بال ثينك تعقد جلسة حوارية لمناقشة تداعيات التغيرات المناخية في فلسطين
ارتكزت مناقشات الجلسة الحوارية، والتي نظمتها بال ثينك على ورقة سياساتية بعنوان: (تداعيات التغيرات المناخية في فلسطين، وسياسات المواجهة)، من إعداد الباحثين: عمر شعبان، ويحيى قاعود، ومحمود عيسى، ضمن مشروع: (أكاديمية بال ثينك للديمقراطية، وحقوق الإنسان – المرحلة الثانية)، الممول من معهد العلاقات الخارجية الألماني. وقد جمعت الجلسة الحوارية عددًا من العاملين في الوزارات ذات العلاقة، والخبراء في مجال البيئة، بالإضافة إلى الشباب – أعضاء أكاديمية بال ثينك للديمقراطية، وحقوق الإنسان.
افتتحت الجلسة: نور عابد، عضو أكاديمية بال ثينك للديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتي رحبت بالحضور الواسع، مؤكدة على أهمية قراءة، ودراسة التغيرات المناخية، والتحديات الماثلة أمام المجتمع الفلسطيني، وقطاعاته الإنتاجية المختلفة.
ورقة التغيرات المناخية:
في إطار عرض الورقة بين الباحث في قضايا الاقتصاد، والتنمية: محمود عيسى، تأثيرات التغيرات المناخية المختلفة، والتي أصبحت واقعاً ملموساً في عالمنا المعاصر، فلم تعد هناك دولة، أو إقليم في العالم يستطيع النأي بنفسه عن تأثيرات التغيرات المناخية إلا أن الدول الضعيفة، والهشة، مثل: فلسطين، تظل الأكثر تأثراً؛ لِمَا تفتقده من مقومات؛ للاستجابة المرنة، والتكيف مع التهديدات المختلفة.
وسيعرض عيسى المخاطر المحتملة للتغير المناخي، والتي تنعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية في فلسطين بشكل متداخل؛ ما يجعلها عرضة للكثير من المخاطر المحتملة، والتي تتمثل في: قطاع المياه، والزراعة، والصيد، والطاقة، والصحة. وأوضح بأن هنالك مجموعة من التحديات، والمعيقات التي تضع عبئاً إضافيًّا على قدرة فلسطين في التكيف مع ظاهرة تغير المناخ، والتعامل مع آثارها. ومن أهم هذه التحديات: الاحتلال (الإسرائيلي)، والانقسام. بالإضافة إلى التحديات الإدارية، والفنية التي أضعفت قدرات المؤسسات الوطنية، والسلطات المحلية على تطوير استراتيجيات فعالة؛ للتكيف، وإدارة مخاطر الكوارث، وخاصةً في الضفة الغربية؛ حيث يحول عدم إمكانية الوصول إلى المنطقة (ج) دون رصد تأثير تغيُّر المناخ على بيئتها.
البدائل، والحلول:
استعرض الباحث في العلوم السياسية، والسياسات العامة: يحيى قاعود البدائل، والحلول السياسية المقترحة في الورقة السياساتية، يتخصص البديل الأول إجراءات، وسياسات المواجهة الاستباقية، وذلك من خلال زيادة الوعي البيئي، وتعزيز القيم البيئة؛ لتصبح سلوكاً، وممارسة لدى المواطنين كافة، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج المعرفي، والبحث حول ظاهرة التغير المناخي، التي يعتمد عليها في اتخاذ القرارات؛ مما يحتم بضرورة توحيد السياسات الحكومية بقطاع غزة، والضفة الغربية.
أما البديل الثاني: فتخصص بالإجراءات، والسياسات التفاعلية، رغم أهمية الإجراءات الاستباقية؛ للحد من شدة آثار تغير المناخ، إلا أن آثار تغيرات المناخ أصبحت تحديات، ومعيقات أمام القطاعات الإنتاجية في فلسطين، خاصة القطاع الزراعي؛ ما يجبرنا لاتخاذ مجموعة من الاستجابات التفاعلية العاجلة للتكيف مع تلك الآثار، ومحاولة الحد منها، وطرح قاعود مجموعة من الاستجابات السريعة، والتي يمكن أن تحد من تأثيرات التغيرات المناخية التي تضرب المجتمع الفلسطيني، منها: زيادة كفاءة استخدام الطاقة، وتعزيز الفرص الاقتصادية المتاحة؛ لتحقيق التكيف مع التغير المناخي، والاعتماد على الأسمدة الخضراء.
فيما تخصص البديل الثالث، في مجابهة السياسات، والإجراءات الاحتلالية. من خلال رصد الانتهاكات (الإسرائيلية)، وتفعيل الدبلوماسية الفلسطينية، والاستفادة من انضمام فلسطين للاتفاقية الإطارية للتغير المناخي.
النقاش التفاعلي:
ساد جو من التفاعل، والنقاش بين الحضور فيما يخص المحاور الرئيسة للورقة السياساتية التي نوقشت، حيث تطرق المختصون في البيئة إلى مجموعة من العوامل، والتحديات التي تعصف بالبيئة المناخية في فلسطين، وناقشوا البدائل السياساتية، وبنودها التي تسهم في تنفيذها من قبل صناع القرار. يذكر أن الورقة ستنشر في بال ثينك للدراسات الاستراتيجية باللغتين العربية والانجليزية.