الطبيب محمد عبدالقادر أبو ريا استشاري الصحة العامة كان ضيف حلقة هذا الأسبوع من البرنامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”
واستعرض أبوريا في بداية هذه الحلقة آخر مستجدات جائحة كورونا عالميا ومحليا خلال خمسة شهور مضت منذ الاعلان عن انتشار الفايروس، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لم يصل به العالم لعلاج أو لقاح للفايروس تضل الطريقة الأمثل لمكافحة “كوفيد-19” هي بالأخذ بأسباب الوقاية والإلتزام بالتباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وكل ما توصي به منظمة الصحة والعالمية ووزارة الصحة الفلسطينية.
وأضاف أن القلق انتشر وعم العالم كله من مختصين وجمهور لعدة أسباب منها عدم الوصول لعالج أو لقاح للفايروس، الحجر المنزلي المفروض على المواطنين، والشلل الاقتصادي الذي ضرب معظم القطاعات، منوها أن هناك حالة من التراخي لدى الجمهور الفلسطيني بخصوص الإلتزام بارشادات الوقاية مما رفع أهمية العودة لمربع التوعية وتعزيز السلوك الصحي لدى المواطنين من مختلف الجهات ذات الاختصاص، والعمل على تقييم الاستراتيجية المتبعة من أجل سد الثغرات فيها، والحرص على عدم التهويل الذي سيرفع مستويات القلق والذعر عند الجمهور، إنما تعزيز فكرة أن الإلتزام سيحمي الجميع والتراخي سيعمل على نشر الخطر.
وفي ظل انشغال المنظومة الصحية الهشة في مكافحة الكورونا أشار أبوريا إلى أن مستوى الرعاية الصحية المقدمة للفئات الأكثر احتياجا لها انخفض مثل مرضى السرطان والفشل الكلوي والأطفال الذين لديهم أمراضا بالدم وذوي الاحتياجات الخاصة وأصبحوا مهمشين، مشددا على أهمية الإلتفات لهؤلاء المرضى وتقديم الرعاية الصحية لهم وهم في منازلهم لأن مناعتهم أضعف وبالتالي هم أكثر عرضة للإصابة بالكورونا من غيرهم.
وذكر استشاري الصحة العامة أن الصحة النفسية الشخصية والمجتمعية أساس من أساسات الصحة وله أهمية كبيرة في تقوية المناعة، خاصة وأن التوتر والقلق يؤثران على الجهاز المناعي ويضعفانه لدى الانسان الطبيعية ، مشيرا إلى أن الدعم النفسي واجب أخلاقي وديني مفروض تقديمه على رب كل أسرة من خلال تهدئة النفوس والتعاطي مع الأمور بطريقة إيجابية والخروج من مربع المنع إلى مربع الممانعة، والتركيز على أرقام المتعافيين من الفايروس وتزايدها بدلا أرقام المصابين بالفايروس، والتنويه إلى أن هذه الحالات تشافت من المرض نتيجة الإلتزام بالسلوك الصحي والتغذية السليمة والإرشادات المعلنة من قبل الجهات المختصة.
أما على المستوى المجتمعي أوضح أنه يجب العمل على بث رسائل تثقيفية وتوعوية للمجتمع من خلال منصات التواصل الاجتماعي والمؤسسات الإعلامية، والعمل على نشر استراتيجيات إدارة الغضب والتخلص من تبعات الضغط النفسي، والعمل على حماية الأطفال والفئات الأكثر هشاشة من نتائج التوتر من خلال تفريغ التوتر عبر الرسم واللعب والتحدث عن مخاوفهم والحوار مع الأهل واستشارة المختصين عند الضرورة، منوها أنه يجب تعويض التواصل المجتمعي الذي فقدنا جزءا منه جراء فرض سياسة التباعد الاجتماعي من خلال التوظيف الإيجابي لمنصات التواصل الاجتماعي وعقد لقاءات عبرها مع الأصدقاء وأفراد العائلة الممتدة.