في غزة ورام الله / بال ثينك تعقد مؤتمر تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المحلي الفلسطينية من أجل بناء الدولة الفلسطينية
عقدت بال ثينك مؤتمر ختامي في مدينتي غزة ورام الله في آن واحد عبر تقنية الفيديو كونفرنس، لمشروع “تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المحلي الفلسطينية من أجل بناء الدولة الفلسطينية” والذي يهدف الى تعزيز العمل والتفاعل بين منظمات العمل الأهلي على المستوى الوطني، و تمكينهم من مواجهة ومعالجة تداعيات الانقسام، من خلال تنفيذ أنشطة وفعاليات مشتركة تساهم في إيجاد حلول للتحديات والقضايا التي تواجه المجتمع الفلسطيني و تقديم رؤى علمية ومقترحات سياسياتية تدعم جهود السلطة الوطنية في بناء الدولة الفلسطينية .
افتتح المؤتمر أ. عمر شعبان مدير مؤسسة بال ثينك مؤكدا أن المجتمع المدني كان وما زال داعم للمجتمع الفلسطيني وأن مؤسسات المجتمع على استعداد دائما لتقديم رؤى وتوصيات لصناع القرار الذين بدورهم يقدرون دورمؤسسات المجتمع المدني وتأثيره ، أيضاً سلط شعبان الضوء على نجاح مشروع “تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المحلي” والذي استمر لمدة 9 شهور، مشيراً أنه سيكون هناك مساعي مستقبلية تهدف الى تعزيز و تطوير العلاقات بين مؤسسات المجتمع المدني.
بدورها قدمت سالي السماك- منسقة المشروع ملخصا عن دور المشروع في تعزيز العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني في المحافظات الشمالية والجنوبية،مشيرة الى العمل المشترك بين 34 مؤسسة في مناطق الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ضمن هذا المشروع، والتي عملت سوياً على تنفيذ 17 مبادرة وصياغة أوراق سياساتية تعالج بعض القضايا المجتمعية وتقدم توصيات عملية، ومن أبرز انجازات المشروع ان بعض المؤسسات الشريكة في المشروع وضعت خطط لمشاريع ومبادرات بينها للمراحل القادمة وبالتالي استكمال العمل التعاوني والشراكة الحقيقية بين المؤسسات. وأشارت السماك أن بال ثينك تعمل على تطوير جهود أخرى تخدم التعاون وبناء العلاقة والثقة بين مؤسسات المجتمع المدني لخدمة المصلحة الوطنية الفلسطينية.
شارك في المؤتمر متحدثون من المؤسسات الشريكة خلال جلستين تم التطرق فيهما لعدة محاور شملت بعض المواضيع التي تخص جميع مؤسسات المجتمع المدني بشكل عام ، وجانب تجربة المؤسسات ضمن هذا المشروع بشكل خاص. شملت الجلسة الأولى محورين أساسيين ، أولهما التعاون والشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني في المحافظات الفلسطينية الشمالية والجنوبية ، وقد شارك فيها أ. جميل الدرباشي من المركز الفلسطيني للاتصال والسياسات التنموية في الخليل ، مشيرا الى ان الانقسام أضعف التفاعل بين مؤسسات المجتمع المدني ، وأن على المؤسسات الاجتهاد لتجاوز الانقسام ، والتعاون وفق أهداف موحدة تحدث تغييرا على كافة الأصعدة، وعلى مؤسسات المجتمع المدني ان تعطي اهتماما أكبر للتشبيك والانضمام لمؤسسات وشبكات دولية.
وفي ذات السياق، تحدثت أ.أحسان عواد من جمعية بنيان بخانيونس عن دور المشروع في خلق شراكات حقيقية بين مؤسسات الضفة وغزة، مؤكدة على اهمية توفير الموارد والامكانيات الممكنة لإبقاء التواصل والعمل بين المؤسسات في غزة والضفة والاستمرار في تحدي الصعوبات والمعيقات .
اما في المحور الثاني فتم مناقشة موضوع البعد المجتمعي للشراكة بين المؤسسات في المحافظات الشمالية والجنوبية وأثره على فئات المجتمع ، تحدثت فيه أ.معالي أبو موسى ناشطة نسوية من جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بطولكرم ، عن دور المشروع في تقديم الفرصة للتفكير باحتياجات الأفراد بالضفة وغزة من أجل عكسها في مشاريع عملية تخدم المجتمع ككل وبشكل رؤية استراتيجية. كما تحدث أ.حاتم أبو طه من جمعية المتحدين الثقافية الاجتماعية برفح ، عن الدور المجتمعي والتنموي لمؤسسات المجتمع المدني ، ودورها التنسيقي الحكومي للعمل مع السلطات لخدمة المجتمع، وضرورة استمرار التعاون بين المؤسسات بغزة والضفة خاصة أن المجتمع المدني هو الباب الوحيد المفتوح في ظل الظروف الراهنة لاحداث تغيير ومصالحة مجتمعية
وفي الجلسة الثانية، فقد تم التركيز على محورين ، الأول بعنوان أوجه التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني وصانعي القرار، شارك فيها د.عمر رحال من مركزاعلام حقوق الانسان والديقراطية شمس برام الله، متحدثا عن ضرورة وجود بيئة قانونية تنظم العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني وصناع القرار تكون حاضنة لهم، واتاحة الفرصة لمؤسسات المجتمع المدني للوصول للمعلومة. كما شارك أ. عبد المنعم الطهراوي من المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات بغزة، مؤكدا أن هناك حاجة لوجود رؤية واضحة لدى مؤسسات المجتمع المدني لتحديد وتنظيم العلاقة مع مختلف فئات المجتمع الفلسطيني ومع صناع القرار ،ولابد من تعزيز العلاقة بين السلطات و المجتمع المدني، وضرورة التسهيل ورفع القيود عن المجتمع المدني وتمكينه.
أما عن المحور الثاني فقد شمل المعيقات والتحديات التي تواجهها مؤسسات العمل المجتمعي وأثرها على كفاءة عملها ، كان متحدثا في هذا الموضوع أ. كايد ميعاري من مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية بنابلس ، مشيرا الى أن المجتمع المدني الفلسطيني قوي وذو إنتاج غزير لكنه يواجه بعض القوانين التي تعيق عمله ، وهناك حاجة لأن تكون الفعاليات بين مؤسسات الضفة وغزة مستدامة ومستمرة؛ حيث أنه من غير الضروري أن تكون الجهود ضخمة تحتاج لوسيط ثالث يقدم تمويل، بل جهود صغيرة ذات أثر مستدام.
بدورها أيضا تحدثت أ. روز المصري من جمعية أمجاد للابداع والتطوير المجتمعي بغزة ، أكدت على ضرورة مراجعة شاملة للقوانين الصادرة فيما يتعلق بعمل مؤسسات المجتمع المدني في الضفة وغزة، واستمرار وتوسيع العمل المشترك بين مؤسسات المجتمع المدني .
وقد شارك الحضور ، والذي كان يشمل ممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني ، ونشطاء مجتمعيين ، وباحثين وذوي علاقة ، بشكل فعال في النقاش خلال الجلستين ، حيث أشاد الحضور بأهمية هذا المشروع الذي لقى دعما مجتمعيا واسعا كونه يعزز التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني ويساهم في جسر الهوة الناتجة عن الانقسام الفلسطيني الداخلي ، مؤكدين أن على جميع المؤسسات اتباع واستكمال هذه الخطوات نحو تعاون وشراكة دائمة بين مؤسسات المجتمع المدني على المستوى الوطني ، لتوحيد الرؤى والاولويات بين القطاع الاهلي والرسمي الفلسطيني .
وقد أوصى المتحدثون والحضور بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني ، واستمرار وتوسيع العمل المشترك بين مؤسسات المجتمع المدني والتنسيق معا في المحافظات الشمالية والجنوبية واتاحة الفرصة لمؤسسات المجتمع المدني للوصول للمعلومة من أجل بناء مساعي تخدم احتياجات وأولويات المجتمع الفلسطيني.