“التعامل مع الصراعات المجتمعية وبناء التعايش السلمي”

مبادرة “خصل الأمل”
20 نوفمبر، 2019
“الحالة الاقتصادية وثقافة اللاعنف”
10 أبريل، 2020

“التعامل مع الصراعات المجتمعية وبناء التعايش السلمي”

التعامل مع الصراعات وإدارتها لا يقتصر على المستويات الدولية والإقليمية، بل هي موجودة بين الأفراد في الأسرة الواحدة وضمن دائرة الأصدقاء وكذلك بين الزملاء في العمل, السبب الرئيسي لوجوده هو أننا مختلفين وهذا أمر طبيعي في النفس البشرية، بهذه الجملة افتتح محمود عبدالهادي المختص في قضايا التنمية وحل النزاعات حديثه كضيف أولى حلقات البرنامج الإذاعي اللاعنف منهج حياة لعام 2020، المنفذ من قبل مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وFXB-France، ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”

وأضاف أن الصراعات والنزاعات الإنسانية تبدأ عندما يكون سلوكنا مختلف وأهدافنا مشتركة ومتشابهة أو عندما يكون سلوكنا مشترك ومتشابه وأهدافنا مختلفة، وهو أمر طبيعي وظاهرة صحية، لأنه لا يصح أن نكون نسخًا متطابقة عن بعضنا البعض، منوها أن نماذح الصراعات والنزاعات المنتشرة في فلسطين متنوعة تبدأ من نزاع الأطفال داخل الأسرة ، صعودا إلى النزاعات خارج المنزل بين الجيران في الحي، ثم بين الطلبة في الجامعات، ثم بين المؤسسات الحكومية، وصولا إلى النزاعات ذات الطابع السياسي ولعل أبرزها هو الإنقسام الفلسطيني الذي نتج عن سوء إدارة النزاع بين قوى الفعل السياسي.

وأوضح أن المشكلة الأساس هي أننا غالبا ما نغيِّب استراتيجيات إدارة الصراع ونميل إلى انتهاج أساليب عنيفة واستخدام أقصى ما نملك تجاه الطرف الآخر في حل النزاعات الحاصلة بيننا لأنه يملك وجهة نظر مختلفة عنا، مضيفا أن الاختلاف بين البشر ضروري لإحداث التغيير والتطور والدفع باتجاههما ولكن يجب أولا إدارة النزاع بشكل إيجابي واستخدام استراتيجيات حلها لوضعها في إطارها الإيجابي.

ونوه عبدالهادي إلى أنه رغم وجود عدة استراتيجيات لإدارة الصراع فإنه يجب التنبه لأن اختيار الاستراتيجية المتبعة لحل صراع ما يعتمد على نوعه ومسبباته والدوافع التي أدت إلى اندلاعه،مذكرا ان الهدف في ادارة الصراع هو إعادة الناس من دورة التصعيد إلى دورة التهدئة بالاعتماد على تقريب وجهات النظر المختلفة للوصول لحل عادل ومنصف ومرضي جميع الأطراف وليس مفروضا عليهم لأن فرض الحل سيؤدي إلى تأجيج الصراع أو تأجيله بأفضل الأحوال وليس حله.

وتخلل الحلقة مداخلة لسالي السماك وهي منسقة المشاريع في بال ثينك، ذكرت فيها أن بال ثينك هي مؤسسة فلسطينية ذات فكر مستقل غير ربحية تعمل في مجال الأبحاث من أجل إثراء وتعزيز التحاور والتفاكر حول القضايا التي تهم حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني، مضيفة أن مشروع تعزيز ثقافة اللاعنف تنفذه بال ثينك و  مؤسسة (FXP France) وبالشراكة مع مؤسسات عمل أهلي في المحافظات الشمالية والجنوبية في فلسطين بهدف تعزيز مبادئ وقيم اللاعنف وتعزيز السلم المجتمعي، بالتالي تعزيز أدوات الحوار والسلم الأهلي وأتباعها كمنهج في تبني القضايا المجتمعية بكافة أشكالها، من خلال تفعيل دور المؤسسات والأفراد ضمن أوساطهم وصولا لمجتمع أكثر استقرارا، عبر تبني مبادرات تعمل على نشر ثقافة اللاعنف ومواجهة التحديات بأساليب لاعنفية متحضرة.

وأوضحت أن آلية العمل ضمن هذا المشروع اعتمدت دعوة بال ثنيك للمؤسسات لتقديم مقترحات ومبادرات مجتمعية تهدف لنشر اللاعنف ويتم تنفيذ هذه المبادرات من خلال المشاركة المباشرة لكافة فئات المجتمع خارج القاعات المغلقة. وأكدت السماك أن هذه المرحلة التي تنفذ في عام 2020 هي الثالثة في المشروع، الذي عمل في مرحلته الأولى على تنفيذ مبادرات مجتمعية شبابية، وفي الثانية نفذت مبادرات مشتركة بين مؤسسات الضفة الغربية وقطاع غزة في الشوارع والعمل على زيادة التشبيك بين مؤسسات في شقي الوطن لضمان جودة العمل على تعزيز اللاعنف وتنفيذ المبادرات ودعم تبادل الخبرات بين المؤسسات والوصول إلى أكبر عدد من المواطنين، موضحة أنه من خلال المشروع سيتم انتاج أوراق تستعرض عدد من تجارب شعوب أخرى واجهت النزاعات والاضطرابات بالأساليب السلمية وكيف يمكن ربط التجربة الفلسطينية بتجارب عالمية نجحت في مواجهة النزاعات وحلها بأساليب سلمية.

Comments are closed.