في الحلقة الرابعة عشر من البرنامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وFXB France ضمن “مشروع تعزيز ثقافة اللاعنف” ، درات المحاور حول دور المبادرات الإبداعية في نشر وتعزيز ثقافة اللاعنف في المجتمع الفلسطيني، من خلال تسليط الضوء على نشاطات مبادرتين اتاحتا للإبداع المجال لخلق مساحات للتفريغ النفسي، نفذتا في القدس وغزة.
بداية الحوار كانت مع مديرة برامج نادي الأقصى الرياضي فداء صبح وهي منسقة مبادرة “يلا نرسم حياتنا في زمن الكورونا”، التي قالت أنه في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني والتي تعمل على زيادة توالد العنف فيه وبين أفراده كان لزاما على كل مؤسسات المجتمع المدني المحلي التوجه لاحتضان الفئات المهمشة والأكثر هشاشة من أطفال ونساء ، منوهة أن الأطفال هم الفئة الأضعف إلا أن لهم القدرة الكبيرة على إيصال الرسائل الإيجابية وبث ثقافة اللاعنف إلى أقرانهم والفئات الأكبر والتأثير في نفوسهم، مما يكثف تعزيز اللاعنف وحل الخلافات بين أفراد المجتمع.
وحول نشاطات المبادرة وتنفيذها ذكرت صبح أن نادي الأقصى عمل خلال أربعة أعوام على صقل مهارات الرسم لدى الأطفال لما لذلك من تعزيز لقدرة الأطفال على التعبير عن مشاكلهم وما يختلج في نفوسهم وما يطمحون له عبر الريشة والألوان، وهذا يساعد النادي والأخصائيين النفسيين على مساعدة الأطفال على حل مشاكلهم النفسية وتراكمات المشاكل الاجتماعية عليهم، مضيفة أن ما دعاهم لتنبي هذه المبادرة هو احتياج الأطفال للتفريغ النفسي في ظل حالة الطوارئ التي فرضت عليهم إنهاء العام الدراسي مبكرا والتوقف عن النشاطات الصيفية المعتادة من مخيمات ورحلات ولعب مع الأقران وممارسة للهوايات، مما غير روتين حياتهم بشكل فجائي
وأوضحت أن المبادرة استهدفت ثلاثين طفلا وطفلة من عمر عشر سنوات إلى ثمانية عشر سنة، من مناطق متعددة من المغراقة والنصيرات، جمعوا في عدة لقاءات للنقاش حول مفاهيم السلم واللاعنف وأرائهم حول البدائل لحل النزاعات سواء في الاسرة او المدرسة او الشارع ، من ثم قاموا برسم لوحات عرضت مشاهد العيش الخالي من العنف وطرق الوقاية من فايروس كورونا وطرق التخلص من مظاهر العنف الواقع على الطفل أو أحد أفراد أسرته، مضيفة أن لوحات الأطفال عرضت على صفحة النادي على موقع الفيسبوك كما اقيم احتفال لعرض اللوحات وتكريم الاطفال المشاركين، موضحة ان التفاعل مع اللوحات والمعرض كان ايجابيا وحصد الكثير من التأييد مما ساهم في إيصال الرسائل للاطفال الآخرين و وأهليهم وأكبر عدد من أفراد المجتمع.
أما حول مبادرة “اللاعنف منهج حياتنا” التي نفذتها جميعية الرازي للثقافة والمجتمع في القدس قالت راوية زيادة منسقة المبادرات في الجمعية أن المبادرة عبارة عن اصدار مجلة من عمل طلاب المدارس في القدس بهدف نشر ثقافة اللاعنف بين طلاب المدارس، مستدركة أن الطلاب حضروا عددا من ورش العمل حول مواضيع التسامح ولغة الحوار والموضوعية وقبول الآخر والمجتمع المدني والمشاركة المدنية، بهدف فهم التعددية وتقبل حلول أخرى بديلة عن العنف.
وأشارت إلى أن هذه الورشات توجت بكتابة الطلاب عدد من الكتابات الإبداعية نتوعت بين الشعر والخاطرة والقصص القصيرة والمقالات التي تناولت مواضيع عن ثقافة اللاعنف، وتم اختيار الأجود من أجل المشاركة والنشر في المجلة التي وزعت على عدد من مدارس القدس وضواحيها كترجمة لمبدأ التعلم من قرين لقرين.
وأضافت زيادة أن شراكة جمعية الرازي مع مؤسسة بال ثينك تعود لأكثر من ثلاث سنوات، ومرجع ذلك إلى أن المؤسستان تحملان الكثير من الأهداف المشتركة والهموم في ما يتعلق بنشر ثقافة اللاعنف في المجتمع وإحداث تغيير إيجابي في وعي المجتمع، وهذا ما يؤكد أهمية دور المبادرات المشتركة بيننا خاصة عند مشاهدة الأثر الإيجابي في الفئات المختلفة والموزعة هنا وهناك في كل فلسطين، وما تلعبه هذه الشراكات من تحقيق الانسجام المجتمعي بين الفئات المحلية المختلفة.