بال ثينك تسهم في رفع الحصار عن غزة

 

بقلم د. ناصر إسماعيل اليافاوي  

بني الإنسان في تفكيره وسلوكه على حالة الاكتساب من الآخر من جهة، وعلى موروث من سمات وخصال ، ورثها من خصائص ثقافته المستمدة من الأمة التي ينتمي إليها ..

بمعنى أن ثمة نزعة تسكن الإنسان، وتحرك تطلعاته تتعلق بحبه لكسب المعرفة من خلال الاحتكاك بالآخر ولا يقتصر الأمر على المعرفة النظرية بل تتعداها إلى المعرفة العملية أيضا.

هذه الرؤى بموضوعية لامسناها إبان الاحتكاك بمؤسسة بال ثنك الرائدة فى قطاع غزة والمتميزة بثلة من إدارة موضوعية حكيمة متمثلة بالمفكر والخبير الاستراتيجي الاقتصادي عمر شعبان ، ونخبة من مفكري ورواد بال ثنك ، عالمية الامتداد محلية المنشأ ..

بال ثنك التي تتمتع بدرجة عالية من المعرفة ونوعها ، المتوقف على المحيط المعرفي الذي يحتوي أنشطة الإنسان ، فأدركنا كلما كان المحيط متميزا بثقافة إنسانية متحضرة كلما كان الإنسان الذي ينشط في هذا المحيط ، أقرب في ثقافته إلى هذا الطراز من التفكير والسلوك أيضا، ، وينطبق هذا القول على تلك الممارسات التي ينتهجها رائد البال ثنك ، بصرخاته الرامية إلى كسر جدار الصمت المحيط بقطاع غزة المقطوع عن العالم ، فبالأمس حاور السفير المصري ، والقي في ذاكرته قضايا نوعية تخص غزة ومعاناتها ومستقبل علاقتها مع دول الجوار ..

واليوم كانت الصرخة الأكثر عمقا ، وربما الصوت الأكثر سرعة من سرعة الضوء ، حين كان اللقاء النوعي مع القنصل الأمريكي في القدس ، وجلسة الحوار الهادفة والصريح ، مع ثلة من نخب قطاع غزة الاكاديمية والسياسية والثقافية والاقتصادية ، لتخلق أول احتكاك مباشر ،وأول تبادل حواري حصاري واقعي بين رواد غزة والإدارة الأمريكية ، منذ الإعلان رسميا عن حصار غزة ، لتعلن مؤسسة بال ثنك ، وبصوت غير شعاراتي مسموع ، أنها أسهمت ولو جزئيا في كسر الجمود والحصار عن غزة ، ويصرخ (عمر شعبان) بفكره أننا نفكر هنا في غزة ، (اذا نحن موجودون )

أدركت بال ثنك بحواراتها أن المحيط المعرفي هو الذي يصقل شخصية الإنسان، وعلى هذا الأساس تم تحديد أنماط السلوك والأفكار لهذا المجتمع الغزى المتعطش للحرية والتواصل والمعرفة ، وهنا ينضج بجلاء كبير دور الثقافة الإنسانية المعاصرة الممنهجة في بال ثنك في بناء المجتمع الفلسطيني ، لإدراكها أن الثقافة هي النبع المعنوي الذي يسهم إلى حد كبير في بناء شخصية الفرد والمجتمع الفلسطينى

أدركنا بعد لقاءات العصف الفكري التي خضناها ككتاب ومثقفين من خلال ملامستنا المتنوعة وحوا رتنا لكافة الوان الطيف والفكر أن(إنّ مسألة الثقافة من أهمّ المسائل في كلّ حضارة. أيضا أنّ الثقافة هي التي توجّه

الاقتصاد والسياسة ، ومن يمتلكها لا يخسر ولا ينحسر )

،وبات مدركا من خلال تلك المؤسسة الفلسطينية الرائدة لمن أراد خوض الميدان الثقافي الهادف إلى التغيير أن يكون متسلّحاً بسلاح الفكر والثقافة. ومن هنا كان العمل الحواري الحضاري الثقافي الذي انتهلناه منها من أهمّ الأعمال وأصبح بمثابة البناء التحتيّ لغيره من الأعمال)، رسالة بال ثنك وصلت ولامست عقولنا ، وأصبح عين الحق ، وحطمت أصنام الجلمود المتجلدة ، ولازلنا ننتظر المزيد ..

د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى