أطلقت مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضى السرطان مبادرة “خُصل الأمل” تحت شعار “شعرك يرسم بسمة لغيرك” ضمن مشروع “التجمع الفلسطيني من أجل ثقافة اللاعنف” بالتعاون مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية.
وتهدف المبادرة إلي رفع معنويات النساء اللواتي أنهكهن المرض إثر فقدانهن شعرهن بعد خضوعهن للعلاج الكيميائي والإشعاعي، وتعبيراً عن دعمهم ومساندتهن في محاربة المرض.
واستهدفت المبادرة عدد 10 من مريضات السرطان لتدريبهن على إنتاج الشعر المستعار عبر برنامج تدريبي مكثف خلال شهر يوليو الماضي ، لتمكينهم من إنتاج وتصنيع الباروكة “الشعر المستعار” من خلال جمع خصلات الشعر وحياكتها وإنتاجها لهن ولباقي المريضات اللواتي هن بحاجة اليها أثناء تلقي العلاج لتظهر بمظهرها الجميل دون الشعور بالنقص أو الحرمان كباقي أفراد أسرتها وتكون كتاج على رؤوسهن تمنحهن بعض السعادة خلال فترات تساقط الشعر لهن ولباقي المريضات.
وجاءت فكرة المبادرة من أجل التخفيف من أعباءهن المادية والمعنوية التي لا تنتهي حتى تمنحهم مزيداً من التعب النفسي والجسدي والمادي، لأن معظم المصابات بمرض السرطان في قطاع غزة هن من الأسر ذات الدخل المعدوم، وبعانون الكثير من أجل توفير تكاليف العلاج والمستلزمات الأخرى الهامة قدر استطاعتهم، عدا عن حرمانهم من العلاج بالخارج نتيجة الحصار المطبق على كافة نواحي الحياة .
وقالت المريضة مها لولو وهي تتدرب مع مجموعة من المصابات بمرض السرطان على صناعة “البواريك”: “الحياة بلا شعر صعبة.. أن يكون انسانًا طبيعيًا وله شعر من ثم يفقده، فذلك دمار له ولأهل بيته، لكنني سألبس شعرًا غير شعري الذي تساقط، وما أجمل الشعور الذي يدور داخلي، بأن إنسانًا لا نعرفه شعر بنا.. هذا هو الترابط الحقيقي”.
وأضافت لولو: “سعيدة جدًا لأننا سننتج (البواريك) وسنعوض أنفسنا عن شعرنا الذي تساقط، وسنتعلم كيف نصنعها بأيدينا، من شعر طبيعي على عكس التي يتم شرائها جاهزة ولا نعلم جودتها، ليصبح بعد ذلك لنا مشروعنا الذي سنعمل من خلاله على تعليم آخرين كيف يصنعوا الباروكة”.
كما وأطلقت مؤسسة بسمة أمل حملة “تبرع بخصل الشعر” والتي تزامنت مع انطلاق المبادرة، تركّز على جمع أكبر عدد ممكن من خصلات الشعر لتحويلها الى الباروكة وتوزيعها لمن يحتاجها من المرضى، وما يزال باب التبرع مفتوح أمام جميع السيدات في قطاع غزة لاستقبال خصل الشعر لبث روح الأمل والحياة في نفوس المريضات اللواتي هن بحاجة الى الشعر المستعار خلال رحلة العلاج.
وفي نهاية التدريب اختتمت مؤسسة بسمة أمل مبادرة “خُصل الأمل” من خلال حفل لجميع المشاركات وتكريمهن بشهادات شكر وتقدير، وخلاله عبّرت المشاركات عن مدى رضاهن وسعادتهن من المبادرة، والمهارة التي اكتسبنها خلال أيام التدريب، كما وأبدت إدارة المؤسسة امتنانها لكل المساهمين في إنجاح هذه المبادرة التي أتاحت الفرصة لمتحديات هذا المرض بتعلُّم صناعة “الباروكة” وتشجيع السيدات الراغبات بالتبرع بشعرهن لهن.
وقدّم مدير عام مؤسسة بسمة أمل سامي الجوجو، الشكر وجزيل العرفان للسيد عمر شعبان مدير عام مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية على دعمه للمبادرة ووقوفه الدائم بجانب مؤسسة بسمة أمل لاستمرار عملها الإنساني.