في بداية الحلقة التي نفذتها مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”، تحدث الصحفي والاستشاري في الإعلام الاجتماعي سلطان ناصر عن ارتفاع مستوى العنف في الخطاب واللغة المستخدمة في منصات التواصل الاجتماعي خاصة خلال فترة انشار وباء كورونا المستجد، وذلك نتيجة الضغط الذي يمر به الناس والحجر المنزلي الذي لم يترك للناس مجالا للتفريغ عن ضغطهم إلا منصات التواصل الاجتماعي، موضحا أن أكثر أشكال هذا العنف كان التنمر ضد النساء بشكل عام وللأسف بعض النشطاء والمناصرين مارسوه دون علم ووعي منهم.
وأضاف أن العنف ضد النساء والتنمر عليهن ليس موضوعا جديدا لكنه يتجدد كلما حدث انتهاك لحقوقهن أو كلما خرجت فتاة عن عباءة العادات والتقاليد وقررت أن تمارس حقوقها التي كفلها القانون لها أو حاولت تغيير واقعها الذي تعيشه متحدية الظروف الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة، مستدركا أن هناك تطورا ملحوظا في وعي مستخدمي السوشال ميديا في الآونة الأخيرة حيث وجدناهم في أكثر من قضية تتعلق بقضايا النساء يعلقون ويدافعون عن حقوق النساء ويقدمون الاسناد لهن في مختلف قضاياهن، وهذا الجهد يحسب للمؤسسات والأشخاص الذين عملوا على مدار السنوات الأخيرة على رفع الوعي المجتمعي عبر كل الفضاءات المتاحة لهم.
أما آراء الشارع الفلسطيني في مدينة غزة فقد انقسمت ما بين من يجد أن اللغة المستخدمة على منصات التواصل الاجتماعي ما زالت عنيفة بشكل عام، بل وتزداد عنفا عندما يكون الحديث عن قضايا النساء والفئات الهشة في المجتمع، البعض أرجع ذلك إلى نقص الوعي عند المستخدمين والبعض برر العنف اللفظي والتنمر إلى الظروف السيئة التي يمر بها المواطن، أما الآخرين فقد رأوا أن اللغة المستخدمة أصبحت أقل عنفا وذلك استجابة للمجهود الذي تبذله الجهات المختصة في ضخ وزيادة الوعي وارتفاع المستوى التعليمي لدى الناس، وهذه الآراء بثت ضمن الحلقة من خلال استطلاع رأي أعده فريق العمل الخاص برنامج “اللاعنف منهج حياة”.
من جهتها استعرضت ضيفة الحلقة رانيا الشريحي وهي منسقة المشاريع في جمعية بسمة للثقافة والفنون، المبادرة التي نفذتها الجميعة بالتعاون مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية و FXB France تحت عنوان “إضاءات” التي سلطت الضوء على ممارسات العنف المبني على النوع الاجتماعي بهدف رفع الوعي والحساسية المجتمعية تجاه هذه الممارسات، موضحة أن المبادرة كانت عبارة عن حملة رقمية بهدف الوصول لأكبر عدد من المستهدفين، استمرت على مدار خمسة عشر يوما من نشر المقابلات من المختصين والمناشير التوعوية والرسائل الموجهة في موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وأشارت الشريحي إلى أن القائمين على تنفيذ المبادرة ركزوا على تداول وإبراز الصورة الإيجابية والبعد عن الصورة النمطية السلبية مثل نشر صور النساء المعنفات أو الفتيات القاصرات المرغمات على الزواج واستبدالها بصور مشرقة ونماذج جيدة نرغب في تعزيزها ورؤيتها كسلوك مجتمعي تدعم الهاشتاق “الوسم” الذي غردا ونشرنا تحته (المشاركة حياة)، منوهة أن المقابلات التي قاموا بها كانت مع شخصيات اعتبارية تنوعت اختصاصاتهم منهم الإعلامي والناشط النسوي والحقوقي والرائد في العمل المؤسساتي بهدف زيادة التأثير على أفراد المجتمع وتكثيف المضمون في الرسائل المراد إيصالها ضمن الحملة.