ورشة عمل “صعود الاحزاب اليمينية في أوربا وتأثيرها على الشرق الأوسط”

نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية ورشة عمل تحت عنوان: صعود الاحزاب اليمينية في أور,با وتأثيرها  على الشرق الأوسط، بمدينة غزة، والتي استضافت د. فيرنر بوشرا مدير مؤسسة فريدريش إبيرت الألمانية في اسرائيل، وبحضور مديرة المؤسسة في القدس د. بيهان شينتورك وممثلها في غزة د. أسامة عنتر وادار النقاش مدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية عمر شعبان، الذي قدم ترجمة لأهم ما قال الضيف.

حيث قال د. فيرنر بوشرا إن “الأحزاب اليمينية تواصل صعودها في أوروبا جراء مخاوف من التراجع الاقتصادي بعد موجات الهجرة الكبيرة وعدم تكافؤ القدرات بين دول الاتحاد الأوروبي.”

وأوضح بوشرا أن مواقف الأحزاب اليمينية الأوروبية متذبذبة حيال اسرائيل التي تغازلها من أجل الوصول الى أصوات الناخبين، وتعتبرها نموذج ديمقراطي للتعامل مع العرب والمسلمين، لكنها تتفق جميعا على عداءها للإسلام والمسلمين.

وفرق بوشرا بين نوعين من أحزاب اليمين في أوروبا بين يمين شعبوي يؤمن بالعمل الجماعي المشترك لا يهدف لإسقاط الدولة ويحمل مطالب شعبية قاعدية تساند الأغلبية وتطالب بالحد من تواجد وحقوق الاقليات، وتستغل هذه المطالب للوصول للحكم، في حين أن اليمين المتطرف يميل للفردية وأكثر تشدد حيال الدولة وقضايا الوحدة والهجرة، ويرفض قيم التعددية والتنوع الثقافي لكنه أقل حظوظ من أحزاب اليمين الشعبوي، موضحا أن الأحزاب اليمينية أكثر عنصرية لصالح الأوروبي الأشقر ويستبعد الأخرين باعتبار  أن الجنس الأوروبي أعلى من باقي البشر

وأرجع أسباب صعود أحزاب اليمين الى التراجع الاقتصادي وتزايد معدلات البطالة جراء موجات الهجرة غير المسبوقة بعد أحداث الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق وليبيا ومجمل بلدان  التي تعرضت لأحداث الربيع العربي مما زاد من مخاوف الأوروبيين وقلقهم المتنامي.

وشرح بالأرقام أن الأحزاب اليمينة تزداد في كل دول أوروبا البعيدة لكنها ليست ملاحظة كما هو الحال في فرنسا والمانيا وهولندا، بسبب بعدها عن الشرق الأوسط كما أنها لا تعد من الدول المركزية في التأثير الدولي.

وكشف بوشرا أن أزمة اليونان أظهرت ضعف شعور  التضامن بين دول الاتحاد الاوروبي وغياب الوحدة الوجدانية الشعورية، خاصة بعد رفض الدول الغنية والمنتجة مساعدتها  فلا يجوز أن تقدم الدول التي تعمل مساعدة لتلك التي لا تعمل.

وبيّن أن أحزاب اليمين الشعبوي استفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الحديث في الوصول للمواطنين والتأثير فيهم ومهاجمة الأحزاب التقليدية التي بدت في وضع دفاعي غير فاعل في استخدام وسائل الاتصال الحديثة.

ووصف بوشرا علاقة الأحزاب اليمينة انها غير واضحة حيال اسرائيل، باعتبارها تندرج ضمن الأخر (غير الأوروبي)، وتظهر بوضوح تذبذب العلاقة في مسألة معاداة السامية كما حدث في حادثة منع نائب الرئيس الالماني من القاء كلمة في اسرائيل بتهمة معاداة السامية، أو طرد جان ماري لوبان والد المرشحة الفرنسية مارين لوبان من الحزب بعد تكرار تصريحاته الحادة والعنصرية والمعادية للسامية.

ونوه الى تحسن العلاقة بين اسرائيل وهولندا بعد دخول رئيس حزب اسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان الذي استقبل رئيس حزب الحرية الهولندي غيرت فيلدرز بصفة رسمية في اسرائيل.

واكد بوشرا على أن الشعوب الأوروبية ترفض ظاهرة صعود اليمين وعبر عن ذلك المواطنون في النمسا بعد خروجهم مظاهرات لإسقاط حكومة يمينية، منوها الى ان الحاضنة المجتمعية للأحزاب اليمينية زادت جراء الخوف من الأزمات الاقتصادية وزيادة معدلات الهجرة وارتفاع معدلات البطالة والخشية على ذوبان العنصر الاوربي بين المهاجرين.

وقد تفاعل الحضور مع الضيف بوشرا الذي شغل رئيس قسم المؤسسة في جنوب افريقيا وأمريكا ومصر، ويدير الأن فرع المؤسسة في تل أبيب، وشارك الحضور بعدد من الأسئلة عن صعود الاحزاب اليمينية ومواقفها في اوروبا مسترشدا بنتائج الانتخابات واستطلاعات الرأي والتصريحات الهامة لبعض قادة أحزاب اليمين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى