خلال ورشة عمل نظمها بال ثينك للدراسات الاستراتيجية: التأكيد على إيجاد التشريعات وبرامج بناء القدرات لتفعيل الأنشطة التطوعية
غزة, 30/6/2013 – نظم الملتقى الشبابي للتسامح في بال ثينك للدراسات الإستراتيجية ورشة عمل بعنوان “دور الشباب في تعزيز العمل التطوعي”, وذلك بمشاركة مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الشبابية والأهلية, في جو ساده النقاش البناء وتبادل وجهات النظر بموضوعية وبحس يعكس مدى الحرص على الشباب والتأكيد على أهمية دورهم في كافة أشكال الحياة الإجتماعية والمؤسساتية، حيث حضر اللقاء العديد من النشطاء الشبابيين وممثلي المجتمع المدني والأكاديميين, إضافة إلى طلاب جامعات وإعلاميين.
في بداية الورشة استعرض السيد عزام شعث الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في ورقته “المؤسسات وآليات النهوض بالعمل الطوعي” العمل التطوعي وأثره على المجتمع وكيفية النهوض به, منوهاً بأن العمل التطوعي في تراجع نظراً لعوامل عديدة, وهو تراجع بدأ مع قدوم السلطة الوطنية وانخراط الشباب في أجهزتها.
وأضاف قائلاً “الشباب قوة دفع يمكن الارتكان اليهم والاستفادة من طاقاتهم في المؤسسات بفرعيها الخاص والعام”, مشيراً بذلك إلى أهمية دور الشباب في المجتمع وإلى ضرورة استثمار طاقاتهم وتوجيهها بما يخدم هذا المجتمع.
وفي ختام مداخلته تحدث عن دوافع التطوع وعن كونها تختلف من شخص لآخر, فمنها الوطنية ومنها الإجتماعية وكذلك الدينية, مأكداً بأن تلك الدوافع أختلفت حالياً لتأخذ منحى نفعياً مصلحياً في أغلبها.
فيما تحدثت السيدة سماح كساب من الإتحاد العام للمراكز الثقافية في ورقتها ” واقع العمل الطوعي “استعراض اسباب تراجعه”” عن بعض المعيقات التي تحول دون انخراط الشباب في العمل التطوعي أو تقلل من قيمته بالنسبة لهم, محملة بذلك بعض المسؤولية لبعض المؤسسات التي اتهمتها بممارسة البذخ مع موظفيها بينما لا تعير المتطوع أدنى اهتمام, بل وتستغل طاقاته دون أدنى مردود مادي أو معنوي, مما يزيد من شعوره بالظلم.
كما وأشارت كساب إلى عدم وجود قانون ينظم العمل التطوعي سواءاً ضمن الأنظمة الداخلية للمؤسسات أو ضمن القانون الأساسي الفلسطيني, مما يجعل المتطوع أكثر عرضة للإستغلال, هذا بالإضافة إلى عدم وجود برامج بناء قدرات للمتطوعين في أغلب المؤسسات.
واستعرض السيد شامخ بدرة منسق شبيبة حزب الشعب الفلسطيني ورقته بعنوان “دور الشباب في تعزيز العمل الطوعي” ليستعرض تاريخ العمل التطوعي الفلسطيني, وخاصة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي, مشيراً إلى دور العمل التطوع في النضال الوطني الفلسطيني, كما ونوه إلى أن هناك العديد من المؤسسات الوطنية بدأت كأعمال تطوعية.
وعاد وأكد على أن المناهج التعليمية لا تتطرق لهذه التجارب ولا تساهم في تعزيز العمل التطوعي, اضافة إلى أن ثقافة المجتمع تقلل من قيمة العمل التطوعي وتميل إلى الأعمال التي تحقق الكسب المادي.
من جانبه تناول السيد أمجد شراب المستشار القانوني في وزارة الشباب والرياضة في حديثه موضوع “مشروع قانون تنظيم العمل التطوعي” والذي يشمل شروط التطوع ويعرف المتطوع وحقوقه بشكل واضح وشامل, مشيراً بأن المشروع في طريقه إلى الإقرار.
بعدها فتح باب المناقشة للحضور, حيث قدم البعض مداخلات أشادت بدور الملتقى الشبابي للتسامح وبال ثينك ودوره في تناول قضايا تعتبر من الأهم بالنسبة لجمهور الشباب. وأضاف بعضهم بأن ما قلل من قيمة العمل التطوعي هو الحالة الإقتصادية السيئة التي يعيشها القطاع وأعباء الحياة وقسوتها في بعض الأحيان.
وختاماً إتفق الجميع على ضرورة مواصلة العمل الجاد والدؤوب لتعزيز ثقافة التطوع, منوهين إلى ضرورة الإستمرار في عقد مثل هذه الفعاليات, وضرورة انتظام الشباب في مجموعات منظمة لترفع مطالبهم وتحمل همومهم للمسؤولين من كافة الجهات والمؤسسات.