذلك ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف” الذي يسعى لنشر فلسفة وثقافة اللاعنف كأسلوب حياة.
وافتتحت المعرض منسقة المبادرة فداء صبح بالترحيب بالحضور، وقالت: “ننفذ اليوم بالشراكة مع بال ثينك هذه المبادرة التي جاءت من حاجة الأطفال إليها بعد الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا، فاستقطبنا 30 طفلاً للتعبير عن العنف والتنمر الواقع عليهم وعلى النساء، والذي ازداد في ظل الحجر المنزلي”.
وأضافت: “اخترنا الرسم لأن خلال عملنا لاحظنا أن الكثير من الأطفال كانوا يرسمون مشاهد تدل على العنف، فكانت الأخصائية النفسية في النادي تخبر أهل الطفل عن مظاهر العنف في اللوحات، وفي معظم الحالات كانت اللوحة سبب لإيقاف عنف الأهل تجاه الطفل”.
وأشارت إلى أنهم التزموا خلال المعرض بإرشادات السلامة والأمان، فالتزموا بالتباعد الاجتماعي، ودعوا شخص من كل أسرة طفل مشارك. ولتحقيق أكبر فائدة من اللوحات، قاموا بنشر اللوحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر خمس لوحات تم تداولها سيتم تكريم أصحابها.
بدورها، قالت منسقة المشاريع في مؤسسة “بال ثينك” أ. سالي السماك: “بال ثينك مؤسسة فلسطينية تهتم بالقضايا المجتمعية، وتتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، وتعمل بالشراكة مع 57 مؤسسة بالضفة الغربية وقطاع غزة لتحقيق التنمية المجتمعية”.
وأضافت: “جائحة كورونا أجبرتنا على الحجر المنزلي، وهذا دفع بعض الأهالي والابناء للتوجه للعنف بسبب ضيق المساحة التي تمكنهم من التعبير عن انفسهم والتفريغ النفسي. لذا يجب أن نطبق وندعو لثقافة الحوار واللاعنف وأن نبدأ بأنفسنا من بيوتنا”.
وتابعت: “العنف ليس فقط لفظي أو جسدي، ، فارتفاع معدل البطالة، ومشاكل التعليم ، والحصار والازمات بكافة مجالها، جميعها من أشكال العنف. ولهذا، تحقيق السلم الاهلي والمصالحة يسهم في حل جميع الازمات والقضايا التي يواجهها المجتمع الفلسطيني، وهذا لا يأتي الا بعدة خطوات بدايتها بنشر ثقافة اللاعنف و السلم الاهلي والتسامح ولغة الحوار ، وعلينا ان نبدأ من البيت، لأن الجيل المولود في ظل الانقسام، لو تمت تربيته على الحوار، نجد بالنهاية أن لدينا مجتمع يؤمن باللاعنف والتسامح ، وهذا المجتمع يضغط بعد ذلك باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة”
هذا وضم المعرض 43 لوحة، معظمها تعبر عن معاناة الأطفال والنساء خلال فترة الحجر المنزلي، وإمكانية تجاوزها من خلال الحوار واحترام حرية الآخر. وأيضا بعض اللوحات تطرقت إلى قضايا وطنية والازمات التي يعاني منها المجتمع
وفي ذات السياق، قالت الطفلة جوري الجعيثني (9سنوات): “أختي والمدربة منال ساعدوني في رسم لوحتي إلي بتعبر عن معاناتنا في ظل كورونا وتأثيرها علينا. خلال الحجر المنزلي كان نفسي أعبر عن حالي وكان نفسي أطلع أجري وألعب”. وأضافت: “هاد المبادرة حلوة لأنها بتخلي واحد يعبر عن نفسه”.
أما الفتاة نور عياش (15عام) فقالت: “رسمت امرأة معنّفة تلبس كمامة وعلى الكمامة وردتين، لأعبر عن العنف تجاه المرأة خاصة مع وجود جميع العائلة في المنزل خلال فترة الحجر. ورسمت الورد لأنه يدل على الحب والأمل”.
من جهتها، قالت الفتاة وفاء صبح (19عام): “لوحتي تعبر عن اختلاف وجهات النظر في الحوار، وتعبر عن أهمية حرية التعبير، لأن الحوار أهم وسيلة لتعزيز ثقافة اللاعنف. فعندما يتحدث كل إنسان عن وجهة نظره في قضية ما، غالبا يتم التوصل لقرار تم اتخاذه بطريقة ديمقراطية”