نظمت الجمعية الفلسطينية لمرضى السرطان بالشراكة مع بال ثينك للدراسات الاستراتيجية FXB France، حفلا ختامياً لمبادرة “من أجلكم نزهر”، حيث تدربت 48 مريضة سرطان خلالها على التطريز، وأقيم معرض لأعمالهن في صالة النخيل بمخيم البريج-وسط قطاع غزة، وذلك ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف” الذي يسعى لنشر وتمكين الفئات المهمشة ونشر فلسفة وثقافة اللاعنف كأسلوب حياة.
وافتتحت الحفل الذي حضره ذوو المريضات ووجهاء محليون وصحفيون، منسقة المبادرة أريج عبد الجواد بالترحيب في الحضور، وقالت: “يسعدني أن أشكر بال ثينك على دورها البارز في مساعدة مريضات السرطان، وعلى مساهمتها في تحقيق التنمية المجتمعية”.
وأضافت: “هدفت هذه المبادرة إلى مساعدة مرضى السرطان وإبراز دورهن في المجتمع وتغيير النظرة التقليدية لهن وتبنيه اللاعنف تجاههن. إذ تم تنفيذ أنشطة اجتماعية وثقافية وترفيهية استهدفت أكثر من 80 مريضة سرطان من المعنفات من البيئة المحيطة بهن، وتم تدريبهن على التطريز، ليتقنّ حرفة يدوية لتكون دخلا لهم وتساعدهن على مصاريف العلاج الباهظة”.
وتابعت: “ولأن محاربات السرطان جميلات وقويات، استطعن من خلال مبادرة من من أجلكم نزهر أن يخرجن أنفسهن من الألم والضغط النفسي، إذ كانت المشاركات يخرجن بكل خيط وغرزة طاقة سلبية، ويستبدلنها بطاقة ايجابية تصنع الفن والجمال، وهذا ما دفعهن للإنتاج”.
وتخلل الحفل بعض الفقرات الفنية مثل الدبكة فلسطينية، وعروض مسرحية قصيرة تتناول أهمية اللاعنف والحوار وقبول الآخر في الحياة اليومية.
بدورها قالت منسقة المشاريع في مؤسسة “بال ثينك” أ. سالي السماك في كلمة لها: “بال ثينك مؤسسة فلسطينية مستقلة تؤمن بالشراكة مع مؤسسات دولية ومحلية للمساهمة في ايجاد حلول للقضايا التي تواجه المجتمع الفلسطيني ، وتعمل من خلال مشروع تعزيز ثقافة اللاعنف وغيره بالشراكة مع 57 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في كافة المحافظات الفلسطينية من اجل تعزيز ثقافة اللاعنف وتحقيق السلم الاهلي والمصالة المجتمعية، وبال ثينك مستمرة دائما للعمل نحو تمكين المجتمع وتطويره”
وأضافت: “عندما ننشر ثقافة اللاعنف ويؤمن أفراد المجتمع به يشكلون حينها ضغطا مجتمعيا نحو تحقيق مصالحة وطنية شاملة، نبدأ بذلك من البيت والمدرسة والشارع، لدينا جيل كامل وُلد في ظل الانقسام ولم يشهد إلّا العنف. ومن المؤسف أن انتشرت مؤخرا قضية الانتحار التي نتجت بسبب البطالة والأوضاع الاقتصادية”.
وتابعت: “أشكر السيدات على المبادرة والمشاركة في المعرض، الفكرة من المبادرة هي ألا نستسلم لأي عنف أو أي مرض أو أي صراع”.
هذا واحتوى المعرض على عشرات القطع والمشغولات اليدوية المتنوعة، أُنتجن خلال المبادرة على يد المشاركات.
من جهتها، قالت زينب أبو عمرة (57) وهي أم لسبعة أبناء: “شفيت مؤخرا من مرض السرطان، أنا بطلّع (أُخرِج) همومي بالتطريز، مع كل غرزة احمد الله وبنسى همومي. هواية التطريز مفضلة عندي من وأنا طفلة، ودربت كل الستات الموجودة في الجمعية، وأنتجت خلال المبادرة ثوبين ولوحة مطرزة لخريطة فلسطين وشعارا مطرزاً للجمعية الفلسطينية لمرضى السرطان”.
أما زميلتها فريال أبو خضرة (55عام) فقالت: “أنا حاليا في مراحل الشفاء الأخيرة، تدربت على التطريز خلال المبادرة. أنتجت وزميلاتي شرشف (غطاء) طاولة. التطريز خفف عني نفسيا بشكل كبير، خاصة أنه بضيع الوقت وبيخلي البال مشغول. مش هنستسلم للمرض ونموت لأنو عنا إرادة وقوة إيمان وعزيمة”.