الشعب الفلسطيني اليوم أحوج ما يكون للإيمان بثقافة اللاعنف خاصة ونحن نعيش بنفس الفكر ونفس الدين ونفس المذهب ولكننا نختلف في السياسة والحزبية لذلك علينا أن نؤمن بالآخر ونستمع للرأي والرأي الآخر دون تخوين أو تكفير أو إساءة فشكرا لمؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية لتركيزها على نشر ثقافة اللاعنف في المجتمع الفلسطيني، بهذه العبارة افتتح الكاتب والروائي يسري الغول الحلقة الرابعة من برنامج “اللاعنف منهج حياة” الذي تننفذه بال ثينك وfxb France ضمن “تعزيز ثقافة اللاعنف”.
وأضاف أن المجتمع الفلسطيني في ظل كل الأزمات التي تعصف به وخاصة في قطاع غزة يعاني حالة تفكك وتشرذم وتنمر أفراده الأكثر قوة على الأقل قوة منهم مشكلين دائرة عنف تنشر الكره والإقتتال والضغينة بينهم، لذلك دور المثقف هو التأثير بأدبه ونتاجه على القرارات السياسية والاجتماعية، كما حصل مع الكاتب البرازيلي باولو كويلو الذي كتب في رواية “فيرونا تقرر أن تموت” عن تجربته في المصحات النفسية التي أثرت في قرار الكونجرس البرازيلي الذي ناقش قضية حجز البشر في المصحات النفسية لمدة اثني عشر عاما دون الوصول إلى نتيجة.
وأوضح أن البروباغندا التي يشكلها المثقفين في الإعلام عند تبني قضية ما والترويج لها عبر المنصات الإلكترونية وغيرها تعتبر من الأدوات المهمة والقوية لنشر ثقافة اللاعنف، إلى جانب المسرح والرواية والقصيدة والأغنية التي يمكن أن تساهم بشكل فاعل للتوريج لمفاهيم التسامح والحوار وتقبل الآخر، منوها أن بوابة الأمم المتحدة مكتوب عليها عبارة “أمم متعددة انسانية واحدة” وهذا يتماها مع ما قاله علي بن أبي طالب “إن لم نكن إخوة في الدين فنحن إخوة في الخلق” هذه العبارات والمفاهيم والتوريج لها مهم جدا ، مستدركا أنه من باب أولى أن نندمج في ما بيننا داخل الوطن الواحد والمجتمع الواحد.
وأشار أنه يجب على المثقف نفسه أن يطبق مبادئ اللاعنف ومفاهيمه على نفسه وأسرته وزملائه وجيرانه، ، متحدثا عن تجربته في تشكيل تجمعات ثقافية مختلفة ذات نشاطات محلية وعربية تتناول مختلف الأفكار والأيدولوجيات في مظهر حضاري من مظاهر تقبل الآخر بأفكاره واختلافاته وخلق مساحات للحوار بين المثقفين أنفسهم، وهنا تبرز أهمية دور المثقف التي تتسع لأكثر من تأليف الكتب لتشمل تأليف الرجال والشباب والفتية والفتيات لتخرج بهم من الظلمة إلى النور.
وذكر أن الأديب الفلسطيني انجر لمساحات تختلف عن المساحات التي كانت يتحدث بها قبل عشرين سنة، بمعنى أن هناك جيل ثالث ولد وكبر على مفهوم جديد ومغاير للكثير من القضايا الوطنية، منوها أن مهمة الأديب الموازنة بين تجاربه الشخصية والتجارب العامة للمجتمع وتفاعله معها مع عدم اغفال الأدوار المنوطة بالمراكز الثقافية والتجمعات الأدبية في فلسطين في صقل تجارب المثقفين وتطويرها رغم كل التحديات.