اختتمت جمعية المتحدين الثقافية الاجتماعية بالأمس فعاليات مبادرة مسرح قادة التغيير ذلك بالتعاون مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ضمن فعاليات مشروع التجمع الفلسطيني من اجل نشر ثقافة اللا عنف, والذي يتضمن عدد 39 مؤسسة وجمعية محلية في الضفة الغربية وقطاع غزة, ويهدف الى تعزيز أدوات الحوار والسلم الأهلي كنهج يتم اتباعه في حل وتبني القضايا المجتمعية, وتفعيل أدوار الفاعلين المجتمعيين ضمن أوساطهم وصولأ الى مجتمع أكثر استقراراً.
وقد هدفت المبادرة الى اتاحة مساحة حرة لتقديم قصص نجاح خاصة بالشباب من كلا الجنسين والاشارة الى مسيرة حياة هذه الشخصيات والتحديات التي واجهت كل مهم والطرق التي اسهمت في تكوين مسيرة نجاح كل منهم.
حيث اشار منسق المبادرة الاستاذ حاتم ابو طه الى ان هذه المبادرة شكلت مساحة حرة للشباب من اجل التعبير عن انفسهم بشكل يضمن التفاعل الايجابي معها وصولاً الى مشاركة أكثر فعالية مجتمعياً, حيث شكلت مساحة حرة لحوار الشباب واتاحة الفرصة امامهم من أجل ايصال رسائلهم واخذ دورهم الطليعي في القيادة والعمل المجتمعي, في ظل معطيات صعبة معقدة تحيط بالشباب تحيل بينهم وبين ما يجب ان يكونوا عليه مجتمعياً وبروز العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تلقي بظلالها على معالم المستقبل القريب والبعيد ويتمثل اهمها في البطالة العالية والهجرة وحالة الاغتراب الاجتماعي بين صفوف الشباب, وارتفاع معدلات العنوسة بين صفوف الاناث, كل ذلك شكل بيئة خصبة للجوء الى اشكال غير صحية للتعبير عن الرأي وتبني اشكال العنف كأسلوب للتعبير عن هذه الظواهر, حيث اسهمت هذه المبادرة في اضافة ادوات جديدة تعتمد على تبني الحوار وثقافة السلم الاهلي كنمط واسلوب حياة بين صفوف الشباب من اجل الوصول الى غاياتهم وتحقيق تطلعاتهم.
وقد تخلل الفعالية عرض لعدد ستة قصص نجاح لعدد من الشباب الرياديين من كلا الجنسين, حيث تم عرض قصة الريادية أميرة العاصي التي بدأت مشروع صغير في منطقة نائية بملغ بسيط, حيث وصلت اليوم لأن تكون صاحبة أعمال متعددة في مجال الريادة والاستثمار, بالإضافة الى الريادية ايمان حسين صاحبة أكاديمية ادم للتجميل والتي واجهت صعاب كثيرة في مسيرتها وصولاً الى عالمية الاكاديمية حيث ان لها عدد من الفروع في الامارات العربية المتحدة والعراق وكردستان العراق بالاضافة لفرع غزة والمقر الرئيس في خانيونس, وأيضاً عرض لقصة الريادية مشيرة منصور صاحبة حرفة الرسم بالطعام والتي انتقلت على وسائل التواصل الاجتماعي لتكون ذات علاقات دولية على مستوى موهبتها في الرسم بالطعام.
كما وتم تقديم قصة نجاح الطالبة سعاد السباخي والتي حازت على ترتيب الثاني على مستوى الوطن في مسابقة تحدي القراءة العربي والتي من خلالها شرحت للعقبات والصعاب التي واجهتها وصولاً الى تحقيق النجاح الباهر, كما وتم عرض قصة نجاح الريادية نداء جودة والتي حصلت على منحة الاكسس وكانت اول طالبة عربية تحصل عليها ضمن نطاق العاصمة واشنطن واستطاعت تخطي العديد من الصعاب وخاطبت المجتمع الامريكي حول القضية الفلسطينية واستطاعت ان تحشد الطلاب في مدرستها لمناصرة قضايا الشعب الفلسطيني وصولاً الى رفع العلم الفلسطيني الى جوار العلم الامريكي في المدرسة التي تقطنها.
ومن جهته عبر الاستاذ حاتم ابو طه عن امله ان تشكل هذه المبادرة انطلاقة لن تنقطع من اجل اعلاء اصوات الشباب الرياديين في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام تعزيزا لدورهم في عملية المشاركة واحداث التغيير, ورسالة واضحة لصناع القرار بأن يتطلعوا لمستقبل يشارك الشباب في صياغة تفاصيله وصولاً الى عملية بناء قويمة تعتمد على استثمار كافة الطاقات على الوجه الامثل, وتحقيقاً لرسالة ورؤية الجمعية للنهوض بواقع الشباب الفلسطيني عبر البرامج التي تعتمدها في الفترة الاخيرة من اجل الوصول الى شراكة أكثر فاعلية بين اوساطهم.