إبداعات شبابية: ورقة بحثية تتناول آليات وصول الشابات للمراكز القيادية في مؤسسات المجتمع المدني.

كيف يمكن خلق قيادات نسوية شابة؟ وما هو دور الشباب/ات في منظمات المجتمع المدني؟ وأين المؤسسات غير الحكومية من خلق قيادة شابة؟ أُجيبت هذه الأسئلة في ورقة بحثية نُوقشت خلال حلقة إذاعية ضمن برنامج إبداعات شبابية على إذاعة زمن المحلية، ضمن مشروع “كتابات بحثية في النوع الاجتماعي والنسوي” الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، بتمويل من حكومة كندا.

وفي بداية مداخلتها، أكدت الباحثة والإعلامية هداية شمعون على دور المجتمع المدني خلال العقود الماضية في العمل التنموي. وقالت إن الانقسام والتجاذبات السياسية أضعفت عمل المؤسسات غير الحكومية، ونتج عن ذلك شح الفرص المتاحة للشباب في كل المجالات.

وأشارت شمعون إلى أن الرجال العاملين في مؤسسات المجتمع المدني أكثر من النساء اللاتي يواجهن صعوبات لا توجد عند الجنس الآخر.

واختتمت بالقول: “إن مفهوم المشاركة السياسية يجب أن يكون متأصل عند الشباب/ات. وهناك العديد منهم استغلوا فرص بسيطة وبنوا أنفسهم”.

من جهتها، قالت الباحثة هبة صبري إن عنوان الورقة هو آليات تعزيز وصول الشابات للمراكز القيادية في مؤسسات المجتمع المدني وتهدف إلى تسليط الضوء على واقع الشابات في المنظمات غير الحكومية وتعزير حصولها على مهارات قيادية تعزز مشاركتها الفاعلة في المراكز القيادية.

وأضافت: “على الرغم من أن نسبة الشباب/ات في المجتمع الفلسطيني من سن 18-29 عاماً نحو %22 إلا أن هناك غياب ملحوظ للنساء الشابات في المراكز القيادية وتقليدها المناصب العليا على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، إذ لا يتجاوز نسبة الشباب/ات العاملين/ات بشكل عام في مراكز صنع القرار في مؤسسات المجتمع المدني 1%”.

واستعرضت صبري آراء العديد من الشابات في ورقتها.

ولكن، كيف يمكن خلق قيادات نسوية شابة، تجيب الباحثة إن المسؤولية تكمن بالدرجة الأولى على المؤسسة التعليمية لأن منهاجها غير مرن، ولا يتضمن أدوات وأساليب لازمة لصقل المهارات الشخصية، وعلى الشابات، أنفسهن إذ تخشى الكثيرات مواجهة المجتمع ويؤثر ذلك على صورتهن لذواتهن بأنهن غير مستحقات، ثم المؤسسات التي تعنى بالشباب ومتطلباتهم.

وتابعت صبري: “يؤخذ على مؤسسات المجتمع المدني أنها لا توفر أنشطة كافية لتطوير قدرات الشباب القيادية، ولا تعطي حيزًا أكبر للشباب للمشاركة في قيادتها. ونجد أن هناك تحديات كبيرة وقائمة أمام

مؤسسات المجتمع المدني، كالانقسام السياسي”.

وأوضحت أن غياب خلق قيادات نسوية شابة في المنظمات غير الحكومية يعود إلى:
  قلة البرامج القيادية التثقيفية الموجهة نحو الشابات، وعدم منح القيادات النسوية الشابة فرص حقيقية،

وضعف البناء الديموقراطي في مؤسسات المجتمع المدني وخضوع بعضها إلى شروط الممول.

لذلك يجب أن تتبنى مؤسسات المجتمع المدني آليات لتعزيز وصول الشابات للمراكز القيادية في المجتمع الفلسطيني مثل: زيادة البرامج القيادية التثقيفية التي تستهدف الشابات وتمكينهم قيادياً، وضرورة التشبيك والتنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني بشكل فاعل، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي لهن من خلال دعم الأفكار والمشاريع الشابة، ومشاركتهن في إعداد البرامج والتدريبات.

وتوصلت الباحثة إلى نتيجة مفادها وجود تهميش واضح في مشاركة الشابات في المراكز القيادية في مؤسسات المجتمع المدني التي تواجه جملة من التحديات والمعيقات التي تقيد تفاعلها الرئيسي مع الشباب بشكل عام.

كما اختتمت الباحثة حديثها بتوصيات اهمها ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وزيادة فعالية البرامج القيادية والمهارات الاجتماعية لتعزيز دور الشباب/ات.

إنَّ المُسميات المُستخدمة وتمثيل المواد في هذا البرنامج لا تستتبع الإعراب عن أي رأي على الإطلاق من قبل حكومة كندا

 a

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى