المطالبه بتفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية وصنع القرار

 

غزة – الخميس 20/12/2012

طالب متحدثون إلى ضرورة تفعيل دور الشباب في المجتمع الفلسطيني بتمكينهم من وضع السياسات والاستراتيجيات وتفعيل دورهم الرقابي على العمل الحكومي والتشريعي والمؤسساتي.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مركز الموارد العمالية بالشراكة مع الملتقى الشبابي للتسامح بمؤسسة بال ثينك  للدراسات الاستراتيجية بعنوان “آليات تفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية” في فندق جراند بالاس في غزة ، وبمشاركة نخبة من المهتمين بالشأن الشبابي ورؤساء من الجمعيات وممثلي الاتحادات الشبابية والمجتمع المدني .

وافتتح عمر شعبان رئيس بال ثينك للدراسات النقاش حيث رحب بالحضور واستعرض أبرز الانجازات التي حققها بال ثنك على صعيد الشباب خلال الفترة الماضية ، وطرح مجموعة من التساؤلات المتعلقة بسبل النهوض بالشباب ومشاركتهم الفاعلة الحقيقية في صناعة القرار الفلسطيني ووضعها بين أيدي المشاركين للإجابة عليها .

وأكدت شادية الغول الناشطة الشبابية على ضرورة وجود مقومات اساسية لتفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية أهمها وجود قيادة متفهمه تنقل الشباب من مرتبة المشاركة إلى اتخاذ القرار ووجود نظام سياسي قادر على نقل الشباب من الدور السلبي وتدعيم الاعلام لأنه الضمان لتشكيل رأي الشباب .

ودعت منظمة التحرير الفلسطيني وكافة الاحزاب السياسية الفلسطينية إلى العمل وبسرعه إلى  القيام بانتخابات حتى يتجدد الدم والرؤية الفلسطينية مشيرة إلا أن العمل الوطني كان له صدى سياسي عام عندما قاده الشباب في الماضي أما الان وفي غياب وإقصاء الشباب لم يعد له أي صدى .

وطالبت بضرورة اعادة النظر في القوانين والتشريعات والنظم الداخلية للأحزاب السياسية وإجراء بعض التعديلات على هذه النظم خاصة فيما يتعلق بسن الترشح للانتخابات إضافة إلى ضرورة ممارسة الحياة الديمقراطية من قبل الفصائل الفلسطينية .

من جانبه أكد جميل المجدلاوي النائب في المجلس التشريعي على ان القيادة التي تمكث على رأس عملها لسنوات طويلة لا تستحق أن تكون قيادة وعاجزة عن توفير البديل أو أنها تحول دون تربية وتوفير البديل وفي كلا الحالتين يجب أن ترحل .

وحول  الاسباب التي حالت دون الحراك الشبابي داخل المجتمع الفلسطيني  أكد أن محاولات الاحتواء من قبل القوى والفصائل السياسية كانت من أهم الاسباب مشيراً إلى أن ذلك لا يعني مغادرة الاحزاب بل ضرورة الاتفاق معها على عنوان نضالي مشترك والتكتل حوله إضافة إلى محاولات الافساد من قبل بعض الفصائل حتى لا يتحول أي تحرك أو نشاط شبابي إلى مغنم ويجب اقتناصه وظهور بعض النزعات الزعاماتية المبكرة لدى بعض الشباب وحبهم الظهور .

ودعا المجدلاوي الشباب إلى ضرورة انتزاع حقهم الديمقراطي وحقهم في الوظيفة المتكافئة مع الجميع وأن يكونوا أداة للرقابة على مؤسسات السلطة وأن يحرصوا على دورية عقد مؤتمرات الاحزاب وأن يناضلوا من أجل المزيد من المناضلة .

وأشار إلى أن هناك العديد من العوائق التي تعيق دور الشباب في الحياة السياسية الفلسطينية متمثلة بالاحتلال والموروث الاجتماعي ، وقصور بعض مواد القانون فيما يتعلق بحقوق الشباب مثل سن الترشح والانتخاب ، محذراً من سيطرة الإرهاب الفكري داخل الجامعات، ونوه إلى ضرورة فتح آفاق الديمقراطية في العلاقات الفلسطينية وخاصة بين الشباب وطلبة الجامعات، وإلى ضرورة تناول الشباب للبرامج والقوانين والسياسيات التي تطرحها الأحزاب من أجل أن تواجه الجميع بالاستحقاقات المترتبة على هذه البرامج.

من جهته قال د. محمد أبو مطر المحاضر في جامعة الازهر أن دور الشباب ينحصر فقط على الدور القاعدي ولم يصل إلى الدور القيادي ، كما ان الانتخابات الفلسطينية سواء الرئاسية أو التشريعية لم تشهد وجود العناصر الشبابية ، وأشار إلى أن تراجع دور الجامعات على الصعيد الوطني وانغلاقها على نفسها حيث أصبحت الجامعات مكان للتعليم والحصول على الشهادات فقط، إضافة إلى غياب البرامج والمساقات التي تؤهل الطلاب للمشاركة السياسية مؤكداً على ضرورة تبني خطط وآليات جديدة لتحويل الصور النمطية للجامعات حتى تكون أكثر فاعليه على المستوى الاجتماعي .

ودعا أبو مطر إلى ضرورة تشكيل أطر شبابية تفسح المجال أمام تعدد الأدوار وتستوعب كل الطاقات وتعزز ظهور الشباب ، إضافة إلى  ادراك الشباب أهمية الفصل بين المشاركة السياسية واكراهات الانتماء السياسي وإعادة النظر في دور الأطر الطلابية لتكريس دورها الوطني والتي كانت أداة هامة في تعزيز الانقسام الفلسطيني. وطالب الاعلام الفلسطيني بضرورة أن يتحلى بالمسؤولية لما له من دور كبير في ابراز القيادات وتهميش دور الشباب .

وقال فايز العمري رئيس مجلس ادارة مركز الموارد العمالية أن هناك مجموعة من العوائق التي تحد من مشاركة الشباب في صنع القرار من أهمها العادات والتقاليد ،وانتشار البطالة والفقر وبحث الشباب عن عمل لتامين الحاجات الأساسية للحياة بالإضافة إلي غياب الديمقراطية كممارسة في مؤسسات المجتمع الأمر الذي من شانه أن يكرس القيادات الهرمية ويحد من إمكانية إشراك الشباب ،وإطلاق طاقتهم فالديمقراطية بكونها نظاما سياسيا هي أيضا أداة من أدوات التغيير والتجدد، وأوضح أن الشباب الذين عانوا من البطالة والفقر يجب أن يحاولوا نفض غبار الأزمات العالقة على أجسادهم ويسيروا بصورة موحدة ومشتركة عبر أداة الحركة الاجتماعية للمساهمة في التصدي لمشكلاتهم بصورة جماعية وعلى قاعدة ديمقراطية .

وأجمع المشاركون في نهاية الورشة على ضرورة إنهاء حالة الانقسام واستعادة اللحمة السياسية وإعادة بناء المؤسسة على أسس من المشاركة والديمقراطية, والتصدي للثقافة الحزبية الضيقة واستبدالها بالثقافة الوطنية والولاء للوطن والشعب والهوية وتفعيل العملية الديمقراطية التي تعطلت في معظم الأحزاب بلا مبرر ووضع نظم تتيح التجديد في الهيئات القيادية للأحزاب، والاهتمام بنشر الثقافة السياسية بين الشباب وتشجيعهم .


اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى