مقال | تقرير البنك الدولي لاجتماع المانحين في بروكسل يضع غزة في قلب الحدث
عمر شعبان – غزة
تقرير البنك الدولي و الذي جاء بعد إجتماع البيت الابيض يوم الثلاثاء الماضي بخصوص غزة و شارك فيه ممثلوا عشرات الدول العربية و الغربية و إسرائيل و قاطعته السلطة الوطنية الفلسطينية . هذا التقرير معد للعرض في إجتماع لجنة التنسيق الخاص Ad Hoc Liaison committee بالدول المانحة للسلطة الفلسطينية و الذي سيعقد في بروكسل- بلجيكا يوم الاثنين القادم 19 مارس. هذه اللجنة تجتمع مرتين سنويا لمتابعة أموال المانحين للسلطة و تحديد طبيعة التدخلات المستقبلية . لكن الاجتماع هذه المرة يكتسب أهمية خاصة لأنه يأتي بعيد اجتماع البيت الأبيض الذي ركز على الوضع في قطاع غزة و في ظل توتر العلاقة بين واشنطن و السلطة الفلسطينية على أثر قرار الرئيس الامريكي ترامب بخصوص القدس و في ظل توقف الاتصالات بينهما. إضافة لذلك ، فإن التقرير يحمل الكثير من الجوانب الجديدة التي يجب أن تحظى بالاهتمام و التحليل حيث تؤشر بعضها و لو باستحياء إلى المستقبل :
يخصص التقرير 46 صفحة أكثر من نصفه للحديث عن أوضاع قطاع غزة خلال العقدين الاخيرين في كل المجالات و هذا غير معهود في التقارير السابقة.
ينتقد التقرير بشكل واضح الإجراءات الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة من حصار و منع دخول السلع ذات الاستخدام المزدوج و شح الكهرباء و القيود على حرية الحركة للبضائع و والأشخاص .
يؤكد التقرير أن الوضع في قطاع غزة لا يمكن أن يستمر هكذا و يطالب كل الأطراف ذات العلاقة بالعمل المشترك لمنع حدوث الكارثة.
يوصي التقرير بتطبيق عشرات التدخلات الفورية و متوسطة المدى في مجالات عديدة الكهرباء، خدمات الصرف الصحي ، المياه ، دعم المشروعات الصغيرة و تعزيز التصدير و زيادة عدد التصاريح الممنوحة للتجار و دعم مؤسسات القطاع الخاص و غيرها الكثير .
يقدم التقرير عدد من التوصيات بخصوص قطاع غزة منها :
1) دمج موظفي القطاع للحكومي و تحسين كفاءة العمل العام
2) تحسين جباية الضرائب
3) توحيد القوانين بين محافظات الشمال و الجنوب
4) تخصيص موازنات لدعم المشروعات الصغيرة
5) تسهيل التصدير من غزة لمحافظات الشمال و إسرائيل
6) إصدار تصاريح للتجار من غزة للدخول إلى إسرائيل
7) توسيع مساحات الصيد البحري
8) زيادة الكهرباء الى قطاع غزة
9) بناء مناطق صناعية و تحسين الموجود منها
10) دعم القطاع الخاص .
التقرير يخصص 5 صفحات لقضية دمج موظفي السلطة و حكومة غزة السابقة في القطاع الحكومي بما يمكن الاستشفاف منه أن دمج موظفي حكومة الأمر الواقع ، حسب مصطلح التقرير ليست مرفوضة وعلى المجتمع الدولي أن يساعد في عملية الاستيعاب .
يقترح التقرير أن عملية استيعاب موظفي حكومة الأمر الواقع ليست تلقائية ، بل يجب أن تتم بناء على الاحتياج في كل قطاع و تراعي النمو السكاني و تعمل على تعديل الخلل الحادث بين قطاع غزة و محافظات الشمال فيما يتعلق بنسبة الموظفين إلى عدد السكان في قطاعات معين كقطاعي الصحة و التعليم مثلا.
عملية استيعاب موظفي حكومة الأمر الواقع يجب أن تتم من خلال الفحص” vetting ” حسب المواصفات الدولية. هي الآلية التي تم تطبيقها على موظفي حكومة غزة عام 2014 لصرف المنحة المالية.
يطالب التقرير السلطة الفلسطينية بتنفيذ عملية الدمج و تضمين ذلك في الموازنة العامة وتقديمها للجهات المانحة لبحث إمكانية دعمها ماليا .
يطالب التقرير بتنفيذ برامج تدريب و تأهيل لموظفي القطاع العام في قطاع غزة كتلك المنفذة في محافظات الشمال.
يطالب التقرير من السلطة الفلسطينية بالعمل على إصلاح الجهاز الحكومي و زيادة كفاءة و تشجيع التقاعد المبكر لموظفيه.
يطالب التقرير من إسرائيل الانتظام في تحويل أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية دون تأخير .
يشير التقرير إلى تراجع ملحوظ في النشاط الاقتصادي في محافظات الشمال بسبب القيود على حركة الاشخاص و البضائع و الاستثمار. إنخفض معدل النمو في الناتج المحلي الاجمالي للعام 2017 إلى 2.4% فقط مقارنة بنسبة نمو بلغت 5% في الاعوام السابقة.
تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة بشكل حاد بسبب نقص السيولة و تراجع الدعم الدولي لإعادة الإعمار و الخصومات على مرتبات موظفي السلطة الوطنية و عدم قدرة حكومة غزة السابقة على دفع مرتبات موظفيها بشكل كامل و منتظم . حيث بلغ معدل النمو في الناتج المحلي نصف بالمائة للعام 2017 مقارنة بنسبة نمو بلغت 8% في العام 2016. تراجع الدعم المخصص لإعادة الاعمار إلى 55 مليون دولار في العام 2017 مقارنة ب 400 مليون دولار في العام 2016.