الحلقة الأخيرة من برنامج قضايا انتخابية عن الدور النسوي ودعم الانتخابات.
أكدت الإعلامية الباحثة في قضايا النوع الاجتماعي هداية شمعون وجود علاقة مباشرة بين عمل النساء في مواقع صنع القرار وتعديل القانون لتحسين استجابته والدفاع عن حقوق الفتيات والنساء في كل المجالات.
جاء ذلك خلال الحلقة الأخيرة، بعنوان “الدور النسوي في دعم الانتخابات”، من برنامج قضايا انتخابية الذي يبث عبر إذاعة زمن المحلية ضمن مشروع “تعزيز دور المجتمع المدني في دعم الانتخابات الفلسطينية”، الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بتمويل من حكومة كندا، لتمكين دور المجتمع والشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية والمجتمعية من أجل دعم الانتخابات.
وقالت: “كلنا أسف تجاه الجرائم التي تحدث ضد النساء والأطفال، ومبدأ العنف مرفوض جملة وتفصيل. ومن المهم التأكيد على أن حق النساء في الحياة أهم من حقهن في المشاركة السياسية وهي معركة كبيرة ممتدة منذ القدم”.
وأشارت إلى أن الحديث عن المشاركة السياسية للنساء في الانتخابات يجب أن يكون أمرا دائماً، وليس مرتبطا فقط بالعملية الانتخابية.
وأضافت شمعون: “الانتخابات هي الحل الوحيد لكل المشاكل كالاعتداءات الاسرائيلية والحصار والانقسام.
نحن الفلسطينيون الأحق بإجراء الانتخابات، ونتطلع إلى ما بعد الانتخابات، لأن هناك أجيال كاملة لم تمارس حقها في الاقتراع”.
ووصفت المشهد الفلسطيني “بالمعقد جدا وهناك خسائر ضخمة جدا نتيجة للاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة”، مشيرةً إلى غياب أي قناة أو وسيلة واضحة لتحسين الوضع المعيشي في القطاع “لذلك لا يمكننا أن نتعتبر الانتخابات ترف، وجميعنا نعاني من الاحباط بسبب الواقع القائم”.
العنف ضد النساء والانتخابات
وقالت الإعلامية: “النساء المعنفات في غزة بحاجة لحماية، ولكن يجب أن تُوجد قوانين يضعها المجلس التشريعي، فمثلا: قانون حماية الأسرة يحمي النساء، لكن المؤسسات الحقوقية والنسوية لم تستطع أن تفرض هذا القانون، لأن النظام الفلسطيني القانوني نظاما تقليدياً. إذا أردنا ان نتحدث عن وجود فعلي للنساء في مراكز صنع القرار، فيجب أن يحدث عن قنوات رسمية كالانتخابات لتعديل وسن قوانين تحمي النساء لأنهن الأكثر فهما لحاجاتهن”.
وأكدت على ضرورة توعية الرجال بحقوق النساء ليدافعوا عنهن، مضيفةَ “إذا لم نطالب بحقوق النساء سنتحول إلى الحياة تحت شريعة الغاب”.
وأضافت: “يجب أن نستمر في الدفاع عن حقوق النساء، رغم كل الظروف القائمة، ونؤمن دائما أن هناك أمل.
الكثير من النساء تعاني في غزة بسبب العادات والتقاليد وبعض القوانين التي تحد من حريتهن كقوانين السفر”.
مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة ضد النساء
ووفق شمعون، فإن مواقع التواصل الاجتماعي خلقت واقعا جديداً، والكثير من المحتوى المنشور ضد النساء، كما استخدمه البعض كوسيلة لتمرير الإشاعات في حوادث قتل النساء ولتبرير قتلهن، رغم أن الأصل أن يتم استخدام تلك المواقع للحد من العنف ضدهن.
وتابعت: “المؤسسات النسوية والحقوقية تلعبان دوراً مهماً في توعية النساء، لأن الوعي مهم جدا للتغيير. هناك الكثير من النساء لا تعرف إلى أين تتوجه في حال حُرمت من ميراثها أو حقوقها، أو إذا تعرضت للعنف. وإن عرفت النساء حقوقهن، يستطعن أن يلجأن إلى المؤسسات المختصة بشكل أسرع وأسهل. ومن المهم جدا للنساء ألا يصمتن على حقوقهن، واللجوء إلى المؤسسات المختصة لحمايتهن”.
وأوضت الإعلامية أن وسائل الإعلام تلعب دوراً جوهريا في الحد من حالات العنف ضد النساء، من خلال تركيز الضوء على أدوار المؤسسات الحقوقية والنسوية في دعمهن وتمكينهن خلال العملية الانتخابية كون المرأة مساوية للرجل ولها أدوار متعددة.
وأكدت أن أنصاف الحلول لا تنفع مع قضية العنف ضد النساء.
وقالت شمعون: “سواء أجريت الانتخابات حاليا أو لاحقا، يجب أن توضع قضايا النساء للنقاش والحل بشكل حقيقي، ويجب أن يُسلط الضوء على قضاياهن. وأقول للأجيال الجديدة أن المرأة ليست تابعة إنما شريكة، ويجب أن تكون شريكة منذ البداية خاصة في الزواج”.
وبينت أن أساس الحل هو الفهم العميق والحقيقي لقضايا النساء لتحسين الاستجابة لهن، وهو الأمر الذي يحتاج عملاً مؤسساتياً طويلاً.
وركزت الباحثة في النوع الاجتماعي أن الاستقلال المادي مهم جدا للمرأة، إذ أن الكثير من النماذج النسوية التي يشار إليهن بالبنان مستقلات مادياً، ويعتمدن على أنفسهن.
واختتمت بالقول: “كنت أتمنى أن تُنقاش المرشحات في المجلس التشريعي قضايا النساء بعمق، وليس من أجل الإعلام فقط”.