نظمت مؤسسة بال-ثينك للدراسات الاستراتيجية أولى حلقات البرنامج الإذاعي يوم الأثنين الموافق 05-02-2018 بعنوان “تعريف العنف وأسبابه وأشكاله” على راديو ألوان في قطاع غزة، وذلك ضمن مشروع “فلسفة وثقافة اللاعنف” بتمويل من FXB، كما ويأتي المشروع ضمن تحقيق رؤية المؤسسة وتأكيدها على أن اللاعنف هو أسلوب سلمي ومنهج حياة وتنمية، بالإضافة أنه يركز على تجانس الأفكار والسلم المجتمعي، وان المجتمع بحاجة إلى هذه الثقافة.
وتناولت الحلقة الأولى للبرنامج الحديث والمناقشة حول تعريف اللاعنف وأسبابه وأشكاله، بمشاركة الدكتور خالد دحلان استشاري طب نفسي وعصبي، والمشاركين من مشروع “ثقافة وفلسفة اللاعنف”، الكاتبة القصصية نفين الغول والناشط الصحفي عبد السلام مرتجى.
بدايةً أكد ضيف الحلقة الدكتور خالد دحلان، على دور مؤسسة بال ثينك على اهتمامها بتعزيز ونشر ثقافة اللاعنف بالإضافة أن بال ثينك من المؤسسات المجتمع المدني المميزة والعاملة في القضايا المحورية. وان السلوك العُنفي قابل للتعديل والتحول إلى اللاعنف وأن علماء السلوكيين تبنى تجارب ما، وكما ان هناك عوامل كثيرة تعمل على تعزيز العنف وتتمثل وتبدأ التنشئة الأسرية والمجتمعية. كما أن التميز بين الجنسين في التنشئة يؤثر على العامل النفسي مما يستعدي أن يدافع عن نفسه بالعنف، كما ذكر أشكال العنف المتواجدة في قطاع غزة وأهمها العنف السياسي والنفسي ويعدا من أخطر أشكال العنف، وخير مثال حصار قطاع غزة من جميع معطيات ومنافذ الحياة، تأثر على أهالي القطاع وتولد الكراهية والحقد والغضب بينهم، وكذلك هناك عنف ذاتي المتعلق في الأمراض النفسية مثل مرض التوحد ويلجئ في هذا العنف إلى ايذاء نفسه، وديني وعنف المرأة المنتشر وغيرها. وأكد مجدداً ان الاحتلال الاسرائيلي هو المسؤول عن تعنف المجتمع الفلسطيني من ممارسات عنيفة.
كما تحدث المشارك نفين الغول عن مسببات العنف، قائلاً أن العنف الأسري هو الأساس العنف كله، ويعد هو ولادة باقي اشكال العنف، سواءً كان على حرمان بعض الابناء او الاضطهاد وشعورهم بالنقص، يجعل الابناء يتبنوا العنف كوسيلة للدفاع، بالإضافة أن الاعلام والسينما لها دور كبير لنمو العنف وتعظيم دور البطل العنفواني، لها مؤثرات على الأفراد. وأكد على قاعدة مارتن لوثر كينج وتتمحور قوتي وقوتك تساوي قوة التغير، كما تكلمت حول العنف على المرأة والفتيات، وأن الفتيات يعانون من اضطرابات داخلية بين انفسهم وذواتهم مما ينتج على نقص بادراك ذواتهم وعدم مساهمتهم تجاه متطلباتهم الحقوقية والاكتفاء بما هو موجود.
من جانبه تحدث المشارك عبد السلام مرتجى مصدر العنف يأتي التنشئة الاجتماعية مثل التنشئة السليمة في المدارس وعدم ارتكازهم على الأفكار المتطرف والتي تدعو إلى العصبية يمكن أن يكون هناك مجتمع سلمي خالي من النزاعات، وأن بناء وغرس قيم اللاعنف يبدأ بالتنشئة الصحيحة ويجب على المؤسسات التعليمية أن تبدأ بها، كما أكد على أن العنف الفكري واللفظي أكثر انتشاراً في المجتمع الفلسطيني نتيجة الحصار وماشابه، عن أثر اسلوب العنف على المجتمع وخاصة على الشباب، متحدثاً أن الشباب أكثر فئة يعانون في الوطن ومعانتهم سببها العنف بتعدد أشكاله، وهناك حالات في قطاع غزة يعانوا من أمراض نفسية وأصبحت العيادات النفسية تستقبل حالات كثير من الشباب، وبتنا اليوم نسمع عن شباب أصبحوا مقبلين عن الانتحار خصوصاً في قطاع غزة، وأضاف عبد السلام أن هناك عدوة وتكاثر للعنف عبر عدة أشكال مثل رفقاء سوء وهناك تعظيم لشخصيات تصرفاتها عنيفة وغيرها.
وفي الختام أكد جميع المشاركين، على ضرورة نشر ثقافة اللاعنف ونشرها عبر ورشات عمل ولقاءات دراسية توعوية.