اختتمت مؤسسة مجموعة غزة للثقافة والتنمية بالشراكة مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة FXB France ، مبادرة “ملهمة” التي استمرت لمدة شهر، واستهدفت نحو 45 امرأة و60طفل يتيم، واشتملت على يوم تدريبي مكثف وجلستين تثقيفيتين في القانون والصحة النفسية للنساء، عروض مسرحية للأطفال بدمى الماريونيت عن التنمر، وذلك ضمن مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف” الذي يسعى لتمكين الفئات المهمشة ونشر فلسفة وثقافة اللاعنف.
وقال منسق المبادرة أحمد جوادة: “استهدفنا في المبادرة النساء المهمشات اللاتي يسكنّ في مناطق شرق مدينة غزة كحي الشجاعية وحي التفاح نظرا لحاجتهن الماسّة للثقيف القانوني والدعم النفسي. في البداية اخترنا أربع نساء شاركن في يوم تدريبي مكثف على الإلقاء وإدارة الجلسات، وتعرفن على مفهوم العنف وأشكاله، واللاعنف وسبل تطبيقه”.
وأضاف: “ثم بعد ذلك نظمّنا الجلستين التثقيفّتين لـ60سيدة، حيث أدارت النساء الأربعة هذه الجلسات، وكان التفاعل بينهن وبين المشاركات أكثر من رائع. وبهذا خلقنا استدامة للدعم النفسي والمعرفة القانونية بينهن”.
وفي هذا السياق، قال المحامي خالد الريس: “جئت اليوم لأُعرّف النساء المعُنّفات أن القانون يحميهن وأن العيادات القانونية تقدم الدعم القانوني مجانا لهن. وللأسف، كانت الخلفية القانونية للنساء المشاركات شبه منعدمة، لأنهن يعتمدن على العادات والتقاليد في حل مشاكلهن. ثم وجدت اهتماما منهن وبدأن يطرحن مشاكلهن ومشاكل نساء معنفات مقربات لهن”
وأضاف: “رفضت بعض النساء المشاركات في البداية الحديث علنا عن مشاكلهن، وعن تعرضهن للعنف،وجدتُ أن أكثر المشاركات تعرضن للعنف من أزواجهن أو إخوتهن خاصة في قضية الميراث والوصاية والحضانة على الأطفال”
وهنا تقول المشاركة أمل حمادة (30عام) : “تعرضت للعنف من عائلة زوجي في الأسبوع الأول من زاوجي. للأسف العادات والتقاليد بتجبر المرأة تسكت لما جوزها يظلمها أو يضربها”.
وأضافت: ” شخصياً، استفدت جدا من التدريب، وكانت أول مرة في حياتي أدير جلسة فيها هذا العدد من النساء، ثقتي بنفسي زادت، ناهيك أنه أصبح لدينا علما أن علينا أن نتحدث عن مشاكلنا وأن هناك مؤسسات وجمعيات نلجأ إليها لتساعدنا في أخذ حقوقنا. سأكون ناصحة لغيري من النساء المعنفات وسأخبرهم بضرورة اللجوء للعيادات القانونية”.
هذا ونُظمت عروض مسرحية بدمى الماريونيت ضمن المبادرةِ عن التنمر نظرا لانتشاره بين الأطفال، بدوره قال الطفل عبد الرحمن أبو ربيع (11عام، يتيم): “زلطة (اسم إحدى الشخصيات) كان يحبط أصحابه رغم إنو صوتهم كان حلو وموهبتهم حلوة، وهلقيت عمرهم ما هينجحوا لأنهم صاروا مُحبَطين. استفدت من العرض إنو الصاحب لازم يدعم صاحبو وما يحبطو. أنا هلقيت مستحيل أحبط حد حتى لو عن طريق المزح”.
أما مريم أبو ربيع (43عام) وهي أم الطفل عبد الرحمن فقالت: “العرض محفز ومهم جدا للأطفال ليكونوا أعضاء فعّالين في المجتمع وما يكونوا مُحبِطين. وهذه المبادرات ممتازة لأنها بترفع معنويات الأطفال وبتفرغ عنهم نفسيا لأنهم صاروا أيتام وهما صغار وفي منهم ما شاف أبوه”.
واتفقت الطفلة سهر المشهراوي (10أعوام، يتيمة) مع سابقها، إذا قالت: “استفدت إنو لازم نشجع الواحد على موهبته ونشجع الناس عشان يضلهم مستمرين، ومش ممكن أزَعّل أو أحبط حد”.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود “بال ثينك” المستمرة منذ عام 2007 في تمكين الفئات المهمشة وتعزيز ونشر فلسفة اللاعنف كأسلوب حياة خاصة في الأماكن المهمشة.