ورشة عمل بعنوان “الاتفاق النووي بين إيران والغرب… السياق والنتائج”
نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية جلسة خاصة بعنوان “الاتفاق النووي بين إيران والغرب… السياق والنتائج”، بالشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية حيث استضافت عبر تقنية السكايب من واشنطن الدكتور ناصر هاديان استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، وذلك بحضور نخبة من السياسيين، ورجال الأعمال، والباحثين، والشباب المهتمين. وقد أدار الجلسة عمر شعبان مدير بال ثينك للدراسات الاستراتيجية حيث تمحور النقاش في الندوة حول ثلاث قضايا رئيسية: هدف الاتفاقية النووية الإيرانية وطبيعتها، إيران وعلاقتها بدول الخليج العربي، والسياسة الخارجية الايرانية تجاه القضية الفلسطينية.
هدف الاتفاقية النووية الإيرانية وطبيعتها
فيما يتعلق بالاتفاقية النووية الإيرانية وطبيعتها اشار د. هاديان الى إن الاتفاقية مهمة لجميع الأطراف وذلك لأنها ستعمل على منع العديد من الحروب في المنطقة، ونوه الى ان ايران عملت على هذا المشروع من اجل انتاج الطاقة لأغراض سلمية، والى ان إيران تبحث عن السعة القانونية لهكذا برنامج، واشار الى ان البرامج النووية تنقسم الي قسمين: برامج ذات سعة قانونية – يتم فيها انتاج الطاقة النووية لاغراض سلمية، وبرامج ذات السعة غير القانونية –يتم فيها الاستفادة من الطاقة النووية لاغراض عسكرية.
وتحدث د. ناصر عن فائدة هذه الاتفاقية انها تخدم أهدافا دبلوماسية وسياسية سلمية واكد على ضرورة ان يطمئن الغرب لهذه الاتفاقية، لوجود العديد من القيود وبرامج المراقبة على البرنامج النووي الايرانى والتي بدورها اثارت غضب العديد من الإيرانيين واعتبروا ان هذه الاتفاقية انتهاكاً صارخاً للثورة وتخلياً عنها. على الرغم من أن المجتمع الإيراني مجتمع يُصنف على انه متدين، الا أن الحكومة الإيرانية اضافت عليه صفات التعددية والعلمانية، وهذا يطيح بكل الفرضيات المزعومة التي تقول بان هناك احتمالية لانتشار مجموعات مثل داعش في إيران في حال لم تنجح الاتفاقية.
إيران وعلاقتها بدول الخليج العربي
تحدث د. ناصر هاديان عن العلاقة بين إيران ودول الخليج واشار الى انها علاقة طيبة يتخللها بعض التوترات ولكنها اقل بكثير مما يتخيله الناس والصحافة، فما يحدث بين العرب وإيران هو مجرد تضخيم اعلامي كبير قام به المتحالفون ضد العرب وإيران من اجل خلق العداوة بينهم. وبالنسبة للازمة اليمنية، ترفض الحكومة الإيرانية التدخل فيها لأنها تدرك تماما مدى تعقيد وخطورة الموقف هناك، بالإضافة الى أن إيران لا تملك المصادر الكافية لتبدأ حرب في بلد مجاورة، كما وأن ازمة اليمن هي دليل ملموس على فشل السياسية السعودية أكثر من كونها نجاح للسياسة الإيرانية.
السياسة الخارجية الايرانية تجاه القضية الفلسطينية
اكد د. هاديان على ان التأييد للقضية الفلسطينية في إيران لا يقتصر على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فالإصلاحيون في إيران يدعمون حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وإيران لاتزال موالية وداعمة للقضية الفلسطينية سواء لفتح او لحماس، ولكن الأغلبية العظمى في إيران تؤيد حماس، وبلا أدنى شك هذه الاتفاقية ستساعد في تحسين الأوضاع في فلسطين من ناحية محلية ودولية، ومن هنا يمكن القول بان سياسية الشؤون الخارجية الإيرانية لا تعتمد على المرجعية العقائدية بقدر ما تستند للمصالح السياسية والاقتصادية.