في الجلسة الحوارية الأولى بعنوان “إطلالة على الساحة السياسية الاسرائيلية”- نظمها بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ضمن سلسلة “الشرق الاوسط على مفترق طرق” التأكيد على انحدار المجتمع الاسرائيلي نحو المزيد من التطرف

غزة- الخميس‏، آب‏ 19‏، 2010— عقد بال ثينك للدراسات الإستراتيجية أمس الأربعاء جلسة حوارية تناولت الشأن الاسرائيلي الراهن، حيث تم استعراض أبرز المتغيرات على صعيد الساحة السياسية الإسرائيلية وعلاقة هذه المتغيرات بالوضع الدولي والاقليمي.

استعرض المتحدث الأساسي الأستاذ توفيق أبو شومر خلال الورشة أغلب عناصر الوضع السياسي الإسرائيلي الراهن، وأشار أبو شومر وهو كاتب ومفكر و خبير في الشأن الإسرائيلي الى ظاهرة صعود اليمين في إسرائيل، حيث بدأ مداخلته بالاشارة الى كيفية فهم وتحليل الواقع السياسي الاسرائيلي بشكل أكثر منهجية، و أوضح أبو شومر المنطلقات التي تنطلق منها السياسة الاسرائيلية الداخلية؛ مشيراً الى الدور القوي الذي تلعبه التيارات الدينية والإيديولوجية في تحديد مسار السياسة الإسرائيلية.

وفي سياق استعراضه لواقع الحكومة الاسرائيلية الحالي، استعرض ابو شومر اسماء وخلفيات عدد من الوزراء الاسرائليين الحاليين كأساس لفهم توجه الحكومة والسياسة الاسرائيلية، فعلى سبيل المثال أتى على ذكر نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الداخلية إيلي يشاي، حيث يُعرف يشاي بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين وتمسكه برؤية حزبه المتطرف (شاس) تجاه تهويد كل فلسطين التاريخية.

كما تحدث أبو شومر عن وزير الشؤون الخارجية الحالي أفيغدور ليبرمان، ودوره في سن قانون التهويد الجديد الذي يفحص يهودية المتهودين منذ سنوات بأثر رجعي، ويلزمهم باثبات يهوديتهم امام السلطات الحاخامية المحلية داخل اسرائيل.

من جانب آخر تناول أبو شومر بعض المتغيرات المحيطة بالسياسة الاسرائيلية مشيراً الى تضاؤل التاثير الفلسطيني نظراً لغياب شريك فلسطيني قوي عن العملية السياسية، وتحدث كذلك عن قضية الضغط الدولي على اسرائيل ومدى قدرة اسرائيل على تجيير المتغيرات والاحداث الى صالحها من خلال التاثير على الساحة الدولية.

كما تضمنت الجلسة الحوارية فتح باب النقاش والمداخلات، حيث أبدى الحضور العديد من المداخلات والأسئلة التي أثرت الجلسة، حيث تحدث يحيى رباح سفير فلسطين السابق في اليمن عن ضرورة اعتبار اسرائيل كائن تاريخي يتعرض للعوامل والتغيرات التي تتعرض لها أي دولة ومجتمع انساني، وِأشار تيسير محيسن وهو باحث اجتماعي الى ضرورة اصلاح الجبهة الفلسطينية الداخلية للنهوض أمام التحديات والعقبات التي يضعها الاحتلال في طريق بناء الدولة الفلسطينية.

وفي سياق متصل أكد مخيمر أبو سعدة المحاضر في جامعة الأزهر بغزة على أن الواقع السياسي الاسرائيلي يتجه وبدون أدنى شك نحو المزيد من التطرف والأصولية الدينية، وأشار كذلك الى علاقة الوضع الاسرائيلي بالانتخابات النصفية الامريكية المقبلة حيث أن هذه الانتخابات تزيد من تاثير اللوبي اليهودي في امريكا بما يصب في مصلحة اسرائيل.

وفي تعقيبه على أسئلة ومداخلات المشاركين، أكد أبو شومر على ضرورة فهم وتحليل الساحة الاسرائيلية بكافة عناصرها من اجل تكوين وعي فلسطيني مضاد للسياسات والمخططات الاسرائيلية التي تمر من خلال الاستيطان والحروب والاعتداءات التي تشنها اسرائيل ضد شعوب المنطقة وعلى راسها الشعب الفلسطيني.

تأتي الجلسة الحوارية والتي حملت عنوان “إطلالة على الساحة السياسية الراهنة” ضمن أنشطة وفعاليات صالون إدوارد سعيد الفكري لشهر رمضان المبارك، حيث يعكف بال ثينك على تنظيم سلسلة من الجلسات الحوارية خلال الشهر الفضيل تحت عنوان “الشرق الأوسط على مفترق طرق”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى