سلطت بال ثينك في الحلقة الرابعة عشر من برنامج اللاعنف منهج حياة الضوء على دور مجالس الطلاب في الجامعات في تعزيز ثقافة اللاعنف لدى الطلبة الجامعيين، وذلك ضمن مشروع تجمع المؤسسات الأهلية من أجل نشر ثقافة اللاعنف، مستضيفة عضو لجنة سكرتاريا الأطر الطلابية محمود صرصور، ورئيس مجلس طلاب الجامعة الاسلامية السابق عز الدين قوتة.
في البداية أوضح محمود أن انتقال الطالب من المرحلة المدرسية إلى المرحلة الجامعية يشكل نقلة نوعية تتوسع فيها الآفاق أمامه وتتنوع فيها الخبرة وطبيعيتها وتكبر معها المسؤوليات، حتى شكل العنف الذي قد يتعرض له الطالب تتغير إذ نجد تضائلا في العنف الجسدي بين طلبة الجامعة وظهورا لأشكال أخرى مثل التمييز بين الطلبة على أساس مناطقي وسياسي واجتماعي، مضيفا أن مستويات العنف بشكل عام تقل عن مثيلتها في المدارس وذلك بسبب وجود قانون واضح وضابط للسلوك داخل الجامعات.
وأضاف أن هناك عنف يمارس في الخفاء وهو العنف الممارس على الطالبات الجامعيات نتيجة حساسية الموضوع، مبديا استغرابه من عدم تضمين ثقافة اللاعنف كمرجعية سلوك للنظام داخل الجامعات وضمن سياساتها.
وأشار محمود إلى وجوب تطعيم المناهج الدراسية في الجامعة بأفكار تدعم وتعزز اللاعنف خاصة قضايا الجندر وتقبل الآخر والحوار، وذلك قد يكون من خلال أكثر من طريقة قد تكون على شكل مساقات إجبارية أو اختيارية تدرس بأساليب غير تقليدية، كأن يتم التعاقد من قبل الإدارات الجامعية مع مدربين معتمدين، منوها أن هذه التدريبات تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني لكنها لا تستطيع بأحسن الأحوال أن تصل بجهودها المحدودة كافة الطلبة الجامعين لعدة أسباب.
وحول فاعلية توجيه الطلبة الجامعيين سلوكيا بعد أن تشكل توجههم العام في سنوات الطفول المبكرة والمتأخرة، يقول أن اختلاف وتوسع التجربة الجامعية من الممكن أن تزيد من سوء السلوك المكتسب في المراحل السابقة أو تحسنه، وهنا يجب الانتباه للأفكار التي جاء بها الطالب من بيئته الأولى إن كانت أفكارا خاطئة مثل فكرة التمييز السلبي المبني على النوع الاجتماعي، يمكن معالجتها من خلال تثقيف الطلاب بمبادئ عدم التمييز ضد المرأة في العمل والتعليم ومجمل الحقوق، مضيفا أن كل هذا يمكن تعزيزه من خلال نشاطات لامنهجية يقوم بها مجلس الطلاب كالمسرحيات والمسابقات الثقافية.
من جهته أضاف عز الدين أن هناك تناسبا عكسيا بين المستوى التعليمي لدى الفرد ومستوى تبنيه للعنف كسلوك، مشددا على ضرورة تبني ثقافة اللاعنف لأن العنف بكل أشكاله قنبلة لا يمكن إبطالها إلا باتباع الطرق اللاعنفية في حل النزاعات، خاصة ونحن في فلسطين نعاني آثار الانقسام السياسي وثقافة تغليب مصلحة الحزب على المصلحة العامة وهذه الآثار لا يمكننا إزالتها إلا بتعزيز الحوار وترسيخ التسامح وتعميم مبدأ تقبل الآخر كما هو.
وقال أن فلسفة الجامعات بتبني مساقات جامعية إجبارية (المتطلبات) تعطى للطالب بمعدل ثلاثين ساعة من أصل مئة وأربعين تناقش الأخلاق الفاضلة والعقيدة، تلعب دورا في نشر الثقافة وتعزيز الفكر وتعديل السلوك العام لدى الطلبة بما تراه الجامعة مناسبا، مستدركا أن هذا لا ينوب عن الدور المنوط بالأطر والمجالس الطلابية التي قد تنشغل بأداء الدور الحزبي داخل الجامعات.
وذكر عز الدين أن دور مجلس الطلبة لا يقتصر على العمل النقابي الذي يقوم به، المجلس يحتوي العديد من اللجان الثقافية والفنية والاجتماعية التي تحمل على عاتقها نشر وتعزيز عدة ثقافات منبثقة عن أيديولوجية هذا المجلس، معقبا أن واقع مجالس الطلبة في قطاع غزة يعاني الكثير من التحديات والصعوبات حيث أنه غير موجود إلا في مؤسستين جامعيتين لكنها يعمل بشكل قد لا يكون مباشرا على تعزيز ثقافة ومبادئ اللاعنف.
وأوضح أن المجالس الطلابية الموجودة توفر مساحات للتعبير عن الرأي بحرية من خلال عقد مناظرات ولقاءات نقاش بين الطلبة والإدارة الجامعية حول الإيجابيات والسلبيات في الحياة الجامعية، معتبرا أن الأثر الذي يحدث كنتيجة لتلقي الطلبة الجامعيين الإرشاد والتوجيه من أقرانهم في المجلس أقوى من الأثر المتوقع حدوثه إن تلقى الطلبة التوجيه نظريا من خلال مساقات تدرس وتخضع لمنظومة السؤال والإجابة والنجاح والرسوب.
وأشار إلى أن المجالس تقوم بنشر وتعزيز اللاعنف بشكل عفوي تلقائي ولا تضعها ضمن برامج وخطط عملها وذلك لحداثة مفهوم اللاعنف.
وختاما اتفق الضيفان على أن حرمان الطالب الجامعي من حقه في اختيار ممثليه واختبار تجربة الانتخابات يؤثر بشكل سلبي على ثقافة اللاعنف وخاصة في تخصيص مساحات لكل الأطياف والفئات المجتمعية والسياسية والثقافية للتعبير عن نفسها، ولما لذلك من أثر على مبدأ التفاعل مع الآخر المختلف بشكل صحي وراقٍ.