التوجه للأمم المتحدة هام للعمل الفلسطيني و هو متواصل منذ عقود، لكن يجب عدم رفع التوقعات و الاستعداد لردود الفعل الاسرائيلية !!
في ندوة حول استحقاق سبمتبر القادم، د. ناصر القدوة يؤكد من رام الله بالفيديو كونفرنس مع غزة:
التوجه للأمم المتحدة هام للعمل الفلسطيني و هو متواصل منذ عقود , لكن يجب عدم رفع التوقعات و الاستعداد لردود الفعل الاسرائيلية !!
غزة -2 أغسطس – نظم بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش الألمانية الندوة الثالثة لبرنامج “واجه الجمهور” بعنوان “استحقاق سبتمبر، الأسباب، التداعيات، و السيناريوهات المتوقعة”، وذلك إسهاما من المركز في إثراء نقاش بناء حول القضايا المركزية التي تهم المجتمع الفلسطيني. حيث استضافت الندوة الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الأسبق و مبعوث فلسطين السابق لدى الأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو كونفرنس من مدينة رام الله.
ورحب مؤسس و مدير بال ثينك عمر شعبان، بالدكتور ناصر القدوة و بالحضور الذين مثلوا نخبة ثقافية وإعلامية وأكاديمية وسياسية. وأشار شعبان، إلى أن الهدف من عقد هذه الندوة بشكل أساسي هو الوصول الى اجابات للعديد من التساؤلات التي تشغل الشارع الفلسطيني حول استحقاق سبتمبر المقبل، مشيراً الى ابرز التساؤلات التي تتمحور حول كيفية تبلور فكرة التوجه للأمم المتحدة و ماهية التداعيات و السيناريوهات المتوقعة.
من ناحيته، فقد أعرب الدكتور القدوة عن سعادته البالغة بالتحدث الى أهله في قطاع غزة. و في معرض رده على التساؤلات، فقد أكد الدكتور القدوة أن الدافع الأساسي وراء قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين هو تراجع احتمالية تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات و الموقف الاسرائيلي المتشدد تجاه قضايا الاستيطان والقضايا الأخرى.
و أكد الدكتور القدوة على أن النضال السياسي في الأمم المتحدة ليس جديداً و يجب أن يستمر، و أشار الى أن هناك العديد من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة و التي تثبت حالة الاحتلال و تشدد على أن التواجد العسكري الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس هو وجود احتلالي غير مشروع، و أن هذه القرارات تعبر عن رصيد لا بد من الاستفادة منه في المحافل الدولية و يجب عدم نسيانه و التجاوز عنه. و لفت الدكتور ناصر القدوة النظر أن المسألة لن تحسم في سبتمبر، لان الاجتماعات ستبدأ بالانعقاد في نهاية سبتمبر و ستمتد الى شهر أكتوبر. كما أشار الى العديد من الانجازات الدبلوماسية الفلسطينية، وعلى عمق الخبرة الفلسطينية في العمل الدبلوماسي و بشكل خاص في أروقة الأمم المتحدة، و أن هذه الخبرات يجب أن تتراكم و تستغل في عملية النضال الدبلوماسي، و أكد كذلك على أن الحضور الفلسطيني في الأمم المتحدة هو حضور تاريخي و متجذر، مذكراً بخطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1975 في الأمم المتحدة و الحضور الفلسطيني القوي الشبيه بحضور الدول العظمى. وأشار الدكتور القدوة الى أنه تم في الماضي العديد من المحاولات من قبل بعض الاطراف الدولية لوقف العمل الفلسطيني في الامم المتحدة، الا ان الطرف الفلسطيني رفض لأن السلام لم يحل بعد، وبالتالي لم يكن هناك أي مجال لتوقف العمل في اطار الامم المتحدة.
و لفت النظر كذلك الى وجوب عدم رفع التوقعات و الاستعداد لسيناريوهات متعددة، و أكد على أن النضال الدبلوماسي هو نضال متجذر و يجب أن يستمر، و لكن في نفس الوقت، لا بد لهذا النضال أن يكون ضمن منظومة وطنية كاملة تعمل بشكل متكامل و ليس على حساب بعضها البعض. حيث قدم الدكتور القدوة العديد من التوصيات منها ضرورة الموازنة بين الجهد على المستويين الدولي و المحلي، ضرورة وجود ترتيبات ملائمة في البيت الفلسطيني بالتزامن مع هذا التوجه، وأبرزها توحيد النظام السياسي، و العمل الجدي لانجاز الوحدة الوطنية، و تحقيق مصالحة تساوي استعادة وحدة الوطن بشكل حقيقي، واستعادة وحدة الجهاز البيروقراطي للسلطة، و دخول جميع مكونات الحقل السياسي الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية. شدد الدكتور القدوة على أن التحول من سلطة الى دولة له حيثيات واعتبارات أهمها مستوى العلاقة القانونية بكل العوامل و اللاعبين المحيطين بالدولة الوليدة، و أبرزها العلاقة مع اسرائيل، كما اشار الى ضرورة التفكير في مجموعة من الاجراءات الداخلية على المستوى الفلسطيني في حال الحصول على العضوية، حيث ستتحول السلطة الى حكومة دولة فلسطين، وحينئذ سيكون هناك العديد من الاسئلة التي لا بد من طرحها وأهمها تلك المتعلقة بالوضع القانوني للدولة الجديدة، و وضع اتفاقية أوسلو، و ماهية العلاقة بين حكومة فلسطين و إسرائيل، و وضع المستوطنين والعديد من القضايا الأخرى. و أكد الدكتور القدوة على أنه لا بد من التمعن و التفكير ملياً في الاستحقاقات و العلاقات الجديدة مع كافة الاطراف و العناصر المحيطة، وضرورة العمل الجاد لتحقيق انجاز يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وقضيته، مشدداً على أهمية النضال الدبلوماسي و العمل الجاد على صعيد المحافل الدولية. كما أكد على ضرورة الاستعداد للسيناريوهات الاسرائيلية و ما قد يترتب على الخطوة الفلسطينية من مواقف و خطوات اسرائيلية على الأرض.