كجزء من مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف” الذي نتفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وFXB France، وضمن شراكتها مع مؤسسات المجتمع المدني المحلي قام كل من مركز العودة لتأهيل الطفولة والشباب وجمعية المستقبل لرعاية ضحايا العنف بتنفيذ مبادراتهم في طولكرم وغزة على الترتيب، وفي الحلقة الثانية عشر من البرنامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” استعرض كل من المؤسستين تفاصيل نشاطات المبادراتين.
البداية كانت مع سعيد عبدالله المدير التنفيذي لجمعية المستقبل، الذي تحدث عن مبادرة “يلا نحكي” التي نفذت في ظل الظروف الاستثنائية الخاصة التي فرضتها اجراءات الوقاية من فايروس كوررنا المستجد، وما أفرزه الحجر المنزلي من ضغط نفسي ولَّد عنفا أسريا تطلب تدخلا وتحركا خاصا من جمعية المستقبل التي تولي اهتماما خاصا بضحايا العنف في قطاع غزة، وتقديم الدعم النفسي والمشورة القانونية لهم وتقويتهم اجتماعيا وتثقيفهم في مجال ادارة الضغوط والنزاعات.
وأوضح أن ما دعا الجمعية لتبني هذه المبادرة هو حاجة الأطفال المحجورين ذاتيا في منازلهم منذ آخر شهر شباط/فبراير للتعبير عن ذواتهم، وحاجتهم لمساحات آمنة للعب والحركة، موضحا أن منطقة شرق غزة المستهدفة من المبادرة مازالت تعاني الأمرين من تبعات الدمار الذي حصل عام 2014، وفقدانهم لمقتنياتهم ومنازلهم، خاصة وأن عملية إعادة الإعمار كانت بطيئة جدا لأحيائهم.
وقال عبدالله أن المبادرة جاءت عبر سلسلة من الأنشطة منها جلسات الدعم النفسي والسايكودراما وعرض أفلام قصيرة تناقش اللاعنف، ويوم ترفيهي مفتوح للأطفال في منتزه تخلله فقرات الألعاب والبهلوان، ويوم خاص بالنساء للتخفيف من آثار الضعط النفسي الذي يمرن به، مشيرا إلى أن الجمعية اتخذت كل أسباب السلامة والوقاية من فايروس كورونا والتزمت بسياسية التباعد الاجتماعي وهذا شكل تحديا إضافيا في تنفيذ المبادرة.
وفي القسم الثاني من الحلقة خُصِّصَ الحديث حول المبادرة التي نفذها مركز العودة في طولكرم، وذكر علاء السروجي مدير المركز أن المبادرة هدفت للتخفيف من آثار الضغط النفسي الناتج عن الحجر المنزلي وفرض حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، من خلال عدد من النشاطات الموجهة للأطفال والشباب والأهالي في محافظة طولكرم.
وفصل السروجي في النهج الذي اتبعه المركز في تنفيذ المباردة، وقال أن الظروف الطارئة فرض موائمة المباردة لتتوافق مع اجراءات السلامة والتابعد الاجتماعي، فكانت ورش العمل إلكترونية قدمها أخصائيين نفسيين ناقشا كيفية التخفيف من الضغوط النفسية التي تسبب العنف وآليات التعامل مع الأطفال في ظل حالة الطوارئ، إلى جانب، منوها أن التوجه الإلكتروني والتعاون مع عدد من الصفحات ذات المتابعة العالية على منصات التواصل الاجتماعي ضمن الوصول لأكبر عدد من البيوت والأسر والأفراد في فلسطين.
واستطرد في عرض النشاطات التي قام بها المركز ضمن المبادرة، ذاكرا نشاط المهرج الذي قدم للجمهور على طريقتين الأولى إلكترونيا كما الورش النفسية، والثانية في مناطق مفتوحة بحيث كان الجمهور في المنزل ويتابع من على الشبابيك والشرفات، بالإضافة إلى نشاط الحكواتي الذي عرض قصصا تعزز ثقافة اللاعنف لدى الأطفال، موضحا أن تجربة تقديم النشاطات عبر المنصات الإلكترونية كانت ذات طابع وتحدي خاص، إلا أنها أضافت ثراءً لتجربة المركز وستؤثر إيجابا على شكل النشاطات والمشاريع والمبادرات المستقبلية.
وفي الختام، أثنى الضيفان على تجربة الشراكة مع مؤسسة بال ثينك ووصفاها بالتجربة الريادية في تعزيز ثقافة اللاعنف في المجتمع الفلسطيني، مشيدين بمرونة استجابة بال ثينك للتعديلات في آلية تنفيذ نشاطات المبادرة كي توائم الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار فايروس كورونا المستجد، وحرصها على تحقيق الأهداف الأساسية التي من أجلها نسجت المبادرات.