ورقة سياسات: اعتبارات الإدانة والتوازن الدقيق لموقف الفلسطينيين من الحرب الدائرة في أوكرانيا
مقدمة: بعد أن هدأت أصوات الصدمة الأولي للحرب وإدراك العالم على الأغلب بأن الحرب لن تتجاوز حدود أوكرانيا، فقد أشارت روسيا بأنها ربما ستكتفي بأقل الأهداف التي تحفظ أمنها القومي؛ عبر تحييد أوكرانيا بعدم انضمامها الى الناتو من خلال المفاوضات تحت النار. لا يمكن إخفاء القلق العالمي المتنامي لتبعات الحرب سواء في حال استمراها أو توقفها، خاصةً في ظل العقوبات الأمريكية والغربية التي تم الإعلان عنها.
في هذا السياق تعد الدول القائمة على المساعدات من أكثر الكيانات تضرراً جراء الصراع الروسي- الأوكراني الراهن، تتعدد التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية لهذا الصراع على هذه الدول، باعتبار أن مواقفها ستحدد اصطفافاتها – لا سيما وأن هذه الدول تحاول أن تحتفظ ببقائها في ظل الواقعية السياسية من خلال المكانة التي حققها لها المجتمع الدولي، وليس من خلال قوتها، أي أنها من الصعب أن تنجوا وحدها دون الدعم الدولي التقليدي.
لا تزال القيادة الفلسطينية صامتة تجاه الموقف على المستوى الدبلوماسي ينظر هذا التقدير الى تبعات الصراع الروسي – الأوكراني على الموقف الفلسطيني، حيث يتعرض الفلسطينيون لضغوطات دبلوماسية لاتخاذ موقف من الأزمة الروسية الأوكرانية. يبدو أن إمكانية اصدار موقف فلسطيني تتحدد بمدى الأفق الذي قد يوفره الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة للفلسطينيين إما بضرورة حيادهم، أو اجبارهم على الموقف في ظل ضرورات الاصطفاف حسب اتساع موجة الحرب وتجاوزها لحدود أوكرانيا، وإمكانية التغيرات الدولية.