منتدى الشباب للسياسة والتنمية يستضيف مدير جمعية نحن اللبنانية
نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية لقاءاً عبر سكايب مع السيد محمد أيوب، مؤسس جمعية نحن في بيروت – لبنان، ضمن أنشطة منتدى الشباب للسياسة والتنمية. حيث افتتح السيد عمر شعبان اللقاء مُرحِباً بالضيف ومشيداً بالعلاقة الوطيدة بين الشعبين الفلسطيني واللبناني ومؤكدا على أهمية التواصل والتعاون المشترك مع تجارب عربية يمكن الاستفادة منها في السياق الفلسطيني حيث يأتي اللقاء ضمن سلسلة لقاءات تنظمها المؤسسة مع عدة مؤسسات في الوطن العربي والعالم.
وتحدث أ. محمد أيوب لأعضاء المنتدى عن تجربة “جمعية نحن” في تخطيط وتنفيذ مبادرات تخاطب احتياجات المجتمع اللبناني الشقيق. وسلّط الضوء على حملة “حُرش بيروت” الهادفة لخلق مساحة عامة وسط التوسع العمراني في بيروت لتحويل الحرش من حاجز يفصل بين الطوائف والأديان الى نقطة التقاء توطد أواصر العلاقات المجتمعية وتحد من الاحتقان في لبنان. حيث بدأ مع مجموعة من زملاءه بإجراء الدراسات القانونية والسياسية والاجتماعية المتعلقة بالحُرش، حيث أكّد أ. أيوب على أهمية البحث والدراسة قبل التخطيط لأي نشاط مجتمعي أو تنفيذه.
ذكر أ. أيوب العديد من الفوائد التي ستعود على المجتمع عند افتتاح مساحة عامة خضراء وسط مدينة بيروت، منها إيجاد ملتقى ومتنفس يزوره اللبنانيون من كافة الأطياف والمجموعات العرقية، وأعطى لهذه المساحة صفة “الصالون” الذي يجتمع فيه أفراد العائلة الواحدة لقضاء أوقاتهم والتفاعل مع بعضهم، بينما يذهب كل منهم إلى منطقته المنعزلة عن باقي الطوائف والأديان إلى “غرفهم”. معززاً القيمة المعنوية ورمزية المساحات العامة التي تحمل إمكانية استضافة المناسبات السعيدة والاحتفالات الوطنية وغيرها من مظاهر التجمع السلمي.
وأضاف سارداً تطور مراحل الحملة من افتتاح جزئي للحرش، إلى زيادة الضغط الشعبي الذي أدى لافتتاحه بشكل كامل للمواطنين، ونهايةً بالمرحة الحالية وهي طرح مسابقة لوضع تصوّر لتخطيط وتنظيم الحرش يشارك فيها الفنانين والمهندسين ودارسي العلوم الإنسانية من عامّة الشعب، في جهد يرمي إلى إشراك العامّة في صنع القرار، وتوعيتهم عن الحرش وتنظيمه وإدارته والحفاظ عليه كأحد المقدرات العامة.
كما وتحدث أ. أيوب عن الوسائل والاستراتيجيات المختلفة المستخدمة خلال فترة الحملة الممتدة منذ 2010. ومنها الأوراق البحثية والدراسات والجولات التوعوية والتظاهر السلمي والتعاون مع الجهات الأمنية المختصة وبناء قدرات الفريق وتوثيق المستندات القانونية والبيانات الإعلامية اللازمة لتحقيق الهدف المنشود.
واختُتِم اللقاء بجولة من النقاشات من أعضاء المنتدى وإجابة تساؤلات الشباب مع ضيف اللقاء. منها تساؤل أحد أعضاء منتدى الشباب للسياسة والتنمية في مؤسسة بال ثينك، عن إذا ما كان دور المجتمع المدني مكملاً أو بديلاً للجهات الحكومية. حيث أجاب أ. أيوب بتعريف ماهية المجتمع المدني وبأن كل ما هو ليس عسكرياً فهو مجتمع مدني، وأن كثرة مؤسسات المجتمع المدني قد تكون نتيجةً لضعف الأداء الحكومي. وأن دور هذه المؤسسات يمكن أن يتراوح بين مكملٍ لدور الحكومة، أو معارضٍ لها وأن هذا يعتمد بالأساس على طبيعة عمل المؤسسة بعينها بعيداً عن التعميم.