ورشة عمل بعنوان: الشباب الفلسطيني ما بين التطرف و الإعتدال
غزة، إستمرارا لفلسفة عمل بال ثينك للدراسات الاستراتيجة المتمثلة في تعزيز الحوار و التفاكر الهادف إلى نشر الوعي حول القضايا التي تهم الشأن الفلسطيني حاضرا و مستقبلا، فقد نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ورشة عمل بعنوان”الشباب الفلسطيني ما بين التطرف والإعتدال” بالتعاون مع نقابة المحامين ومركز دراسات التنمية- بيرزيت، بمشاركة عدد من ممثلين منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والأكاديمين والمهتمين ونشطاء شباب، بهدف تسليط الضوء على واقع الشباب الفلسطيني في الوقت الراهن بما يتعلق بمفهوم التطرف والإعتدال، وتعزيز فكرة الوسطية والمشاركة في جميع اوجه الحياة المجتمعية.
أدارت الورشة أ.ذكرى عجور منسقة المشروع في بال ثينك ورحبت بالمشاركين والمتحدثين، وبينت أن الورشة هي أحد أنشطة مشروع “نحو تعزيز السياسات العامة للحكم الرشيد واحترام حقوق المرأة وقيم التسامح في قطاع غزة” الممول من الحكومة السويسرية، وإفتتحت الورشة أ.ريهام الوحيدي عضو مجلس إدارة بال ثينك مؤكدة على المبادئ العامة لبال ثينك القاضية بتعزيز وترسيخ الاهتمام بالعمل البحثي وتشكيل شبكات جديدة من الخبرات والكفاءات فى مجالات البحث المتعددة، والتشبيك مع المراكز والجامعات البحثية الدولية لتوسيع منظور البحث للقضايا.
بدوره رحب أ.سلامة بسيسو نائب نقيب المحامين بالضيوف والمتحدثين ونوه ان الشباب الفلسطيني يواجه صعوبات كبيرة اهمها الفقر والبطالة والحصار الإسرائيلي والانقسام السياسي وانفصال الضفة الغربية عن غزة، الامر الذي يسهل توجه الشباب للتطرف وتعاطي المخدرات و للعنف الأسري والمجتمعي،واكد على ضرورة التواصل الجدي مع الشباب على جميع المستويات لمعرفة ما يدور بخلدهم لتفادي مخاطر عواقب العزلة و التعصب الفكري في المجتمع.
و تضمنت الورشة ثلاث محاور أساسية ، حيث تحدث المحامي أمجد شراب في المحور الاول الذي يحمل عنوان “الحقوق الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية للشباب الفلسطيني” ، فيما تطرقت أ.إصلاح حسنية عضو نقابة المحامين الفلسطينين لمحور هام بعنوان”الشباب الفلسطيني والتطرف بجميع أنواعه.. أسباب و حلول”، أما المحور الأخير في الورشة فقد تحدث فيه أ.غسان أبو حطب منسق مركز دراسات التنمية-بيزيت عن” المشاركة السياسية للشباب في المجتمع الفلسطيني”.
خلصت الورشة على جملة من التوصيات البناءة تمثلت في ضرورة أن تؤسس المنظمات الشبابية الفلسطينية لمرحلة جديدة من العمل الشبابي في فلسطين القائم على المهنية والاحترافية استناداً إلى الحاجات والأولويات الشبابية حيث تتضمن أنشطتها وبرامجها تحقيقاً لمبدأ التكاملية في العمل وتعزيزاً لمبدأ الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية، فضلاً عن ضرورة إعادة النظر في كيفية تفعيل طاقات الشباب وإعادة جذبها إلى الأحزاب والعمل العام وتفعيل دور المؤسسات الأهلية من خلال إعادة صياغة أولوياتها وبرامجها انسجاماً مع الأجندة الوطنية بما يحقق التكامل في العمل بينها وبين المؤسسات الرسمية، وتوفير البيئة الحاضنة لمشاركة الشباب بما يشمل النظر لمختلف المتغيرات كالثقافة السياسية والمتغيرات الاجتماعية كالتعليم والمهنة والجنس والسن والدخل، اضافة لضرورة تقوية اسس و مبادئ العملية التربوية و تعزيز ثقافة تقبل الاخر و عدم التعصب و احترام الآراء المختلفة في المناهج التعليمية في المراحل التعليمية الاساسية، كما أكد الحضور على ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بشكل فوري لانه من ابرز العوامل الداعمة للتطرف خاصة بين فئة الشباب، كما اكدوا على وجوب أن تبقى الاسرة في مجال الوسطية و تبتعد عن مظاهر العنف الأسري كونها الحاضن الأساسي للشباب ومنبع التربية، و ضرورة انهاء الحصار الإسرائيلي و فتح المعابر ، و تحسين الظروف المعيشية للمواطننين الفلسطينين.