ورقة عمل: نحو مجتمع أكثر تسامحًا: آليات ضد خطاب الكراهية والتعصب – غزة نموذجاً في سياق الحرب

مقدمة:

في أوقات الحروب والكوارث، لا تقتصر آثار الدمار على الخسائر المادية والبشرية فحسب، بل تمتد لتصيب البنية الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع، فتُفرز أشكالًا جديدة من التوترات، وتُضاعف النزعات السلبية الكامنة، وتُحرّض على انقسامات قد تبقى لعقود بعد توقف النار. ويُعد خطاب الكراهية والتعصب من أبرز المهددات التي تواجه النسيج الاجتماعي الفلسطيني في زمن الأزمات، وقد تصاعد حضوره بصورة حادة خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة. ففي ظل الدمار الواسع، والفراغ القانوني، والنزوح الجماعي، وفقدان الأمن، والإقصاء والعنف الرمزي والمعنوي يتغذى الخطاب الكراهية على مشاعر الغضب واليأس، ويجد أرضًا خصبةً في بيئة منهكة اجتماعيًا وسياسيًا. وتنبع خطورة هذا الخطاب من كونه لا يُعبّر فقط عن توتر مؤقت، بل يعيد إنتاج الانقسامات البنيوية، ويعمق الشروخ المجتمعية على أسس عائلية أو جهوية أو سياسية.

ضمن السياق الفلسطيني، لا يمكن فصل خطاب الكراهية عن البنية العامة للصراع الطويل، سواء مع الاحتلال أو داخليًا بين مكونات المجتمع. فالفلسطينيون أنفسهم، رغم معاناتهم الجماعية، يواجهون منذ سنوات تحديات متزايدة تتعلق بضعف التماسك الاجتماعي، وانقسام السلطة السياسية، وتآكل الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم. ومع اشتداد الحرب على غزة وتضاعف المأساة الإنسانية، ظهرت خطابات تتهم أو تُخوّن أو تُقصي، سواء على أساس الانتماء السياسي، أو أصول العائلات، أو الجغرافيا (بين المهجّرين من شمال القطاع والمستقرين في الجنوب)، أو حتى الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ما يكشف عن أزمة كامنة في البنية الثقافية والاجتماعية تتجاوز تأثير الحرب بحد ذاتها.

لتحميل الورقة: اضغط هنا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى