نظرا للظروف الخاصة التي يمر بها العالم خلال مواجهة فايروس كورونا (كوفيد-19) ارتأت مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية مناقشة الطرق المثلى لإدارة النزاعات المتوقع أن تنشأ بين أفراد الأسرة الواحدة أثناء إلتزامهم منازلهم، مستضيفة الاستشارية النفسية والأسرية جميلة الحساينة عبر البرنامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” الذي تنفذه ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”.
وبالحديث حول طبيعة الخلافات والنزاعات المتوقع ظهورها خلال فترات الحجر المنزلي بين أفراد الأسرة قالت ضيفة اللقاء انها تلقت العديد من الشكاوى والاستشارات من مختلف أفراد الأسرة رجالا ونساءً وأطفالا، تضمنت الشكاوى التذمر من الوضع الجديد والارتباك منه لم تكن الأسرة معتادة عليه مما انعكس على العلاقات الأسرية لترفع من مستوى الضغط النفسي على أفرادها، مما يتسبب في ظهور النزاعات والخلافات بينهم منها المتوقع وغير المتوقع لأن الاحتكاك ينتج المشكلات فلك ان تتخيل إن كان هذا الاحتكاك المباشر والمستمر لساعات طويلة، مشيرة إلى أن الأسر التي تملك شققا وبيوتا بمساحات صغيرة مرشحة لأن تظهر فيها المشكلات والنزاعات بشكل أكبر، لأنها تفتقر لمساحات خاصة بكل فرد لأن يفرغ طاقاته أو أن يخرج الشحنات السلبية.
وذكرت أن هناك مفهوما يجب مراعاته خلال هذه الفترة الطارئة (الحجر المنزلي) وهو منطقة الراحة المرتبطة بالروتين التي غادرناها بشكل إجباري، مستدركة أنه ولربما بسبب تعرض قطاع غزة للعديد من التغيرات والأزمات فهو مرشح لأن يعتاد ويجتاز هذه المرحلة بكفاءة أكبر من باقي شعوب العالم.
وأكدت على ضرورة ادارة النزعات بطريقة بعيدة عن العنف، وإلتماس العذر للآخرين بشكل متبادل خاصة وأننا نمر بظروف غير طبيعية وطارئة ومن الطبيعي أن تصدر خلالها سلوكيات خارجة عن طبيعة الأفراد، وذلك عبر البحث عن البدائل لاعنيفة مثل استبدال صيغة الأمر بصيغة الطلب، وتفعيل الحوار وادراك الحالة النفسية التي أنتجت الأخطاء والسلوكيات الطارئة، موضحة أن استثمار أوقات الأطفال والمراهقين خلال هذه الفترة يعتبر درهم الوقاية لمنع انزلاقهم لمربع السلوكات المزعجة، ولاكتساب عادات حميدة وتعزيز العادات الجيدة لديهم، ولتعلم واكتشاف مهارات وخلق ذكريات تعيد بناء هويات وشخصيات الأطفال والمراهقين، كما أنها فرصة لخلق مساحات للحوار الأسري, وتعزيز القيم الوطنية والانسانية لدى الأطفال من خلال اللعب والقصص.
أما بالنسبة للبالغين فأوضحت الحساينة أن هذه المرحلة تعتبر ذهبية من أجل انجاز كل المشاريع المنزلية المؤجلة مع مراعاة الوضع الخاص الذي يمر به العالم، نستطيع ممارسة التأمل والتفكر، ونسطيع ممارسة القراءة، ونستطيع الآن ممارسة وتعزيز الحوار في ما بيننا كبالغين، متحدثة عن ضرورة وأهمية زرع الأمل والطمأنينة في نفوس أفراد الأسرة لأنه يعزز مناعتنا النفسية والصحية، مع ضرورة توفير بيئة ملاءمة على المستوى النفسي ومستوى الاحتياجيات الأساسية لهم، إلى جانب إلتزامهم بارشادات منظمة الصحة العالمية والجهات المسؤولة محليا.