حلقة إذاعية تناقش ورقة بحثية حول تداعيات كورونا على الدعم النفسي للنساء.

منذ بداية عام 2020، استطاعت المؤسسات التي تقدم خدمة الدعم النفسي للنساء، أن تُكيّف طريقة تقديم خدماتها للنساء والرجال، واستبدلت اللقاءات الوجاهية بالهاتف وبتطبيقي الواتس آب والزوم. فوزارة الصحة الفلسطينية مثلا، قدمت نحو 60ألف استشارة لمستفيد/ة خلال الجائحة، بينما استفاد/ت 2565رجل/امرأة من الخط المجاني لبرنامج غزة للصحة النفسية.

نوقشت في الحلقة الخامسة من برنامج إبداعات شبابية الذي يبث على إذاعة زمن المحلية، ورقة بحثية بعنوان “تداعيات جائحة كورونا على متلقيات الخدمة النفسية في قطاع غزة” أعدها الباحثان أحمد السماك ومنى المصدر، ضمن مشروع “كتابات بحثية في النوع الاجتماعي والنسوي” الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بتمويل من حكومة كندا.

وقالت أ. تهاني قاسم، منسقة مركز حياة لحماية وتمكين النساء والعائلات خلال مداخلتها في الحلقة  إن سكان قطاع غزة يعانون من ضغوطات كبيرة بسبب الاحتلال وارتفاع معدل البطالة. وجاء فايروس كورونا ليفاقم الأزمة، وهو الأمر الذي حمل النساء عبئاً إضافياً، وتعرضت آلاف النساء لأنواع العنف المختلفة، وأبرزها العنف النفسي، خلال فترة الحجر المنزلي وهذا سبب نتائج سلبية على النساء والأسرة والمجتمع.

وأشارت إلى أن المراكز النسوية والدولية بدأت في إعداد خطة طوارئ منذ بداية عام 2020؛ للعمل خلال جائحة كورونا، لاستمرار تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء.

وأضافت قاسم: “قدمنا حوالي 5 آلاف استشارة قانونية ونفسية واجتماعية خلال الجائحة، كما استقبلنا 14 امرأة كانت بحاجة إلى حماية ومهددة بالخطر برفقة أطفالهن”.

بدورها، قالت الباحثة منى المصدر تناقش هذه الورقة أثر جائحة كورونا على الخدمة النفسية للنساء، بالإضافة لأثر التباعد الاجتماعي وإجراءات السلامة على نفسيتهن. كما تتبع الورقة المنهجين الكمي والنوعي.

وبينت أن الوصمة المجتمعية والواقع الاقتصادي من أبرز التحديات التي تواجه تقديم خدمة الدعم النفسي قبل الجائحة. بينما كان وجود المُعنِف في المنزل، وعدم قدرة النساء على الخروج من المنزل للتوجه إلى المؤسسات للحصول على الدعم النفسي، وعدم امتلاك بعضهن للهواتف، أبرز المعيقات التي منعتهن من الحصول على الخدمة النفسية.

وأوضحت المصدر أن هناك مؤسسات حكومية تقدم خدمة الدعم النفسي مثل: وزارات الصحة والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية، وأخرى غير حكومية مثل: برنامج غزة للصحة النفسية وجمعية عايشة لحماية الأم والطفل ومركز شؤون المرأة وجمعية الثقافة والفكر الحر.

ولفتت إلى أن القلق والاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية التي ظهرت خلال الجائحة.

من جهته، قال الباحث أحمد السماك إن من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات أثناء تقديم الخدمة خلال جائحة كورونا هي الضغط الوظيفي على وزارة الصحة والأجهزة الشرطية الذي أدى إلى تعثر التنسيق الفوري في حالة الدعم الوجاهي الضروري أثناء الإغلاق للحالات الصعبة، والعبء الوظيفي على الأخصائيين والأخصائيات النفسيين، وصعوبة التعامل الوجاهي المباشر في حال تقديم الخدمة للمحجورين بسبب الإجراءات الوقائية للفايروس.

وأشار إلى أن جائحة كورونا تركت آثاراً سلبية على النساء: إذ عانت المصابات بالفايروس من الوصمة المجتمعية والتنمر، وتعرضت المحجورات داخل المنزل إلى زيادة الخلافات مع الزوج، بالإضافة إلى زيادة العنف ضدهن. ناهيك عن تزايد أعباء النساء بسبب المهام المنزلية ورعاية الأطفال والتعلم عن بعد.

واختتم السماك بنتائج الدراسة وهي: تنامي الضغط النفسي وزيادة الأدوار الاجتماعية على المرأة، وساهمت الجائحة وسياسة الإغلاق بتفاقم ظاهرة العنف ضد النساء وضعف الحماية لها نظراً لشبه توقف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.

إنَّ المُسميات المُستخدمة وتمثيل المواد في هذا البرنامج لا تستتبع الإعراب عن أي رأي على الإطلاق من قبل حكومة كندا

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى