بيان إستنكار لموقف الاتحاد الاوروبي من العنف الاسرائيلي ضد قطاع غزة صادر عن بال ثينك للدراسات الاستراتيجية

 

الثلاثاء 20  نوفمبر 2012 غزة 

في بيان رسمي صدر عن مكتب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي السيدة كاترين اشتون تعليقا على التصعيد الاسرائيلي الحالي ضد قطاع غزة , حملت السيدة كاثرين آشتون حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى مسؤولية بدء الأزمة الحالية مع إسرائيل، أضاف البيان كذلك أن الاتحاد الاوروبي يؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها .

إن هذا التصريح يؤكد مرة أخرى أن موقف الاتحاد الاوروبي لا يختلف كثيرا عن  الموقف الامريكي و  البريطاني المتحيزان كليا لإسرائيل . هو موقف يتصف بعدم الدقة و لا يعكس ما جرى فعلا على الارض .  إن موقف الاتحاد الاوروبي لا يأخذ في إعتباره الفرق الهائل في موازين القوى , ففي حين يؤكد البيان على حق دولة إسرائيل في الدفاع عن نفسها , لا يتطرق مطلقا لحق الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال في مقاومة المحتل  كما تنص عليه القوانين و التشريعات الدولية . كذلك يخلو موقف الاتحاد الاوروبي من الاشارة إلى عشرات الضحايا من المدنيين من النساء و الاطفال و الشيوخ الذين قتلوا و هم  نيام . كذلك لم يشر بيان الاتحاد الاوروبي إلى تدمير عشرات المباني المدنية و  تخريب البنية التحتية الخدمية و التي ساهم الاتحاد الاوربي في بناء البعض منها .

للتذكير فإن التصعيد الاسرائيلي الموجه ضد  قطاع غزة قد أدى  الى قتل أكثر من 130 مواطن اغلبهم من النساء والاطفال , إستهداف الصحافيين و المؤسسات الاعلامية , وتدمير العديد من المباني المدنية ومن بينها وزراة الشباب والرياضة و  تجهيزات رياضية أخرى و مبنى الادارة المدنية من وزارة الداخلية و هو المبنى الذي يشتمل على سجل السكان , حيث يحتوى ذلك المبنى على وثائق تاريخية يزيد عمرها عن مائة عام منذ عهد الانتداب العثماني و البريطاني سيكون من المستحيل إسترجاعها.

إن موقف الاتحاد الاوربي هو موقف غير متوازن مطلقا يرى الواقع بعين واحدة  يؤكد مرة أخرى أن المجتمع الغربي ما زال يعمل بإزدواجية . مثل هذا الموقف القاصر لا يشجع مطلقا على  تحقيق  السلام في المنطقة . مثل هذه المواقف غير المتوازنة من الاتحاد  الاوروبي يضعف كثيرا من مصداقيته و أهليته بأن يكون وسيطا محايدا .

إن الشعب الفلسطيني يقدر كثيرا مواقف الاتحاد الاوروبي الداعمة له في  مجالات التنمية و الاقتصاد و البيئة و الثقافة , لكنه يطمح دائما بأن يلعب الاتحاد الاوروبي دورا مؤثرا في العملية السلمية . الشعب الفلسطيني يتمنى على الاتحاد الاوربي أن يأخذ موقفا متناسقا مع الشرعية الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و في الحصول على دولة مستقلة, كذلك على الاتحاد الاوربي أن يؤكد موقفه من الحصار غير الشرعي الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سنوات .

إن ثورات الربيع العربي التي تشهدها بعض الدول العربية و التي أكدت رغبة الشعوب العربية في تحقيق نظم سياسية اكثر عدالة و ديموقراطية يجب أن تقابل بربيع مواز في سياسات الاتحاد الاوروبي و الغرب بشكل عام تجاه القضية الفلسطينية .  على الاتحاد الاوربي  أن يعمل جاهدا على تفعيل دوره السياسي في الشرق الاوسط من خلال  تأييد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في القدس و الضفة الغربية و قطاع غزة ككيان سياسي و جغرافي موحد .

غزة في 20 نوفمبر 2012.


اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى