تعمل العديد من العوامل على تكريس العنف ونشره في المجتمع الفلسطيني مما يضاعف أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية عبر كافة روافدها من وإلى المجتمع في تعزيز ثقافة اللاعنف وتعميق الوعي بأهميته وتأثيره على السلوك المجتمعي لحل النزاعات وإدارة الخلافات”، بهذه الكلمات لخصت سكرتيرة تحرير شبكة نوى الإعلامية منى خضر دور الإعلام في تعزيز ثقافة اللاعنف في الأوقات خارج حالة الطوارئ التي تعم العالم إثر انتشار فايروس كورونا، وذلك عبر البرنامج الإذاعي “اللاعنف منهج حياة” الذي تنفذه مؤسسة بال ثينك وFXB ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف”
وأضافت خضر أن الإعلام الفلسطيني متمرس بشكل جيد في العمل خلال الأزمات والنزاعات العسكرية ولكن في ظل أزمة انتشار فايروس كورونا اتشحت هذه الخبرة والممارسة بغلاف التوعية وبث الرسائل التنويرية من أجل وقاية المجتمع وأفراده من مخاطر الوباء، مشيرة إلى دوره الذي يعمل على دعم وإسناد الجهود التي تبذلها القطاعات المقدمة للرعاية الصحية في فلسطين.
وشددت على ضرورة نسج علاقات مبنية على الثقة بين الإعلام والمؤسسات الحكومية المخولة ببث أخبار انتشار وكافحة فايروس كوفيد-19، مثل وزارتي الصحة والداخلية، وضرورة إعطاء معلومات كاملة وواضحة، وتسهيل عملية الوصول للمعلومات بهدف ضحد الإشاعات والأخبار المغلوطة التي تبث الرعب والقلق في أفراد المجتمع عبر منصات التواصل الاجتماعي غير التابعة للمؤسسات الإعلامية، داعية الإعلاميين اتباع كافة المعايير المهنية والأخلاقية في أداء دورهم في نشر الحقيقة وعدم الإضرار بأي من المصابين بالفايروس.
وطالبت الإعلاميين إعطاء الأخبار حجمها الطبيعي دون تهويل أو تقزيم بهدف تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات الإعلامية المختلفة، وعدم السعي للسبق الصحفي، وتحري الوقت الأمثل لبث الأخبار بحيث لا تفزع المواطن خاصة أخبار زيادة أعداد المصابين والوفيات بالفايروس، موضحة أهمية العمل المشترك والتكاملي بين المؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني وكل الجهات العاملة في مكافحة انشار المرض من خلال تشكيل خلية أزمة، تعمل على تزويد كل المؤسسات الإعلامية بالمعلومات التفصيلية والتنسيق بينهم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وقالت أن دور المؤسسات المجتمعية يجب أن يتركز خلال حالة الطواؤئ في جلب التجارب الدولية في مكافحة الفايروس والاستفادة من قصص النجاح من أجل بث الأمل لدى أفراد المجتمع، وتذكير المجتمع بتعزيز القيم الإيجابية مثل الحوار والتسامح وتقبل الآخر ودعوة الأفراد لاستثمار هذا الوقت من أجل تطوير المهارات وصقل الخبرات وممارسة الهوايات المفيدة، والعمل على متابعة التعليم والتثقيف.
وأشارت إلى أهمية دور الإعلام في لفت انتباه الفئات المعنية لتحسين وتجويد مستوى الرعاية المقدمة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفايروس من كبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة، ورفع اهتمام أفراد المجتمع بهذه الفئات، منوهة أن الإعلام يجب أن يمارس دوره الرقابي على عمل كل المؤسسات المقدمة للخدمات المختلفة والضرورية للمجتمع في أوقات الأزمات وخارجها.