نظمت مؤسسة بال-ثينك للدراسات الاستراتيجية الحلقة الرابعة من البرنامج الإذاعي “فلسفة وثقافة اللاعنف” يوم الأثنين الموافق 19-03-2018 بعنوان “تعزيز الهوية في تعزيز ثقافة اللاعنف” على راديو ألوان في قطاع غزة، وذلك ضمن مشروع “فوائد ثقافة اللاعنف” بتمويل من FXB، ويأتي المشروع ضمن تحقيق رؤية المؤسسة وتأكيدها على أن اللاعنف هو أسلوب سلمي ومنهج حياة. كما وافتتحت الحلقة بتقرير استطلاع رأي للشارع الغزي يحمل سؤال “انت مين؟”، فبعضهم من عرف باسمه وعمره، وبعضهم من عرف باسم وتخصصه وجامعته، ومنهم من التزام الصمت واتخذ له لغتاً، ومنهم من اجاب بتفاصيل معاناته وحرمانه اليومية.
بدايةً شكر ضيف الحلقة الدكتور رياض صيدم دكتوراه علم نفس سياسي ومحاضر في جامعة غزة والقدس المفتوحة، مؤسسة بال-ثينك على استضافته، وعرف الهوية بشكل بسيط، وهي الشيء على ما يكون عليه الشيء مهما حدث له من تغير، والهوية تشكل امتداداً لمتغيرات الذات التي تبدأ من عمر اليوم الأول للإنسان وتبدأ تظهر من سن الـ12، واضافة بأن هناك هويات خاصة مثل الهوية المهنية والهوية الجنسية والهوية الثقافة وغيرها، كما وضح أن هوية “الأنا” تتأثر بالجماعة، ونتيجة تعرضهم لثقافات وتقلبات جماعية مختلفة وتأثر بشكل سلبي وايجابي على الهوية الفردية أو الذاتية، وأكد على أهم مكون من مكونات الانسان هو الهوية، كما نوه عندما يُحقق الفرد هويته الذاتية من انجازات سيكون قادراً على تحقيق انجازات مجتمعية بما يواكب الهوية الجمعية.
من جانبه تحدث الناشطة والمشاركة بالمشروع ضحى شعث، 23 عاماً، خريجة آداب انجليزي، والتي قامت بتنفيذ أول نشاط لها بعنوان “فلسفة اللاعنف ودمجها بالذكاء الاجتماعي والذاتي”، بأن تشكل الهوية يعود بالأساس على الوعي بالسنوات الأولى حيث ما يقدم من الوعي للذاكرة وصنع الإدراك للإنجازات الهوية الذاتية، كما أن الهوية تتغدى على التحولات للأوضاع الاجتماعية والتاريخية، ومرتبطة بالتبادلات العلمية والثقافية والأفكار، وهناك نوعين للهوية تتميز بها المجموعات، مثل الهوية الثقافية أو الهوية الوطنية. كما تطرق ضحى إلى دور ورشتها مع الاطفال وإلغاء جزء الأنانية والنرجسية في تشكل الهوية لدى الأطفال عبر تعزيز قيم اللاعنف والتسامح ودمجها بذكاءاتهم ومواهبهم.
وفي مداخلة هاتفية تحدث الناشط الشبابي عمرو شبير، عن أن تشكل الهويات الجديدة يعود بسبب التغيرات التاريخية للصراعات بين البشر، وهناك تناقضات بين الهوية الثقافية والهوية الوطنية بين شباب العربي أو الهوية القومية أو الهوية الوطنية وخير مثال عندما نرى أشخاص يعرفون عن أنفسهم “أنا عربي” أو “اسلامي” يتبع حزب ديني ما وغيرها من التعريفات، ويعرفونها قبل الهوية الوطنية المتعلقة بقيم الوطن. كما أن الورش التي قامت بها مؤسسة بال ثينك عملت على تخفيف التواتر بين الهوية الجمعية والهوية الفردية الذاتية وجعلت بينهم ترابط ومواكبة.
في جانباً آخر تحدث الناشط والمشارك بالمشروع محمد الطهراوي، 24 عاماً، خريج لغة انجليزية، والذي قامت بتنفيذ أول نشاط له بعنوان “ثقافة اللاعنف لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، عن الهوية الشخصية والفردية ومدى تناقضها على الهوية الجمعية في المسائل المتعلقة بالعادات والتقاليد، كما تحدث ايضاً عن مبادرته وربط مفهوم الهوية في ورشته كوناً أن الفئة المتواجدة بالورشة شباب، وهويتهم الفردية متناقضة مع الهوية الوطنية أو الجمعية وذلك يرجع لما يراه الشباب من ضياع للحقوق من قبل المسؤولين ووجود العنف في مجتمعاتهم.
وتحدث الناشط الشبابي سعيد ياسين عبر مداخلة هاتفية أخرى، أن تقبل الاختلاف هو مهم جداً ويعد حجر الأساس لربط بين الهوية الفردية والهوية الجمعية، ولكن من المؤسف أن الأنسان في بعض المناطق تربى ونمى منذ صغره بنبرة “الأنا” وتعاليها والهيمنة، وذلك يعزز الهوية الفردية ويقتل كل ما هو متعلق بالهوية الجمعية وأهدافها، التي من شأنها أن تحافظ على تماسك المجتمع وذلك يعزز العنف بالمجتمع.
في خاتمة الحلقة، أكد المشاركين على التكثيف من عمل ورشات المتعلقة بثقافة اللاعنف، وربط مفهوم الهوية بها.