مبادرات محلية لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة
استمرارا للمبادرات المجتمعية في إيجاد طاقة متجددة كحل مستدام لأزمة الكهرباء في قطاع غزة نظمت بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريتش الألمانية ورشة العمل الثالثة ضمن مشروع “الطاقة المتجددة كحل مستدام لأزمة الكهرباء في قطاع غزة”, حيث ركزت الورشة على عرض مبادرات محلية في إنتاج الطاقة المتجددة، وذلك بمشاركة نخبة من المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والحكومي والمجتمع المدني بهدف بحث آفاق تطوير قطاع الطاقة المتجددة وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع كقطاع اقتصادي واستراتيجي يحلّ العديد من المشكلات الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي.
وقد تناول هذا اللقاء عدة محاور كان أهمها إبراز أهمية المشاريع المنفذة محليا في مجال الطاقة حيث تم عرض خمسة نماذج من شركات محلية قامت بتنفيذ مشاريع في مجال الطاقة الشمسية حيث قامت بعرض تجربتها العملية مع الطاقة المتجددة، وشرح طريقة تنفيذها ، إضافة إلى عرض صور عن المشاريع التي تم تنفيذها في المستشفيات والمرافق العامة والبيوت والأراضي الزراعية، مبينين أن تلك المشاريع وصلت إلى نسبة جيدة من النجاح.
وفي كلمة له أكد عمر شعبان مدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية على أهمية المبادرات المحلية المنفذة في مجال الطاقة المتجددة واضاف قائلا “ان هذه المشاريع هي مبادرات ابداعية للتغلب على أزمة الكهرباء”، ونوه الى أن ورشة العمل هذه تعتبر الثالثة في هذا الموضوع، وسبقتها ورشة عمل عرضت عمل الجامعات في الطاقة المتجددة، وبين شعبان أن الورشة الرابعة ستتناول دور الجهات الحكومة، أما الخامسة فستكون مع المؤسسات المحلية من أجل بلورة الأفكار المناسبة والتعرف على امكانية استخدام الطاقة المتجددة بشكل مستمر.
بدوره أوضح الدكتور أسامة عنتر مدير برامج مؤسسة فريدريتش أيبرت الألمانية أن مؤسسته تسعى لتقديم اقتراحات لحل أزمات معينة، مبيناً أنها ناشطة في الأمور السياسية، وقال: “لكن مشروع الطاقة المتجددة لاقى استحساناً كبيراً عند جهات كثيرة، ونتمنى أن تكون تلك الطاقة المتجددة في متناول كل الأسر”.
ودعا عنتر القطاع الحكومي الى اعفاء المواطنيين من الاعفاءات الجمركية والضريبية على الكهرباء بينما دعا القطاع الخاص للعمل بنظام التقسيط ومساعدة المواطنيين على الاتجاه لهذه الفكرة.
حيث تناولت المداخلة الأولى المقدمة من شركة تيك لاند والتي يمثلها المهندس على حسين، نموذج مستشفى الأطفال في غزة والتي تم تزويده بالطاقة الكهربائية بمقدار 20 كيلو وات بتكلفة قدرها تسعون ألف دولار .
من جهته أكد الدكتور نبيل الصوالحي مدير شركة شمس النهار للطاقة الشمسية أن الطاقة الشمسية بدأت من الستينات، وأن ألمانيا تستخدم 35% من حاجتها للكهرباء من الطاقة المتجددة على الرغم من عدم وجود أي عجز لديها، ولكن من اقتناعها بان الشمس ستكون مصدر الكهرباء بعد حوالي 40 سنة بعد نفاذ العناصر الطبيعية حيث عرض تجارب الشركة والمشاريع التي تم تنفيذها مؤخرا في قطاع غزة مستهدفين كل من شركة جوال وشركة سبيد كليك وشركة نت ستريم وجمعية الحياة وبعض المساجد .
بدوره أوضح المهندس أحمد الداهوك من شركة المشهراوي أن شركته بدأت بتجربة استخدام طاقة المراوح الهوائية، لكنها وجدت أنها مكلفة وكثيرة العطل، واتجهت إلى طاقة البخار عن طريقة تسخين المياه والاستفادة من الضغط الناتج عنها في توليد الطاقة، لكنها كانت تجربة خطيرة وعالية التكلفة.
وأضاف الداهوك: “بعد تلك المحاولات اتجهنا إلى الطاقة الشمسية ووجدنا أنها طريقة جيدة لتوليد الطاقة والتخفيف من أزمة الكهرباء .
ومن جهته أكد مهندس الكهرباء محمد عطا الله على أن فكرة الطاقة المتجددة هي استغلال الخلايا الشمسية عن طريق ألواح شمسية يتم تجميع الطاقة الشمسية فيها وتحويلها إلى طاقة تشحن البطاريات وتقوم بالإنارة وتشغيل الأجهزة الملائمة لحجم الألواح الشمسية ونسبة الطاقة الناجمة عنها.
وقال: “الألواح الشمسية تجذب الطاقة الشمسية وتقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى DC وتخزنها في البطاريات، ومن ثم إلى كهرباء عادية، مبيناً أن الطاقة المتجددة يمكن استخدامها كمساعد للكهرباء العادية فترة انقطاع الكهرباء، من أجل التغلب على نقص الوقود.
وفي الختام قدم الدكتور محمود شاهين عرضا موجزا بين فيه مدى أهمية التوجه العام في فلسطين وفي قطاع غزة بالتحديد على وجه الخصوص إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل مستدام لحل أزمة الكهرباء .
وقد خلصت كافة المداخلات بتوصيات هامة سوف تعمل بال ثينك على بلورتها ومناقشتها باستفاضة باعتبارها أساسا للحل الأمثل للمشكلة في قطاع غزة .