تستمر أزمة انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) ويستمر اهتمام مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية في بث رسائل التوعية والأمل إلى أفراد المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة من خلال تنفيذها للبرنامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” ضمن مشروع ” تعزيز ثقافة اللاعنف”، مخصصة حلقتها السادسة للحديث حول الصحة النفسية واللاعنف في زمن الكورونا.
وتحدث ضيف الحلقة د. بسام سعيد الأكاديمي والباحث في شؤون التنمية والأسرة عن استقبال المجتمع الفلسطيني للوباء العالمي بالقلق في ظل تردي وهشاشة القطاع الصحي وضعف امكانيات الرعاية الصحية، مؤكدا أن هذا المرض فرض تغيير العادات في السلوك، ونشر مصطلحات جديدة لم يعهدها المجتمع مثل التعقيم واغلاق المساجد والمدارس والجامعات، بما يشبه توقف الحركة البينية، ومشاركة الناس لأفراحهم وأتراحهم، وعادة التقبيل والسلام باليد.
“في المقابل أحدث هذا المرض يقظة في القيم الانسانية على قاعدة أن الفرد هو المهم وهذا أمر جيد، حيث أصبح الانسان له قيمة أكبر في المجتمعات العربية” حسب ما قال سعيد.
أما حول فرض التباعد (العزل) الاجتماعية وكيف استقبله المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، فذكر أنه نظرا للوضع الخاص الذي يمر به العالم فكان واجبا على المواطنين تقبله بل وتطبيقه، إلى جانب ضرورة استيعاب الأفراد لبعضهم، والتخلي عن بعض العادات مثل التزاور والتواصل، واستبدالها باستخدام منصات التواصل الاجتماعي، وأوضح الأكاديمي أن الحجر المنزلي الطوعي للأسر الفلسطينية الممتدة وغير الممتدة سيخلق بيئة خصبة للإحتكاك الذي قد يولد التنمر بين أفراد الأسرة مثل التنمر على الزوجة أو على الأبناء، خاصة مع شعورهم بأن هذه الحجر سجن لهم وهم مجبرين على الخضوع له مما يخلف ضغط نفسيا، موصيا الآباء بتنظيم أوقات الأطفال وشغلهم بالقراءة والحوار واللعب كي لا ينزلق البيت إلى مربع العنف وتذكيرهم بأن هذا الحجر هو إجراء وقائي من أجل الحماية من المرض، وعدم مخاطبتهم بصيغة الأمر وتركهم ليقوموا بنشاطاتهم الخاصة في مساحات حرة خاصة بهم.
ونوه إلى ضرورة تغيير الروتين اليومي قدر الإمكان لأنه يولد الضجر والضيق النفسي الذي يدفع باتجاه العنف، وذلك من خلال تليين القواعد الصارمة بالتشاور مع كل أفراد العائلة، داعيا الرجال إلى المشاركة في المهام المنزلية ومتابعة شؤون الأبناء التي تثقل كاهل الزوجة،وتعزيز الود بين الأزواج، إلى جانب إتاحة الفرصة للرجل بأن يمارس التأمل لمدة ساعة في اليوم.
وأوصى بمراعاة الحالة النفسية لكبار السن ودعمهم خاصة مع انتشار الأخبار التي تفيد بأن هذا الفايروس يفتك بهم، مع أهمية الحديث والتواصل المستمر معهم، والتركيز على اشعارهم بأنهم مهمين ويلعبون دورا أساسيا في الحياة، بهدف ابعاد شبح الاحباط عنهم، مشددا على ضرورة إيلاء ذوي الإعاقة اهتماما خاصا و تأمين الحماية لهم على جميع المستويات. وأكد على أهمية وضرورة دعم المبادرات الشبابية والمجتمعية خلال هذه الفترة التي يمر بها الوطن، وتشجيع العمل التطوعي في مواجهة هذه الجائحة، ورفع الوعي وتحسين الحالة النفسية للمجتمع ككل، مناشدا كل المؤسسات الأهلية والمجتمعية للقيام بأدوارها ومبادراتها التي تصب في اسناد كل مكونات المجتمع الفلسطيني في غزة.