ورشة عمل بعنوان الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على القضية الفلسطينية

IMG_2352

استمرار لفلسفة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية كمؤسسة تفاكر فلسطينية مستقلة تعنى بالشأن الفلسطيني داخليا وخارجيا بشكل مهني مستقل دون أيدولوجية مسبقة ونظرا لأهمية موضوع الانتخابات البرلمانية داخل إسرائيل وما يصحبها من تغييرات وانعكاسات تؤثر على القضية الفلسطينية خاصة في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. عقدت مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ندوة بعنوان “الانتخابات الإسرائيلية القادمة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية” وذلك في إطار التعاون المشترك بين بال ثينك ومؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمحللين السياسيين وخبراء في الشأن الإسرائيلي واكاديميين من قطاع غزة، ومن الداخل المحتل عبر سكايب. وافتتح الندوة السيد عمر شعبان مدير مؤسسة بال ثينك، مرحباً بالحضور ومنوهاً الى أهمية موضوع الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في السابع عشر من مارس الحالي. وبدوره رحب الدكتور أسامة عنتر مدير برامج قطاع غزة في مؤسسة فريدريش ايبرت بالحضور والمتحدثين، مؤكداً على عدة نقاط اهمها انعكاسات الانتخابات الإسرائيلية على الوضع الفلسطيني الراهن ومرحلة ما بعد الانتخابات, ووجود سيناريوهات كثيرة مطروحة تتعلق بالانتخابات وبالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعلى ضرورة أن تبدأ فلسطين بصنع سياسة فلسطينية خالصة تستطيع مواجهة التحديات المستقبلية. حيث ارتكزت النقاشات داخل الندوة على ثلاث محاور رئيسية:
• قضية عرب الداخل وتمثيلهم داخل البرلمان الإسرائيلي الكنيسيت حيث تحدثت أ. عايدة توما، عضو الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في مداخلتها عبر سكايب على أنهم كعرب الداخل استطاعوا أن يوحدوا أربع أحزاب سياسية على خوض الانتخابات الإسرائيلية كقائمة واحدة موحدة تلقي بثقلها في انتخابات الكنيست، وهذه الأحزاب هي الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، الحركة الاسلامية، التجمع الوطني الديموقراطي والحركة العربية للتغيير. كما تحدثت الأستاذة توما عن القوانين العنصرية التي تم سنها من قبل الكنيست وهي ارتفاع نسبة الحسم لدخول البرلمان وهذا شكل خطرا على التمثيل العربي في الكنيست مما يهدد مصالح فلسطينيي الداخل، كما أشارت الى الصعوبات والتحديات التي واكبت تشكيل القائمة الموحدة، مثل اختلاف أيدولوجيات الحركات، ولكن بعد خوض النقاشات تم التوصل للتوحد تحت قائمة واحدة لصد الهجمة الفاشية العنصرية داخل إسرائيل لإخراج فلسطينيي الداخل من اللعبة السياسية الاسرائيلية، كما تحدثت عن البرنامج السياسي الذي تقوم عليه هذه القائمة والذي من أهمه التوصل لاتفاق سياسي لحل القضايا العالقة مع الفلسطينيين، من ضمنها قضية اللاجئين واستقلال دولة فلسطين ودحر الاحتلال. واختمت قائلة “نأمل أن نزف لكم بشرى في 18 مارس بازدياد قوتنا” وفي هذا الخصوص أيضا أضاف الدكتور أسعد غانم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا أنهم كفلسطينيي الداخل لا زال لديهم أمل في هذه الانتخابات وذلك من منطلق أهمية قانون القومية الذي يتعلق بكينونة فلسطينيي الداخل .وأثنى على رفع نسبة الحسم لتمثيل فلسطينيي الداخل في البرلمان الإسرائيلي معللا ذلك بأنه وحد الأحزاب السياسية المنقسمة في الداخل الفلسطيني منذ 20 عاما موحدة بذلك صوتها وأهدافها.
• الخارطة الانتخابية الإسرائيلية المقبلة حيث تحدث الدكتور أسعد في مداخلته عبر سكايب حول الخارطة الانتخابية داخل اسرائيل ،موضحا التغيرات غير المتوقعة التي يمكن أن تتسم بها الانتخابات الإسرائيلية والتي يمكن أن تغير المعادلة بأكملها وأضاف أن هناك يمين اسرائيلي جديد داخل إسرائيل له علاقة بصعود اليمين في اوروبا والذي يتمحور حول السياسة الفاشية في التعامل مع الأقلية كغرباء حيث أنه ينجح بشكل متتالي منذ عام 2001 مضيفا أنه منذ عام 1992 لم ينجح نفس رئيس الوزراء في اسرائيل ولكن بنيامين نتنياهونجح أكثر من مرة وهذا يجب أن يؤخذ في الحسبان من قبل الفلسطينيين, حيث أضاف مفسرا أن صعود اليمين الاسرائيلي يرجع الى سبب رئيسي وهوالتغيير الديموغرافي داخل إسرائيل؛ حيث أن المجموعات اليمينية التي تصوت زادت نظرا لصعود نسبة المتدينين والشرقيين والمهاجرين والمستوطنين موضحا أن هذا الوضع في إسرائيل من الصعب أن يتم التنبؤ بتغييره حيث يعتبر من أحد مفسرات صعود حزب اليمين. منوها الى أنه على ما يبدوأن بنيامين نتنياهوهوالمرشح الأقوى للحكومة وإن لم يكن فهوأكثر من يمتلك إمكانيات تشكيل حكومة. حيث أضاف قائلا أن أجندة الصراع غير مركزية وغير منتهية. ومن جهة أخرى نوه إلى أن قوة باراك أوباما تتراجع أمام نتنياهوحيث أنه واهم من يعتقد أن أوباما سيصدر الأوامر لنتنياهوللانسحاب من القدس والضفة، بل أن هناك لوبي صهيوني ضاغط في أمريكا هوالذي يصدر الأوامر للحكومة الأمريكية. مختتما كلمته بأن حل الصراع الفلسطيني وعلاقة الفلسطينيين ببعضهم منوط بالتغييرات الداخلية في إسرائيل من خلال بناء مجتمع موحد داخل اسرائيل حيث أنه إذا نجح فلسطينيي الداخل بخلق التغيير المطلوب داخل المجتمع الإسرائيلي قد يساهم ذلك في تغيير المعادلة الفلسطينية الإسرائيلية.
• التغيير الديموغرافي داخل إسرائيل وتأثيره على الخارطة الانتخابية حيث قال الكاتب والمحلل السياسي أ. أكرم عطا لله من غزة، أن الكنيست الإسرائيلي لطالما اجتهد في تطوير القوانين التي تنبذ العرب وتحد من مشاركتهم السياسية وللتأكيد على أن العرب الفلسطينيين يشكلون خطرا على إسرائيل. ونوه أيضا أن الفلسطيني وقضيته دائما يستدعى كمادة إعلانية للدعاية الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية، مشيرا الى أنه هناك فرق بين الوزن الانتخابي والوزن الديموغرافي داخل إسرائيل حيث أوضح أن القائمة العربية المشتركة تشكل 20.7% من الديموغرافيا في إسرائيل، ولكن الكتلة التصويتية تصل لـ 15% بينما يشكل اليهود 85% من الوزن الانتخابي، متوقعاً أن تتشكل الحكومة الجديدة من اليمين أوالتحالف مع الوسط اليميني. وفي الختام أثيرت بعض المداخلات والنقاشات حول انعكاسات الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وتكهنات ما إذا كانت ستكون ذات مردود إيجابي أوسلبي على القضية الفلسطينية بأركانها المختلفة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى