ندوة حول تعزيز الجهود الشعبية والدولية تجاه مخاطر السلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط ومشكلات الحد من انتشاره.
الاثنين 12 نوفمبر 2012- غزة- ضمن انشطة مركز بال تنك للدراسات الاستراتيجية والتي تهدف الى تعزيز التفكيرالعميق والنقاش البناء تجاه القضايا التي تهم الوضع الفلسطيني. عقد المركز ندوة حول امكانية اخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووي, والذي عقد بفندق القدس الدولي بغزة بحضور العديد من الشخصيات البارزة والاكاديميين ومختصين, الى جانب مشاركة اعضاء من جمعية الامم المتحدة الاسكتلندية UNA-ادنبرة من خلال تقنية الفيديو كونفرنس, حيث اشار ممثل عن جمعية الامم المتحدة الاسكتلندية جالري دوون في مستهل كلمته الى ان أي انفجار لقنبلة نووية واشعاعية واحدة ستطال بشكل واسع معظم دول الشرق الاوسط, ولقد تطرقت للعديد من الدول كالولايات المتحدة الامريكية والتي تحتفظ بهذه الاسلحة من خلال الاساطيل المتواجدة بمنطقة الشرق الاوسط , وذكرت ان حلف النيتو يخزن عدد من تلك الاسلحة في جنوب تركيا, بالاضافة الى القلق الشديد من جهود ايران الحالية لانتاج قنابل نووية. من ناحية اخرى شدد على ضرورة الضغط على مؤتمر هلسنكي وتحريك عملية بناء الثقة في عدة مسارات, وتشكيل مجموعة اقليمية تقنية وعلمية تضم خبراء مهمتها التحقق والمتابعة ومناقشة القضايا التقنية لمواجهة التحديات لتجنب الوقوع في الشرك السياسي. والتأكيد على دور المجتمع المدني كما الحكومات والافراد كالشباب والمرأة للقيام بنهضات لممارسة الضغط للحد من مخاطر السلاح النووي خصوصا في الشرق الاوسط.
من جانبه طرح الاستاذ اياد ابو جبر الباحث في العلوم السياسية ورقة عمل تتضمن محاور الندوة, حيث جاء على ذكر تاريخ الحقبة النووية عندما ضربت الولايات المتحدة الامريكية المدينة اليابانية “هيروشيما وناجازاكي” بالقنبلة النووية, ومرورا بتأسيس النظام الدولي ثنائي القطبية واندلاع الحرب الباردة وتصاعد خيار انتاج وانتشار تلك الاسلحة حول العالم. في ذات السياق, خصوصا مع تنامي قدرة الترسانة النووية الاسرائيلية والتي تعتبر اكبر تهديد للمنطقة في ظل غطرستها وتفردها في المسألة النووية لاشباع مصالحها القومية. واشار الى ان هناك العديد من المحاولات الاقليمية والدولية لانشاء مناطق خالية من الاسلحة النووية, حيث لعبت الامم المتحدة دورا هاما في هذا الاتجاه بطرحها 25مشروعا تقريبا, الا انه لم يتم اقامة سوى 4 مناطق نتيجة العقبات التي تواجه الاطر الدولية الخاصة بالتعامل مع تلك المشكلات وخاصة منطقة الشرق الاوسط والتي تحول دون جعلها منطقة خالية من الاسلحة النووية NWFZ . اوضح الباحث ان اشكاليات الشرق الاوسط تكمن في النطاق الجغرافي كونها منطقة غير محددة المعالم بالاضافة للتعقيدات الاستراتيجية التي حالت دون التوافق الحقيقي بين الدول الرئيسية, وجمود الموقف الاسرائيلي المستحيل والمستند الى تأجيل اقامة منطقة خالية من السلاح النووي, بالاضافة الى الصراعات الاقليمية السياسية والعسكرية القائمة وانعكساتها واهمها الصراع العربي الاسرائيلي واشكالية السباق النووي الاسرائيلي الايراني الذي يقوم على احتكار اسرائيل لترسانة نووية ضخمة, في المقابل سعي ايران لتطوير برنامجها النووي كونه يتسم بالطابع السياسي اكثر منه فني تقني. اخيرا اعتبر الباحث ان مستقبل الشرق الاوسط كمنطقة خالية من الاسلحة النووية يمر عبر انتشار تلك الاسلحة لخلق توازن في القوى, ويعتقد انه ليس هناك امكانية لاقامة منطقة خالية من السلاح النووي في المنطقة على المدى القريب, بل يمكن ذلك على المدى البعيد من خلال بروز قوة نووية جديد عربية كانت او اسلامية.
قدم الدكتور عدنان ابو عامر استاذ العلوم الساسية تصورا شاملا عن السيناريوهات المطروحة للقضية النووية في الشرق الاوسط في ظل التغيرات السياسية الحاصلة, واضاف ان الولايات المتحدة الامريكية تتعايش مع انظمة نووية لدول اسلامية وليس لديهم اشكال حقيقي مع ايران, وان خيارات الحرب ستكون مكلفة وستفوق نتائجها حدود العقل. وعلى وقع ما افرزته الانتخابات الامريكية من فوز لاوباما برئاسة ثانية, شكك ابو عامر في توجه ادارة اوباما الجديدة تجاه خيار الحرب التي وصفها ان اندلعت بالشاملة والمدمرة, في حين يرى الجانب الايراني من ناحية مذهبية وقومية ان الحرب الخارجية لم تطرح في اجندتهم, وان الاسرائيليون يعتقدون ان المساس بايران قد يحفز حلفائها في المنطقة مثل سوريا وحزب الله لتلبية دعوة ايه الله في الخوض في هذه المغامرة, وتطرق ابو عامر لسيناريوهات اخرى كاقدام ايران على افتعال مناوشات مع القوات الامريكية المتواجدة في الخليج العربي ومضيق هرمز على وجه الخصوص. وفي نهاية حديثه بين ابو عامر ان السيناريو الاخير ستمثل بالاكتفاء بالحروب الصامتة دون استخدام أي طلقة واحدة من خلال الحرب الالكترونية والتكنولوجية لانها على المدى البعيد تكلف ايران كثيرا, الى جانب تفعيل سلاح الاغتيالات لان طهران لم تعد محصنة, وتشديد الحصار الاقتصادي واثارة القلقلة في الوضع الداخلي الايراني على شاكلة الربيع العربي وتوسيع الفجوة بين مؤسسة المرشد والرئاسة.