
بالشراكة مع 15 مؤسسة أهلية فلسطينية، بال ثينك للدراسات الاستراتيجية تواصل مشروع إستشراف مستقبل النظام السياسي في فلسطين
في ظل التحولات السياسية والتحديات الراهنة، نظمت جمعية أجيال للإبداع والتطوير في غزة بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات في غزة ، وجمعية بذور للتنمية والثقافة في نابلس ، ومركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في رام الله ، طاولة مستديرة تفاعلية لمناقشة ورقتي سياسات حول فرص الشباب في الوصول إلى مواقع صنع القرار، واستشراف مستقبل نظام الحكم في فلسطين.
جاءت هذه الجلسة ضمن مشروع “تعزيز مساهمة المجتمع المدني الفلسطيني في صياغة مستقبل فلسطين”، الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع تحالف 15 منظمة مجتمعية من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
انعقدت الجلسة يوم الخميس، 6 مارس، بمشاركة أكثر من 40 باحثاً ومهتماً، حضروا بشكل وجاهي أو عبر تقنية “الزوم”، حيث تناولت النقاشات محورين رئيسيين: تعزيز فرص الشباب في الوصول إلى مراكز صنع القرار، واستشراف مستقبل الحكم في فلسطين في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية.
تناولت الورقة الأولى، التي جاءت بعنوان “تصورات لتعزيز فرص الشباب في الوصول إلى مراكز صنع القرار في السياق الفلسطيني”، وأعدها د. جمال الفاضي ود. رائد الدبعي، التحديات التي تعيق وصول الشباب الفلسطيني إلى مواقع قيادية، خاصة في ظل الظروف السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية السائدة، وأوصت الورقة بضرورة تمكين الشباب من خلال تعزيز المؤسسات الشبابية، تحسين فرص التعليم والتدريب، وتوفير بيئة تشاركية أكثر انفتاحًا. كما اقترحت حلولًا عملية مثل إطلاق منصات سياسية شبابية، وتعزيز دورهم في الأحزاب والنقابات والاتحادات الوطنية، مما يساهم في كسر حالة الإقصاء التي يواجهها الشباب في المشهد السياسي.
أما الورقة الثانية، التي حملت عنوان “تصورات ورؤى استشرافية لمستقبل الحكم في فلسطين”، وأعدها أ. عبد الله شرشرة ود. أحمد رفيق عوض، فقد تناولت السيناريوهات المحتملة لمستقبل نظام الحكم الفلسطيني، وذلك في ظل استمرار الانقسام السياسي، الاحتلال الإسرائيلي، والمتغيرات الإقليمية والدولية. ناقش الباحثان التطورات التي شهدها النظام السياسي الفلسطيني، مثل استحداث مناصب جديدة كمنصب رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء، إلى جانب استحداث اللجنة الإدارية في غزة، ومدى تأثير هذه التغييرات على بنية الحوكمة الفلسطينية. كما طرحت الورقة عدة مسارات محتملة، من بينها إمكانية إصلاح النظام السياسي ضمن إطار وطني جامع، أو بقاء حالة الجمود السياسي، أو حتى ظهور أنماط جديدة للحكم نتيجة التحولات الإقليمية والدولية.
اختتمت الطاولة المستديرة بمجموعة من التوصيات العملية التي أكدت على أهمية تعزيز دور الشباب في عملية صنع القرار السياسي، والعمل على إصلاحات هيكلية تضمن تطوير نظام الحكم الفلسطيني ليصبح أكثر تمثيلًا واستجابةً لمتطلبات المرحلة. كما شددت التوصيات على أهمية دور المجتمع المدني في دعم التحولات السياسية، وخلق قنوات تفاعلية بين مختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين، بما يساهم في تحقيق نظام سياسي أكثر استقرارًا، عدالة، ومشاركة ديمقراطية.
تأتي هذه الفعالية من أهمية المشروع المذكور أعلاه إلى تعزيز دور المجتمع المدني الفلسطيني في صياغة السياسات من خلال بناء تحالف من المنظمات المجتمعية الفلسطينية، وتنظيم جلسات طاولة مستديرة تناقش قضايا سياسية واجتماعية حيوية. من خلال هذه الأنشطة، سيتم إنتاج أوراق عمل بحثية تسهم في توفير حلول عملية للتحديات التي تواجه فلسطين. كما سيساعد المشروع في تقديم التوصيات السياسية اللازمة لصناع القرار، مما يعزز من فرص تحقيق الإصلاحات المطلوبة في مختلف جوانب الحياة الفلسطينية.







