حلقة إذاعية عن دور هيئة التثقيف المدني في تعزيز قدرات الشباب

“كانت تجربة إعطائي محاضرة تدريبية لشباب/ات من عمري رائعة، وكان التفاعل ملفتا، وكان لدى الشباب/ات حب وقبول كبير للمعلومات” هكذا وصفت آية خفاجة عضوة هيئة الثقيف المدني في بال ثينك للدراسات الاستراتيجية تجربتها في الهيئة التي أطلقتها “بال ثينك” لتمكين الشباب الفلسطيني في قطاع غزة، في قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان.

جاء ذلك خلال حلقة إذاعية بعنوان “هيئة التثقيف المدني ودورها في تعزيز قدرات الشباب” ضمن برنامج “حوار مع الشباب” الذي يبث عبر إذاعة زمن المحلية ظهر كل أحد، ضمن مشروع “التثقيف المدني” الذي تنفذه “بال ثينك” بتمويل من الصندوق الوطني للديمقراطية NED””.

وكان ضيوف اللقاء المحامي بلال النجار من بال ثينك وعضوا الهيئة آية خفاجة وفارس برجس.

واستهلت خفاجة حديثها بشكر “بال ثينك” على اهتمامها بالشباب وإعطائهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم.

وقالت: “انضممت إلى هيئة التثقيف المدني بعد اجتياز مقابلات، ووجدت ترحيبا رائعا عند انضمامي لبال ثينك. وتلقينا تدريبات على المناصرة والنوع الاجتماعي ونظام الحكم في فلسطين ومهارات العرض، وبعد ورشات العمل، كان هناك حلقات إذاعية للحديث عن تجربتنا في التدريب الذي اعتمد المدربون خلاله على الطريقة التفاعلية وعلى طريقة العصف الذهني”.

وأضافت: “أشعر بالفخر كوني عضو بالهيئة لأن التدريب الذي تلقيناه ليس هيناً، ويؤهلنا لنقل تلك المعارف والخبرات إلى زملائنا وأقراننا الشباب، لأن المواضيع التي تدربنا عليها لم تكن واضحة بالنسبة لعموم الشباب إلا للمتخصصين. كما تغيرت مفاهيمي بشكل كلي عن موضوع النوع الاجتماعي”.

ووصفت خفاجة تجربة إلقاء محاضرة تدريبية لأقرانها الشباب بـ”التجربة الرائعة، وكان التفاعل ملفتا، وكان لدى الشباب حب وقبول كبير للمعلومات”.

وأكدت على وجود تغيب كبير للشباب في الحياة السياسية في المجتمع الفلسطيني.

واختتمت بالقول: “أتمنى من جميع المؤسسات الاهتمام بالشباب كونهم القادرون على التغيير”.

بدوره، قال عضو الهيئة فارس برجس: “تلقينا تدريبات متنوعة، لكن تدريب المشاركة السياسية والعملية الانتخابية غير حياتي، لأن الشباب مغيبون عن العملية الانتخابية، ولم نأخذ فرصتنا في الانتخاب والاقتراع والترشح. فقبل التدريب لم أكن أعرف إلا القليل عن نظام الانتخابات، أما بعد التدريب، فأعطيت تدريبا لمجموعة من الشباب الجامعيين في عملية الانتخاب كاملة من الإعلان عن الانتخابات إلى إصدار النتائج”.

وأضاف: “كان عدد الشباب في اللقاء قرابة 25، وكان لديهم شغفا واضحا حول المشاركة في الحياة السياسية، وكانوا يستفسرون بشكل كبير حول الانتخابات ونظامها وخطواتها..إلخ”.

وأكد أنهم كانوا قادرين على إعطاء التدريب على أكمل وجه، إذ كانت تجربتهم غنية ورائعة، مشيراً إلى أن الشباب قادرون على إنجاز أي مهمة بكفاءة تتطلبها مؤسسات المجتمع المدني.

وطالب برجس الشباب بالمشاركة في التدريبات وورشات العمل ليطوروا أنفسهم، كما طالب المؤسسات باختيار الشباب المحرومين من فرص مشابهة.

واختتم قائلا: “بال ثينك سمحت لنا كمتدربين أن نستخدم اسمها وسخرت لنا علاقاتها مع شركائها للتنسيق مع المؤسسات وهذا سهل عملنا كثيرا. ونتمنى منها أن تعتمدنا كمدربين أساسيين في مشاريع قادمة”.

من جهته، قال المحامي بلال النجار من “بال ثينك” إن مؤسسته منذ تأسيسها تتبنى فلسفة التركيز على الشباب في أنشطتها، لأن لديها قناعة أن التغيير المجتمعي لا يمكن أن يكون إلا من خلالهم كونهم الأكثر قدرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع. مشيراً إلى أنهم يطرحون القضايا التي تهم المجتمع الفلسطيني التي تساهم في تقدمه ورقيه في مجالات متنوعة كالاقتصاد والتوعية وحقوق الإنسان وغيرها.

وأوضح أن الهيئة كانت مشروعا وانبثقت منه هيئة دائمة وهي هيئة التثقيف المدني، التي تستهدف طلبة الجامعات المتفوقين من الجنسين الذين يجب أن يكون لديهم معرفة ولو بسيطة في حقوق الإنسان والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وتم اختيارهم ليكونوا ضمن الهيئة. وتلقوا تدريباً مكثفاً لأسبوعين على الديمقراطية وحقوق الانسان والعنف المبني على النوع الاجتماعي ونظام الحكم في فلسطين ومبادئ النزاهة ومهارات العرض والتقديم وغيرها من المهارات التي يحتاجها الشباب.

وأضاف النجار: “إن هيئة التثقيف المدني ببساطة تجَمّعُ من الشباب/ات يسعى لتعزيز ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان بين الشباب وتعزيز ثقافة تعليم الأقران. والهيئة تعتمد أسلوب نقل المعارف من شاب لآخر من نفس الجيل لأن الاستفادة تكون أكبر من نقلها بين شخصين أعمارهما مختلفة”.

وأشار إلى أن الهدف من تنفيذ المقابلات لاختيار المتقدمين، هو تحديد احتياجاتهم لوضع برنامج تدريبي يلائمهم. وكل المواضيع التي طُرحت تلقوها بكل شغف، وتُرك لهم الخيار لاختيار عناوين التدريب والحلقات الإذاعية. وتُرك للمتدرب التنسيق مع المؤسسات ليتحمل جزء من المسؤولية وينمي الروح القيادية لديه، ولربط المتدرب مع مؤسسات المجتمع المدني ليسوق ذاته.

وتابع: “دربنا المتدربين على إلقاء المحاضرات لوحدهم وكسرنا لديهم حاجز رهبة الإلقاء والوقوف أمام الجمهور. كنا مذهولين من أداء المتدربين على تقديم المحاضرات وورشات العمل، وكان الكثير من الجمهور يسألونا كيف يمكن أن نصبح مثل هؤلاء المتدربين”.

وأكد النجار على أن تدريب المجتمع ونشر الديمقراطية فيه يحتاج جهد تراكمي، وأن “بال ثينك” دائما تعول على هؤلاء الشباب لنقل التدريبات والمعارف إلى كل من حولهم لينموا المجتمع. كما أن المواد التدريبية التي تلقوها المتدربون متاحة للجميع على الموقع الإلكتروني لـ”بال ثينك”.

كما وذكر أنه تم خلال المشروع إعداد دليل التثقيف المدني ليكون بمثابة مرجع أساسي للمتدربين ولغيرهم من الشباب، وأن هذا الدليل يتناول عدة مواضيع أهما الديمقراطية وحقوق الانسان والعنف المبني على النوع الاجتماعي ونظام الحكم في فلسطين، والنزاهة والشفافية ومبادئ الحكم الرشيد.

واختتم بالقول: “تحافظ بال ثينك على علاقتها مع المتدرب بعد انتهاء المشروع، لأنها تؤمن في الاستمرارية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى