ضمن فعاليات صالون “ادوارد سعيد” بال ثينك ينظم حلقة نقاش بعنوان “الإسلام في أوروبا… تجربة هولندا”

 

نظم بال ثينك للدراسات الإستراتيجية ضمن فعاليات صالونه " إدوارد سعيد" الفكري , في مدينة غزة  يوم أمس الاحد جلسة نقاش بعنوان "الإسلام في أوروبا… تجربة هولندا" . وقد هدفت الجلسة إلى تسليط الضوء على مسألة تعايش و إندماج المسلمين في المجتمعات الغربية و خاصة هولندا والتي شهدت توترا شديدا في السنوات الاخيرة . إستضاف الصالون أ. عمر شعبان"  للحديث في هذا الموضوع و الذي بدأ بالتعريف بهولندا بالقول:  هولندا دولة صغيرة المساحة نسبيا , حوالي 41,500  كم , يسكنها حاليا 16  مليون نسمة أي أن الكثافة 400  فرد لكل كيلومتر مربع , لذا فهي تعتبر من أعلي الكثافات السكانية في أوروبا, نظام الحكم فيها ملكي دستوري والبرلمان هو السلطة التشريعية, من الناحية الاقتصادية , يبلغ الناتج المحلى حوالي 700 مليار دولار ونسبة البطالة اقل من 5%  وتعتمد على الصناعة الثقيلة الراقية, والغاز الطبيعي والسياحة المستلزمات الزراعية و الاجبان . يبلغ متوسط دخل  الفرد يبلغ 35,000دولار .
الاجانب في هولندا :
يعرف الدستور الهولندي الاجنبي على أنه " القادم من بلد آخر . يمثل الاجانب خمس السكان 20%  ,  ما ننسبته 9%  من  أصول إسلامية في حين أن 11% من أصول غير إسلامية معظمهم من المستعمرات الهولندية سابفا , أندونيسيا , سورينام . تعتبر هولندا ثاني دولة أوروبية من حيث عدد المسلمون فيها حيث تبلغ نسبتهم حوالي  6%  من إجمالي عدد السكان مقارنة بفرنسا 7%   , الدانمرك 5% , سويسرا4%  . كذلك تعتبر هولندا من أكثر الدول الجاذبة لطلبات اللجوء السياسي حيث تتلقى حوالي 15,000 طالب لجوء سياسي سنويا.
بعد تلك المقدمة لخص أ. شعبان وضع المسلمين و علاققتهم بالمجتمع الهولندي بالقول"  لقد شكلت هولندا طيلة العقدين الماضيين نموذجا على الصعيدين الأوربي والغربي في إحترام حقوق الأقليات الدينية والقومية وفى مقدمتها الأقلية المسلمة , حيث إستطاعت الجالية المسلمة في هولندا من تحقيق إنجازات مرموقة جدا في مجال السياسة , الاقتصاد و التعليم وذلك بفضل مناخ التسامح والتعايش المتوفر في البلاد فعلى سبيل المثال , يوجد ثمانية نواب من أصل مائة وخمسين في البرلمان الهولندي , كذلك يوجد أكثر من خمسين نائبا في المجالس المحلية للمدن الهولندية الكبرى ويترأس بلدية روتردام, ثاني أكبر مدينة هولندية السيد ابوطالب و هو من أصل مغربي . إضافة لأكثر من أربعين مدرسة ابتدائية إسلامية، ممولة من خزينة الدولة الهولندية، يتعلم فيها أكثر من ثلاثين ألف طالب مسلم. كذلك يوجد في هولندا أكثر من  450 مسجد ومصلى ومركز إسلامي و أكثر من 23  مآذنة . في حين تخصص الحكومة الهولندية أكثر من نصف مليار يورو سنويا على مشاريع للنهوض بأوضاع المسلمين التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية,
توتر العلاقة بين الجالية الاسلامية و اليمين المتطرف في هولندا:
يحاول اليمين المتطرف التأثير و التقليل من حجم المساهمة الايجابية للجالية الاسلامية في كافة مجالات الحياة ,بدأت بذور التوتر مع نشوء الجيل الثاني من المهاجرين حيث أن الجيل الأول كان مهتما بالبحث عن فرص عمل حيث لم تتمتع بمستو عال من التعليم و الثقافة ,في حين أن الجيل الثاني منهم والذي أصبح أكثر تعليما و وعيا فقد بدأ بالمطالبة بحقوقه المدنية و تمكن من المنافسة على الوظائف الراقية و استطاع الحصول على مراكز مرموقة في الدولة و القطاع الخاص , تفجرت الأزمة التي كانت تحت الرماد بين الجالية الاسلامية و اليمين المتطرف في نوفمبر 2004 عندما قام شاب مغربي بقتل المخرج السينمائي "ثيو فان خوخ" وهو المعروف بعدائه للإسلام و الذي قام بإنتاج فيلم يسيء للإسلام , حيث قام  اليمين المتطرف , ردا على هذا الحادث بحرق بعض المساجد والمدارس الإسلامية. تفجر الصراع مرة أخرى بعيد قيام النائب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز بإخراج فيلم " فتنة " . حيث يشبه الإسلام بالفاشية و القرآن  بكتاب هتلر " كفاحي " .
وأكد شعبان أن المجتمع الهولندي و الجالية المسلمة مازالوا يواجهون مشاكل عديدة في هذا المجال منها :-   تعريف  " الاندماج"  .. وهل هو غاية يسعى الجميع إلى تحقيقها أم هو عملية متواصلة لا تنتهي , كذلك كيفية قياس الاندماج و ما هي مظاهره و مؤشراته , و كيفية الموائمة بين الاندماج الكلي و المحافظة على الهوية الثقافية و الدينية . كذلك مشكلة التسمية حيث ما زال المجتمع الهولندي يطلق على الاجانب تسمية " المهاجرون "  والتي تشير في مضمونها على أنهم مازالوا "غرباء" . لذا يسعى الجميع للبحث عن مصطلح أكثر إيجابية مثل " الهولنديون الجدد .
من جانب أخر فإن التدخل الخارجي يلعب دورا سلبيا أحيانا في تأجيج الصراع الداخلي مما حدا بالجالية المسلمة في هولندا بالطلب من الشيخ يوسف القرضاوي بعدم التدخل في شؤونهم  عندما اثيرت الازمة الااخيرة طالبة منه و مؤكدة له أن الجالية المسلمة بمؤسساتها قادرة على التعامل مع اليمين في هولندا .
وقد حضر اللقاء نخبة من الإعلاميين والمثقفين والمفكرين وأيضا بحضور عدد من الهولنديين العاملين في مؤسسات دولية في قطاع غزة.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى